لم يدر في ذهن الجهات الحكومية أن خطتها التي تهدف لزيادة عدد الطيور في البيئة الكويتية ستنقلب رأسا على عقب، بعد أن انبرى «قوانيص» الطيور لاصطيادها غير عابئين بالهدف الذي دفع تلك الجهات لاصطيادها.فقد شهدت المناطق الشمالية في البر (الهويملية والرتقة والصقيهية والابرق) اطلاق العشرات من طيور الحبارى «الربوة» الموسومة بحجول، ضمن الجهود المحلية المتواكبة مع الجهود الدولية للحفاظ على طائر الحبارى المهددة بالانقراض والحفاظ على وجوده في بيئته الطبيعية، حيث بادرت جهات حكومية لإطلاق 50 حبارى يوميا على مدار العطلة، بدأت قبل إجازة رأس السنة بيوم، الامر الذي جعل تلك الطيور عرضة للصيد الجائر، فأحدث فوضى في المناطق التي أطلقت بها الحبارى وتضاعفت أعداد الصيادين بعد انتشار خبر إطلاق الحباري فاشترى الكثيرون بنادق صيد «شوازن» وصقورا لصيدها.مصادر أكدت أن الغريب في الأمر ان طيور الحبارى التي كانت هدية مقدمة للكويت من دولة الامارات العربية من النوع «ربوة» التي لا تطير ومعتادة على وجود الانسان حولها، ما سهل على الصيادين اصطيادها بسهولة، حيث أظهرت مقاطع فيديو قيام خادم أحد المخيمات بالامساك بالحبارى باليد، وهنا تكمن المشكلة فبدل من المساهمة في تكاثر الحبارى أسهمت الخطوة «غير المدروسة» وفق وصف بعض المتابعين، في خفض أعدادها وتزايد الصيد غير المرخّص والجائر.وتشير المصادر إلى أن الهدف من إطلاق الحبارى التي يتم إطلاقها سنوياً بزيادة عدد الطيور المتكاثرة سنوياً بحيث يتم اختيار مواقع الإطلاق بشكل محدد لتضمن أفضل الفرص لبقاء الطائر على قيد الحياة، وهذا الامر لم يحصل في الكويت برغم أن الاتحاد العالمي لصون الطبيعة (ICUN) أدرج طائر الحبارى على قائمته الحمراء للأنواع المهددة، وصنّفه ضمن «الحالات الحساسة».«الراي» تتبعت تفاصيل الموضوع الذي أزعج المختصين في مجال حماية الطيور بسبب عدم الدراية بالسلبيات التي انعكست على تلك الخطوة حيث ضاعفت الصيد الجائر وتسبب في قتل الحبارى. فقال نائب رئيس فريق الطيور التابع لجمعية حماية البيئة المهندس عبدالمحسن السريع ان الخطوة في إطلاق عدد كبير من طيور الحبارى في شمال الكويت خطوة غير مدروسة وتسببت في قتل طيور الحبارى المهددة أصلا بالانقراض.وأشار السريع الى أنه لم يتم اختيار مواقع مناسبة الاطلاق سراح الطيور بشكل محدد لتضمن أفضل الفرص لبقاء الطائر على قيد الحياة، ولم تتم مراعاة العوامل التي يتم أخذها بعين الاعتبار قبل الإطلاق والتي منها أنواع البيئات الطبيعية، ونوعية الغطاء النباتي، وتوافر الغذاء، وأخطار الافتراس.وأكد السريع أن «المخاطر التي تهدد الحبارى كثيرة أبرزها الصيد الجائر الذي تسبب في خفض أعدادها وتقلصت معها المساحات الخضراء، كما شكلت الخطوة في إطلاق طيور الحبارى مضاعفة الصيد الجائر وتوجه العشرات من الشباب بعد أن ذيع الخبر للبر بسياراتهم، وهذا الامر أسهم في تدمير الغطاء النباتي المدمر أصلا.وأشار السريع الى أنه كان الاولى من قام بهذه الخطوة أخذ رأي المختصين في المجال لدراسة أبعاده على البيئة والطبيعة لافتا الى أن الطيور في الكويت تتعرض يوما بعد يوم للخطر الانقراض بسبب ضعف تطبيق القوانين.من جانبه قال عضو فريق رصد ومراقبة الطيور في جمعية حماية البيئة راشد الحجي إنه فوجئ بالإخبار والصور التي تؤكد إطلاق طيور الحباري ذات «الحجول» المرقمة ووقعت بأيدي الصيادين «وسمعنا أخبارا غير مؤكدة عن مصدرها، ولكن مهما كانت الاسباب فهي خاطئة» ولم تتم استشارة جمعية البيئة ولا هيئة البيئة في مكان وموعد الاطلاق المناسبين، حيث بالإمكان أن تعيش في معسكرات الجيش أو المحميات أو أماكن البترول.وأكد الحجي أن إطلاق الحبارى «زادت المخاطر التي تهدد وجودها وازدادت المخاطر التي تهدد مستقبلها مطالبا بضرورة سن التشريعات والقوانين لحماية الطيور الحبارى التي تشكل عنصراً مهما في التراث ووضع استراتيجيات للإكثار من أجل المحافظة على الحبارى.وأضاف الحجي، قرار إطلاق طيور الحبارى في شمال الكويت خاطئ وتسبب في فوضى صيد وقتل الطيور بشكل كبير لدرجة قدوم بعض الصيادين من دول خليجية بعد أن انتشر خبر إطلاق 50 حبارى في اليوم وكانت النتيجة عكسية على بيئة الكويت.واكد الحجي عدم توفر الغطاء النباتي بالمناطق البرية الذي يعتبر الملاذ الآمن لطائر الحبارى نتيجة الرعي الجائر والنشاط البشري اصبح من السهل صيد هذا الطائر لظهوره للعيان نتيجة كبر حجمه وعدم تمكنه من الاختباء والتخفي تحت النباتات المعمرة كالعرفج والعوسج والرمث.