يقال إن تكرار الخطأ خطيئة، ولكن تعدد الخطايا جريمة متعمدة في حق هذا البلد، فأسلوب تشكيل الحكومات الكويتية الـ 11 الأخيرة معتمد على المحاصصة القبلية والطائفية والفئوية، وسيطرة الشيوخ والتجار على الوزارات المهمة، جعلت هذه الحكومات تفشل في تحقيق رغبات الشعب وتحقيق آمالهم في الرفاه والتقدم، والشعور بالأمن والاستقرار.وباستعراض أسماء الحكومة المعدلة نجدهم من أصحاب الخبرات السياسية القليلة، جيء بهم لا عن قناعة أو تجربة سابقة ناجحة، بل حسب نظام المحاصصة والترضيات، وتوزيع كراسي الحكومة على الأقطاب في السلطة وخارجها.بل دعي للمشاركة في هذه الحكومة وزراء من أصحاب التجارب السابقة المتعثرة، ومن فشل في الحصول على ثقة الشعب لتمثيله في مجلس الأمة في أكثر من انتخابات برلمانية.وباعتذار السيد شريدة المعوشرجي والسيد مصطفى الشمالي عن المشاركة في التشكيل الحكومي يغيب عنها الثقل السياسي والخبرة الوزارية المتراكمة.لذا حقّ لنا القول (لا طبنا ولا غدا الشر)، فلا يستقيم الظل والعود أعوج، وستستمر الكويت في أزمة تلد أزمة، وييأس الناس حتى من المحافظة على ما أنجزناه سابقاً، والشك بأن هذه الحكومة ستقدر على إتمام المشاريع الكبرى الجاري تنفيذها بسبب تغيير وتدوير الوزراء المسؤولين عن هذه المشاريع، هرباً من المساءلة والاستجواب.أتمنى أن أكون مخطئاً في اعتقادي وتخيب الحكومة ظني وتحقق ولو مرة طموحاتنا وتنفذ وعودها لنا.