خلق الله سبحانه وتعالى الداء وخلق له الدواء وتقريباً كل الأمراض المعدية تم السيطرة عليها بإيجاد تحصين وطعومات لها بفضل تطور علم المناعة الهائل والتقدم الكبير في صناعة وتكنولوجيا الدواء.والآن توصلت البشرية لعلاج شافٍ وحاسم لأشرس وأخطر فيروس وهو فيروس «سي» ذلك الفيروس المخادع القاتل الذي له قدرة عالية على التخفي من أعين جنود جهاز المناعة في الجسم بتغيير تركيبته الجينية ما يجعل صعوبة ايجاد طعم وتحصين للوقاية من الإصابة به.وهذا الفيروس «سي» مثل بقية الفيروسات لا يوجد له علاج شافٍ وحاسم.وهذا الفيروس له القدرة على التسلل للكبد وتمتد فترة حضانة المرض من عشرة الى خمسة عشر عاماً ثم تبدأ ظهور أعراضه.ويحدث في أول الإصابة التهاب حاد في الكبد ذلك العضو المهم لحياة الإنسان ثم بعد ذلك يتحول الالتهاب الحاد الى التهاب مزمن وتحدث المضاعفات تبدأ بتليف الكبد الذي يدمر خلايا الكبد فيحدث الفشل الكبدي ومن المضاعفات الخطيرة سرطان وأورام الكبد.وتوضح هذه الدراسة حقيقة مضاعفات الكبد التي تتناولها مفاهيم التقليل من خطورة المرض ومفاهيم تزيل الرعب والفزع والقنوط من المضاعفات.وفي خرق علمي وفتح طبي توافق منظمة الغذاء والدواء الأميركية على علاج يعالج هذا الوباء الخطير «C» في ثمانية أسابيع على هيئة أقراص تشفي من هذا الفيروس الشرس القاتل.ولأن الفيروس «سي» الذي كأنه لم يخلق إلا للمصريين يشكل اكتشاف هذا الدواء أملاً واعداً لعلاج هذا الوباء الذي يؤثر صحياً واقتصادياً واجتماعياً على الإنسان وخاصة في البلدان الموبوءة به.وتتناول هذه الدراسة أهمية سلامة الكبد بشرح وظائفه الحيوية وخصائص فيروس «سي» في تكوينه الذي يتحور ويغير من تركيبته الخبيثة ما لا يمكن العلماء من إيجاد لقاح له.وهذا العلاج المعجزة المكتشف جاء بعد ان فشلت كل الأدوية في القضاء على الفيروس لا بالحبة الصفراء ولا بالأعشاب ويكون العلاج بالجينات الوراثية والخلايا الجذعية ثم يعمم كطريقة علاجية يمارسها الأطباء وعمليات زرع الكبد مكلفة الى جانب ندرة وجود أكباد من متبرعين وتواجه برفض الجسم للعضو المزروع.يشكل هذا الدواء الجديد بشرى عظيمة وأملاً واعداً لمرضى فيروس «سي» بفضل توفيق المولى عز وجل ورحمة بعباده.الكبد هو أهم عضو غير مزدوج في جسم الإنسان ويعتبر أكبر غدة في تجويف البطن يتراوح وزنه في الرجل البالغ 1.5 كيلوغرام وأصغر من ذلك قليلاً في جسم المرأة حوالي 1.2 كيلو غرام.والكبد في حالته الطبيعية رخو ولين جداً وقد منحه موقعه تحت الضلوع حماية طبيعية توفر له وسائل الأمان نظراً لحساسيته وحتى لا يتعرض للخطر أو التدمير.والكبد من فصين فص أيمن كبير وفص أيسر صغير حجماً ويتكون كل فص من ملايين الوحدات الكبدية وبدورها تتكون كل وحدة كبدية من ملايين الخلايا.وظائف الكبديمكن أن تتلخص أهم الوظائف التي يقوم بها الكبد:• الحفاظ على مستوى السكر في الدم:وهي أكثر وظائف الكبد أهمية حيث تحدث داخل الكبد عمليات احتراق لبعض المواد الغذائية وتحويل بعض المواد الأولية التي يتم امتصاصها من القناة الهضمية فهو يقوم مثلاً بتحويل الجلوكوز الممتص من الأمعاء الى جليكوجين «نشا حيواني» ليختزنه في خلاياه لحين الحاجة إليه عندما ينخفض منسوب السكر في الدم وهذا ما يفسر حدوث توازن السكر في الدم في حالة الجوع أو الصيام حيث يقوم الكبد بتحويل مخزونه الاستراتيجي من الجليكوجين الى جلكوز مرة ثانية ويدفعه الى الدورة الدموية العامة ليرفع من نسبة السكر في الدم حسب حاجة الجسم مستعيناً في ذلك ببعض الهرمونات.• تخزين الدهون:جزء كبير من الطعام الذي يتم امتصاصه من الأمعاء يقوم الكبد بتحويله الى طاقة يتم تخزينها وبطريقة منظمة ليستفيد منها الجسم عند حاجته إليها.ولذلك يلجأ الإنسان في حالة شعوره بالجوع الى هذا المخزون ليفي حاجته من الدهون المختزنة بالجسم.صنيع البروتينات:يقوم الكبد بتصنيع بروتينات بلازما الدم مثل الألبيومين والجلوبيولنيات والفيبرنيوجين والبروثرومبين ولهذه البروتينات وظائف حيوية في جسم الإنسان فهي تساعد الدم على سريانه في الأوعية الدموية وبعضها له وظيفة مناعية والبعض الآخر ضروري لتجلط الدم.