الوقت يعتريه هبوب مختلفة ومتباينة وهي عديدة وكثيرة ومتنوعة في أشكالها وألوانها واتجاهاتها فمنها نسائم طيبة تفضي على النفس الراحة فتجعل الإنسان يفكر باستقرار وهدوء وسكينة ويخطط لأمره فيصل إلى غايته، ومنها ساخن إنما هو حار بل ملتهب يعمل على الاضطراب وعدم الاستقرار ولا يجعل للفكر مجالاً كي يستقر من أجل تكوين خطة لبرنامج في سبيل النمو ذلك هو مسرحنا السياسي الذي يدخل في كل قضية فيغلفها بغلافه الذي يحث على المصلحة الشخصية ويعمل في مضمار الأنانية والأنا.فمعظم القضايا متنوعة المجالات أضفى عليها هبوب السياسة فإذا ما أصدر قرار ألغي بعد برهة من نفس مصدر إصداره وعلل ذلك بأنه غير واقعي من قبل أن يتم تطبيقه ويجري عليه تجاربه ولعل التلويح بمستشار عالمي لكي يحل القضية الإسكانية من أتون هذه الهبوب.يقولون بأن القضية الإسكانية أصبحت شائكة وأن الطلبات قد تصل أكثر من مئة ألف طلب في القادم من الأيام.وكلما أتت فترة برلمانية قامت الدنيا ولم تقعد في سبيل حل هذه المشكلة فتعزى أسبابها إلى دورة مستندية أو أراضٍ تابعة للجيش وأخرى للنفط وكلها في متناول الحل.فماذا سيقول الخبير الذي سيأتي؟فإذا سأل عن الأرض فهي موجودة وإن سأل عن التمويل فالخير كثير ولو سأل عن الطاقات والامكانات فإن الطاقات متوافرة وكثيرة.وإذا سأل عن التجارب فإن تجربة الكويت في المجال الإسكاني عريقة وخبرات أبناء الوطن متعددة إنما الحاجة إلى رؤية استراتيجية مقيدة ببرنامج زمني مدروس لتوفير البدائل السكنية وفق التقنيات العالمية ووفق مناهج وآليات غير مسبوقة في تنفيذ المشاريع الإسكانية ولا يكون هذا إلا بإبعاد هبوب السياسة عن المشهد الإسكاني وإعطاء المتخصصين الثقة بالعمل وتكاتف جهود الوزارات والمؤسسات من أجل تنفيذ البرنامج الإسكاني والعمل على إنجاز خطته والانتهاء من هذه القضية وإبعاد جميع القضايا التربوية والصحية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية عن أتون السياسة.وعندئذ سيكون حال الناس جميعاً «لبنة هلمه هيه طاول»عمار يا كويت
مقالات
سلطان حمود المتروك / حروف باسمة
من هبوب الأيام
11:25 ص