أمثال جميلة في لغتنا الجميلة. قالوا قديما «اربط اصبعك... وكل من ينعت لك دوه» ذلك أن الناس قديماً إذا ما مرض أحدهم يهب كل من لديه خبرة بأعراض المرض، أو يعلم بأحد قد أصيب بالأعراض ذاتها واستخدم دواءً شافياً، ليصفوا وصفات لمريضهم المنظور تبعاً لخبراتهم أو ما مروا به من مرضٍ، أو لما شاهدوه أو ما مروا به أو عرفوه من آخرين، وهذا كان يجعل بعض المرضى يشفون، وآخرون تتفاقم عللهم نتيجة للبدائية والعشوائية. أما الآن فإن الخبرات الطبية ازدادت، والتخصصات تنوعت، والمستلزمات التي تعين الأطباء على تشخيص المرض تباينت وازدادت دقة، مما يجعل الطبيب أكثر قدرة على التمحيص، ووصف الدواء المناسب لحالة المريض، ونظراً للتطور المذهل في هذا المجال، والمدنية المفرطة أخذ الناس يستخدمون العلاج في حالات غير ضرورية كبعض عمليات التجميل، وحالات شفط الدهون، وصرف العقاقير التي تعمل على تربية العضلات وتنميتها بحيث يصبح المرء بهلواناً مفتول العضلات، ولكن كم شاهدت الدنيا أعماراً كالورود ذهبت نتيجة لإجراء بعض هذه العمليات غير الضرورية، أو تناول عقار ليس مهماً، والحيرة تنتابنا، من المسؤول عن إخفاق عمليات غير ضرورية؟، لا شك أن لكل أجل كتاب، وبأن الطب مهنة إنسانية بحتة، ولكن أين موقف الطبيب إذا حضر له شاب في مقتبل العمر لإجراء مثل تلك العمليات؟ نعم... عمره القانوني يسمح له بالتوقيع لنفسه، ولكن أين قلب الطبيب من ذلك؟ لا بد من عدم الركون إلى القانون أمام الإنسانية.لنجعل من التقدم العلمي علاجاً شافياً وناجعاً نحو صحة تعمل على الراحة في العيش، ووسيلة لتوفير الطمأنينة، والإنسانية هي رائدنا نحو صحة أفضل، ولنحييّ الطبيب الذي يجعل من مهنته بلسماً للقلوب قبل الأجسام.قم للطبيب وحيّه... وامدد يديك مسلماًصافحه وابتسم له... فالحق أن تتبسماهو ذلك الإنسان... والرجل الذي لن يكتماآسن بكفيه الشفا... وكم أزال الألماما زالت الصحة والعافية تسري في أرضنا الطيبة والعامرة بالخير. والله من وراء القصد.

سلطان حمود المتروككاتب كويتي