لان خبر توقيف لبنان زعيم مجموعة «كتائب عبد الله عزام» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» ماجد الماجد غير عادي في دلالاته ورمزيته، فان بيروت بدت امس في حال إرباك رسمي في مقاربة هذا التطور البارز، متفاديةً حسمه لدرجة اضطرار وزير الدفاع في حكومة تصريف الاعمال فايز غصن الى نفي الادلاء بتصريح يؤكد القبض على الماجد وهو أحد أبرز المطلوبين في المملكة العربية السعودية وايضاً في دول اخرى بينها الولايات المتحدة والذي تبنّت كتائبه التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا السفارة الايرانية في بيروت في نوفمبر الماضي.ولفت في نفي غصن ان يكون أدلى بأي تصريحات صحافية اكد فيها توقيف مخابرات الجيش اللبناني الماجد، انه لم ينف القبض على السعودي الذي كان انتقل من مخيم عين الحلوة في صيدا قبل اشهر الى سورية حيث بايع امير «جبهة النصرة» ابو محمد الجولاني، في حين كانت مصادر أمنية لبنانية تؤكد وقوع الماجد في قبضتها رغم إعلانها انها بانتظار نتائج فحوص الـdna التي يخضع لها.وفسّرت أوساط أمنية متابعة التريث اللبناني في اعلان توقيف الماجد رسمياً على انه في إطار التحوط الأمني لأي ردات فعل من كتائبه او تنظيم «القاعدة» على هذا التطور كما لأي محاولات لـ «تحريره» ولا سيما بعدما بلغ الامر ببعض وسائل الاعلام الى كشف مكان احتجازه (في المستشفى العسكري - بيروت)، مشيرة الى ان لبنان كان يفضّل ان يبقى الامر طي الكتمان الى ان تتحدد وجهة التعاطي مع هذا الموقوف الخطير الذي يُعتبر «صيداً ثميناً» على المستوى الدولي.وبحسب هذه الاوساط فان مؤشرات حاسمة دلّت على ان الماجد بات في عهدة مخابرات الجيش اللبناني وأبرزها:• إبلاغ السلطات اللبنانية الى السفارة السعودية بتوقيف الماجد.• مسارعة الولايات المتحدة إلى تأكيد خبر القبض على الماجد واعلان في مجلس الأمن القومي الأميركي ان التقارير الصحافية حول توقيفه موثوقة.وقد تم ربط القبض على زعيم «كتائب عبد الله عزام» بالتحذير الذي أصدرته واشنطن الى رعاياها في لبنان لـ «اتخاذ أقصى درجات الحذر خلال الأسبوعين المقبلين، وتجنب ارتياد الفنادق أو مواقع النشاطات العامة أو الاجتماعية، التي اعتادوا التجمع فيها، باعتبار أن هذه المواقع تبقى أهدافا للهجمات الإرهابية، أقله في المدى القصير».• ما كشفته مصادر امنية حول ملابسات توقيف الماجد الذي كان محل رصد دقيق، اذ اوضحت ان عملية القبض عليه حصلت قبل نحو اسبوع بعدما خرج من مستشفى المقاصد (بيروت) حيث كان يخضع لغسل كلى، وبينما كان في طريقه الى البقاع تم نصب مكمن له على طريق وزارة الدفاع اللبنانية (الفياضية - اليرزة).وبحسب هذه المصادر فان الماجد كان دخل لبنان بهوية سورية مزوّرة عبر البقاع بتسهيل من مجموعة تابعة له في الاراضي اللبنانية، مذكّرة بمحاولة تهريبه من مخيم عين الحلوة عبر افتعال صِدام مع حاجزين للجيش اللبناني في نقطتيْ الاولي ومجدليون في صيدا.وذكرت مصادر امنية اخرى ان الماجد كان قد تلقى تعليمات من سعوديين في «القاعدة» طلبت منه الإعداد للانتقال من لبنان إلى سورية فالعراق، موضحة ان مسؤولي «القاعدة» طلبوا من زعيم كتائب عبد الله عزام لقاء أبو بكر البغدادي في العراق والإعداد معه لعمليات كبيرة ونوعية «كان هدفها قلب المعادلات في لبنان والمنطقة».ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول فلسطيني في مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان قوله ان الماجد تواجد في مرحلة معينة في المخيم، مضيفا انه «منذ نحو سنة ونصف السنة، وبعد ان انتشر الحديث عن مشاركة جهاديين من جنسيات عربية في القتال في سورية، اتخذ قرار فلسطيني في مخيم عين الحلوة بمنع تواجد أي مقاتل من جنسية عربية في المخيم. على الاثر، خرجت مجموعة من ستة سعوديين وكويتيين، كان الماجد بينها، من المخيم، وتوجهت إلى سورية».وفي حين واكب الجيش اللبناني توقيف الماجد بسلسلة إجراءات أمنية وعسكرية وقائية تحسباً لإقدام «القاعدة» أو «كتائب عبدالله عزام» على تنفيذ عمليات انتقامية، برز ترحيب من اوساط 14 آذار بهذا التطور سائلة اذا كانت «كتائب عبد الله عزام» مسؤولة عن تفجير السفارة الايرانية والماجد من ابرز المطلوبين للسعودية فكيف يصحّ اتهام «حزب الله» وامينه العام السيد حسن نصر الله للمملكة بالوقوف وراء الهجوم الانتحاري على هذه السفارة؟
خارجيات
مصادر أمنية تفضل التكتم: اعتقاله في مستشفى قد يسهل عملية «تحريره» من قبل أنصاره
الكشف عن توقيف الماجد... يربك لبنان
12:23 م