دان تيار «المستقبل» (يتزعمه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري) وجميع نواب وفاعليات طرابلس (شمال لبنان) إحراق «مكتبة السائح» التي يملكها الكاهن الارثوذكسي ابراهيم سروج في المدينة، واصفين ما حصــــل بانـــــه «جريــــمة مشبوهة».ولم تتوان اوساط في «14 آذار» عن اعتبار «المحرقة الثقافية» التي أتت على ثلثي الكتب والمخطوطات، وبعضها نادر، التي كانت تحتويها المكتبة، في إطار الردّ على المشهد الجامع الذي رسمته هذه القوى في عاصمة الشمال قبل ثلاثة اسابيع تحت عنوان «العيش المشترك في الشمال مسؤولية وطنية مشتركة» في «فندق كواليتي»، والذي سعت من خلاله الى تأكيد الوجه السلمي لطرابلس والتشديد على اعتماد خطاب توحيدي بين سائر الطوائف ومكونات المدينة ولا سيما منها السنّة والعلويين والمسيحيين في مواجهة «المتطرفين من السنّة والعلويين» وتالياً قفل الطريق على انزلاق هذه المدينة بالكامل نحو «انفجار» مذهبي انطلاقاً من «خط التماس» السني - العلوي الذي تشكّله «جبهة» باب التبانة - جبل محسن، كما على محاولات وضع «الملح» على «الجرح» المفتوح بين هاتين المنطقتين لإلباس الطائفة السنية «ثوباً قندهارياً».وتم إضرام النار في «مكتبة السائح» الكائنة في «شارع الراهبات»، وهي الأكبر والأهمّ في طرابلس، على خلفية الاشاعات عن مسؤولية الاب سروج عن نشر «دارسة ضد الاسلام» وهو ما اتضح عدم صحته سواء عبر تأكيد المدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي (من فاعليات طرابلس)، او من خلال ما أبلغه الكاهن شخصياً الى قيادات اسلامية في المدينة بعد الحريق.ودان رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة احراق المكتبة واصفاً ما حصل بانه «جريمة مشبوهة، ومن قام بها انما يعمل لخدمة اعداء لبنان والعيش المشترك ويأتي عمله المجرم ليصب في التوجه ذاته الذي يهدف الى تشويه صورة طرابلس لاظهارها مدينة للتطرف»، داعياً «القوى الامنية الى تحقيق سريع لالقاء القبض على المجرمين وكشفهم وانزال العقوبات بهم».وفي حين استنكر النائب محمد كبارة «الجريمة التي ارتكبتها عصابات الجهل والضلال ضد مكتبة هي إحدى معالم الهوية الثقافية والحضارية لمدينة طرابلس»، اعتبر اللواء ريفي ان «من يقف وراء هذا العمل المشبوه هدفه تخريب العيش الواحد في المدينة».وقال ريفي: «سبقت هذا الاعتداء إشاعات مغرضة وكاذبة نسبت الى الأب سروج دراسة نشرت على الانترنت، تتعرض للدين الإسلامي وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم. والصحيح أن هذه الدراسة كتبها شخص غير لبناني يدعى أحمد القاضي، وهي لا تمت الى الأب سروج، وهو الكاهن المفكر ابن طرابلس، الذي عاش فيها حياته بتواصل مع جميع أبنائها، والذي تشهد له أعماله وكتاباته، على احترام القيم والأديان السماوية والتعايش والحوار».اضاف «إن هذا العمل الإجرامي يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول الجهة التي تقف وراءه، والتي تهدف الى تخريب العيش الواحد في المدينة، ولتشويه صورتها. ولهذا ندعو السلطات الأمنية والقضائية، الى التحرك فورا وسوق المعتدين الى القضاء لمحاسبتهم».
خارجيات
السنيورة اعتبر «الجريمة» لإظهار عاصمة شمال لبنان «مدينة للتطرف»
حرق مكتبة أثرية لكاهن مسيحي في طرابلس
12:30 م