أكد الناشط السياسي الدكتور شبيب الزعبي ان «الربيع العربي لم يكن وليد لحظة او تكتيك سياسي او ترتيب أممي بل جاء لحاجة الشعوب إلى التنفس السياسي والعيش الكريم وطلب الحريات والعدالة الاجتماعية المفقودة من عصور في حياتهم.وقال الزعبي في ندوة نظمها في ديوانه مساء أول من امس بعنوان الثورات العربية والاصلاح السياسي في دول الخليج «إننا اليوم حتى لا نفقد هذه المكاسب يجب علينا ان نفتح سياسة الحوار مع الآخر واحتواء جميع العاملين في الحقل السياسي من جميع الاحزاب والاديان والمذاهب حتى نصل إلى التعايش السياسي الذي يحقق لنا التكافؤ والعدالة الاجتماعية؛ فلهذا علينا ان نطوي ملفات الخلاف ونتفق على نقاط اللقاء ونطورها ونجتمع عليها».واشار الى ان «الأنظمة المستبدة انما تخشى التقاء الشعوب والجماعات على طاولات الحوار لانهم يعرفون جيدا ان الحوار الحر يفتح الافاق ويقرب وجهات النظر وهذا ما لا يريدونه لذلك يزرعون سياسة الفوضى الخلاقة وسياسة فرق تسد حتى يستمروا في طغيانهم».من جانبه، قال استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور شفيق الغبرا «ان الثورات تأتي في كل المجتمعات نتيجة لعدة ابعاد تفجرها منها فشل الاصلاح وهذا ما لاحظناه في الثوره المصرية لان هناك وعود كثيرة بالاصلاح كانت تذهب ادراج الرياح»، مشيرا إلى أن «الثورات تقع عندما تهمش القوى الاصلاحيه ولا تعطى فرصة المشاركة الحقيقية مما يؤكد عدم الرغبة في الاصلاح وهذا ما يقودنا الى تفسير أسباب تجمع الناس في الثورات لأن الجميع بات يشعر بخيبة الامل وغياب الاصلاح ما دفع الناس وبالملايين الى التجمع والتظاهر كما هي الحال في الثورة المصرية حين كانت لحظة اقتناع فهي لحظة ربانية تجمع الناس وفي عصرنا الحاضر اسهل ان تأتي هذه اللحظة لان صناعة الثورة باتت اسهل بكثير من اي وقت مضى».وبين ان «الاوضاع لم تعد كما كانت في السابق حين كان من يستلم الاذاعة يعني انه حكم البلد مما جعل الحكومات العربية تشدد الحراسه على مقار الإذاعات الا ان الشعب اصبح خلال هذه المرحلة هو الإذاعه ويستطيع ان يجتمع وبسرعه لان الشعب هو مصدر السلطات»، قائلا: «إن الديموقراطيه تعني التعبير الحقيقي بين الناس لا أن تضحك عليهم بالتصويت لأشخاص تخون الشعب وتستغل أمواله ومدخراته فالديموقراطيه تعني التمثيل الحقيقي للشعب في البرلمان والحكومة».وأوضح الغبرا أن «ما وقع في بلادنا العربية من تمييز وتهميش وظلم كان سببا للربيع والثورات التي أخرجت الناس إلى الشارع، فأغلبية العرب يعيشون في التمييز والتهميش مما جعل أوضاعهم الأسوأ في العالم ولهذا بدأت الشعوب تتحرك للتغيير فلا يمكن ان نفصل الثورات العربية عن الاوضاع الاقتصادية والمعيشية والتمييز والتفرقة بين الناس»، مشيرا إلى ان «النشطاء المصريين باتوا يزجون بالسجون وهو امر مقلق جدا وهذا سيجعلهم يكتسبون خبره وآلية في التعامل فهو جيل يتدرب، ولا تعرف أين سيكون مصيرهم بعد عشر سنين فهل سيكونون وزراء ام رؤساء، فالثورات لن تتوقف الا اذا كان هناك اصلاح حقيقي يهتم بالقضايا الرئيسية التي تهم الناس».واشار الى ان «القمع يشتري الوقت اي بمعنى انه يمكن تحقيق هدوء نسبي لبعض الوقت لكنه لا يعطي الاستقرار والأمن والأمان لأننا بحاجة إلى عدالة كاملة تحقق المساواة واحدة»، مبينا أن «الولايات المتحدة ألغت التلفزيون الوطني ولم يعد له محل اما التلفزيونات الوطنية العربية فقد فقدت المصداقيه لدى الشعوب».وقال الغبرا ان الكويت باتت جاهزه للاصلاح وضرورة اشهار الاحزاب بقانون يشرعها بالاضافة الى اصلاحات دستورية حقيقيه تمكن الناس من العيش في أمن وامان لا يبخس فيها حق احد فما يتطلع له الناس احزابا تتنافس على برلمان والاغلبية تشكل حكومة ومن يفشل لن يصوت له الناس مرة ثانية ومن ينجح يستمر اربع سنوات».من جانبه، قال الناشط السياسي ناصر المصري: إن القضية السورية باتت بالنسبة لنا مصيرية وأصبحت ككرة الثلج التي تكبر كل يوم وتدخل ايران وحزب الله غير مسار الحل وجعل ابعادها وتأثيرها على العراق وانتقالها الى الخليج امرا مقلقا بالنسبة للجميع.وأشار الى ان «الاصلاح السياسي بات ضروريا في الكويت خاصة بعدما خرج ابناؤنا الى الشارع وتصادموا مع الجيش والشرطة».
محليات
المشاركون شددوا على أن التنمية والإصلاح السياسي درع واقية من الفوضى الخلاقة
ندوة «الثورات العربية»: الربيع العربي يعكس حاجة الشعوب إلى العدالة الاجتماعية
03:09 م