كانت قرية جاسم من القرى التي انتشر بها الفساد... والغالبية تدّعي أنها لا تدري ما سبب هذا الفساد!معظم أهل القرية يرغب في طرد الفساد من قريته... وفي مجالسهم ليس لهم حديث إلا عن الفساد ومدى انتشاره في القرية. ومعظم من يتكلم عن الفساد في هذه المجالس يعطي الحلول... ومن شهادته بالإدارة والتطوير وتطبيق الجودة ليس له أي مكان في هذه المجالس... وإن تكلم أسكته الجالسون.قرر جاسم أن يجري استبياناً لمعرفة أفضل الحلول بنظر أهل القرية لكي يقدم هذه النتائج للسلطات في البلد.شارك في الاستفتاء عدد لا بأس به من أهل القرية، ولكي يبدي أهل القرية جّديتهم أصرّ كل من شارك في الاستفتاء على كتابة اسمه.قبل ظهور النتائج كان جاسم وفريقه متفائلين... أما الفريق المعارض للاستفتاء، فقد كان على قناعة بأن نتيجة الاستفتاء لن تغيّر من وضع القرية.محاضرات وندوات للفريقين تخللها الكثير من السبّ والشتم الذي يدلّ على حسن التربية المنزلية للمتحاورين... أليس البيت هو أساس الأخلاق؟!ظهرت النتائج والجميع يظن أن جاسم وفريقه سوف ينشر النتائج كما هي من دون كتابة أي استنتاج لهذه الدراسة.فاجأ جاسم وفريقه أهل القرية بأن عرضوا استنتاجهم من هذا الاستفتاء على أهل القرية ومجلس الوزراء للقرية.أُعجب رئيس الوزراء بالنتائج، فقد بسّطها جاسم وفريقه بفكرة واحدة، وهي أن يعيد كل وزير قسمه أمام حاكم القرية... وكان القسم عبارة عن جملة واحدة هي «أقسم بالله العظيم أن أُعاقِب ثم أُعاقِب ثم أُعاقِب ثم أُعاقِب كل من تخطى القانون.أقسم الوزراء، وبعد شهر لاحظ الجميع تطوّراً واضحاً في القرية، وبدأت المناشدات من أهل القرية تكتب في الجرائد مطالبة بإلغاء هذا القسم!الغريب في الأمر... أن جاسم وفريقه عندما تتبعوا أسماء من يكتب المناشدات، وجدوهم هم من أصرّوا على كتابة أسمائهم في الاستبيان... وأن من رفض الاستبيان لم يكتب أي مناشدة.«صج شعب قرية جاسم مثل بقية القرى اللّي بس يتكلمون ويتحلطمون... وآخر شي يفكرون فيه هو تطبيق النظام... والأهم أن أهل قرية جاسم يرفضون معاقبة من تخطى القانون»!