يقول الباحثون إن الفرد عندما يمارس أمرا ما ويواظب عليه بحرص لمدة تجاوز 21 يوما ومعنويا يشعر بقناعة مطلقة إنه يعمل «الصح» أو هكذا تصور له نفسه تصبح تلقائيا عادة متأصلة فيه وبالإمكان تطبيق هذا الأمر على المؤسسات والقياديين!فعندكم قضية «قيادي» الداخلية ومن تبعه في «فضيحة» إصدار 12 ألف تأشيرة مخالفة... وقضية «الداو» و«محطة الزور» و«سماجة» السلوك القيادي الذي يمارسه قيادي القطاعين العام والخاص كل طرف فيه « فاسد» تجاوز مرحلة الفساد إلى مستوى « الإفساد» وإحالة المذنب إلى التقاعد إنما يعزز سلوك الإفساد بطريقة مباشرة!فالسؤال الذي يجيب نفسه من المقدمة البسيطة: هل فساد القيادي ظاهرة أم عرف؟أعتقد إنه بات عرفا وعادة متأصلة في كل من يلتحف برداء المنصب القيادي الدافئ... إنها لم تكن وليدة يوم حاضر أو فترة زمنية تقل عن 21 يوما... إننا نتحدث عن عقود من الزمن؟هل نلوم الحكومة أم مجلس الأمة أو نترك المسؤولية لعلماء الاجتماع والنفس؟ إنها مسؤولية مجتمع وغياب العقاب يحقق لمن يبدأ الفساد من أول عتبة مبتغاه في الدخول إلى قائمة «الإفساد»!على أية حال فالذي يسرق ديناراً أو مليوناً... الذي يتجاوز القوانين... الذي «يحتمي» بنفوذه لتحقيق غايات مرسومة سلفا هم سواسية في السلوك الفاسد!إن الفساد أو الإفساد حالة معنوية تولد ممارسات غير إخلاقية زرعها القيادي في حقل المؤسسة التي أؤتمن عليها وبالتالي قول «من زرع حصد» في حقل الفساد قد تحقق!وللعلم.. هناك دراسات بحثية لزملاء لنا كويتيين في حقلي الإدارة والقيادة (وطبعا انتهى المطاف بوضع أبحاثهم على الرف وصورة مع قيادي كبير وهو يسلمه الدراسة)، و في المقابل وبحكم أن أحبتنا معجبون في كل ما هو مستورد فالمجتمع الغربي من عرض حوكمة وقواعد لإختيار القياديين ونظم إدارية في غاية الوضوح، لكننا في هذه البقعة الصغيرة لم نستفد، وملاحظات ديوان المحاسبة وقواعد العمل في ديوان الخدمة المدنية «الله المستعان على العقلية التي يدار بها» تظهر وتختفي بقدرة قادر، والعموم من البشر البسطاء قد بلغوا حالة من اليأس، وقلة من المطلعين على ما يدور خلف الكواليس أصيبوا بصدمة معنوية، ونطلب من المولى عز شأنه أن يعينهم على تحمل المسؤولية!إننا ننصح الحكومة والمجلس في الوقوف عند مرحلة «التيه القيادي» الذي نعيش ملامحه، ونقول للمجموعة التي حباها الله بالسلوك الأخلاقي «اصبروا... فما بعد الضيق إلا الفرج»!أشعر بأنني أكتب خارج نطاق العرف الذي تركته لنا مجاميع تشعر بأمان من العقوبة... أشعر بأن الفكر الاستراتيجي والقيادة الأخلاقية غير مرحب به!أرجوكم... فالوضع قد بلغ حالة ميئوس منها ونحن إن لم نوقف عرف «الإفساد» وسلوك القيادي الفاسد، فلن نجد نقلة نوعية في إدارة شؤون مؤسسات الدولة العام منها والخاص وإن «زانت» لكم «رزة» بعض القياديين على صدر صفحات الصحف.. والله المستعان!terki.alazmi@gmail.comTwitter : @Terki_ALazmi