كما يقوم الكبد أيضاً بإفراز بعض البروتينات المنشطة لتكوين كرات الدم الحمراء في نخاع العظام.التخلص من السموموالمواد الضارة بالجسم:وهي من الوظائف المهمة للكبد حيث يقوم بالتخلص من السموم التي تدخل الجسم بواسطة عمليات كيميائية معقدة ويحولها الى مركبات أقل سمية ويفرزها في العصارة الصفراء لتجد طريقها الى خارج الجسم مع فضلات الجهاز الهضمي وفي البول عن طريق الكلى.تخزين الفيتامينات:الكبد عضو مهم لتخزين الفيتامينات مثل فيتامين «A» وفيتامين «D» وفيتامين «B12» وبعض المعادن مثل الحديد.تفكيك البروتينات:وهي وظيفة يقوم بها الكبد لتفكيك البروتينات والأحماض الأمينية الى أمونيا «نشادر» ولأنها مادة سامة يتعامل معها الكبد مباشرة ويحولها الى مادة أخرى «البولينا» ويتخلص منها الجسم عن طريق الكليتين.تصنيع السائل المراري:يقوم الكبد بإفراز حوالي لتر من العصارة الصفراوية يومياً والصفراء لها وظيفة مهمة في امتصاص المواد الدهنية والفيتامينات القابلة للذوبان ويسهل هضم وامتصاص الدهون وتقليل فرصة ترسب الكوليسترول في القنوات المرارية ومنع تكوين حصوات بها.خلق توازن هرموني داخل الجسميساعد الكبد الجسم مساعدة فعالة في احداث توازن هرموني داخل الجسم والتخلص من اي هرمونات ذكرية او انثوية زائدة عن احتياجات الجسم.صد هجوم الميكروباتيقوم الكبد بدور رئيسي في صد اي هجوم ميكروبي على الانسان سواء كان هجوما بكتيريا او فيروسياً عن طريق تصنيع مواد مناعية «أجسام مضادة» قادرة على التهام هذه البكتريا او الفيروسات ومنع انتشارها في الجسم.التعامل مع ملوثات البيئة والعقاقيريتعامل الكبد بطريقة فعالة في محاولة تخليص الجسم من سموم واخطار الملوثات الموجودة في الاطعمة او المشروبات او مكتسبات الالوان التي تدخل في مكونات حلوى الاطفال وبواسطة بعض العمليات الكيميائية يتعامل الكبد مع العقاقير التي يتناولها الانسان وذلك لتنشيطها وفي الوقت نفسه يعمل على منع حدوث اية اعراض جانبية تنتج عن تناول العقاقير.فيروسات التهاب الكبداوسع فيروسات التهاب الكبد انتشارا هي مجموعة من الفيروسات يطلق عليها فيروسات التهاب الكبد الفيروسي وتشمل ستة فيروسات حتى الان.- الفيروس الكبدي A- الفيروس الكبدي B- الفيروس الكبدي C- الفيروس الكبدي D- الفيروس الكبدي E- الفيروس الكبدي G- فيروس TT وقد تم اكتشاف هذا الفيروس اخيرا ولم يحدد حتى الان مدى تأثيره على الكبد. ويعتبر اكثر الفيروسات ضررا او اخطرها على الجسم واصعبها في العلاج فيروس «سي».الالتهاب الكبدي الفيروس «سي»الفيروس «سي» تم اكتشافه وعزله عام 1989 وكان يطلق عليه فيروس لاA - لاB لانه لم يكن معروفا بالدرجة التي يمكن معها تحديده بدقة.ويعتبر هذا الفيروس احد الاسباب المهمة والمؤثرة في الحال الصحية للكبد ويمثل تحديا كبيرا للباحثين والمهتمين بأمراض الكبد.نسبة الاصابة بالفيروس الكبدي «سي» في مصر تبلغ نحو 14 في المئة وهي اعلى نسبة في العالم وتبلغ النسبة في الرجال 2 في المئة وفي النساء 6 في المئة.وتزيد الاصابة على 300 مليون حالة في بقية انحاء العالم. وتؤدي الاصابة بالفيروس «سي» إلى حدوث الالتهاب المزمن واختلال في وظائف الكبد مع حدوث تليف في الكبد وفيروس «سي» انواع واجناس وقد تم اكتشاف اكثر من ستة اجناس مختلفة وكل جنس من هذه الاجناس له توزيع جغرافي مختلف. وهو ينتمي إلى فصيلة الحمض النووي الريبوزي RNA.كيفية انتقال العدوىتحدث العدوى بالفيروس «سي» عن طريق نقل الدم الملوث ومشتقاته واستعمال الحقن الملوثة او الادوات الجراحية الملوثة او ادوات طبيب الاسنان غير المعقمة او عن طريق الغسيل الكلوي باستخدام فلاتر الغسيل الكلوي لمرضى الفشل الكلوي. وقد تكمن الاصابة في بعض الممارسات الشائعة مثل استخدام ماكينات وأمواس الحلاقة لاكثر من شخص او استخدام مقصات الشعر الملوثة او المبرد الملوث او استخدام فرشاة الاسنان لاكثر من شخص يكون من بينهم شخص مصاب بالتهاب كبدي «سي» وتتعدد اسباب الاصابة والعدوى من ممارسات أخرى مثل استخدام فوط صحية كانت مستعملة من قبل سيدة أخرى مصابة بالمرض.وكذلك الوشم الذي انتشر كموضة بين الفتيات والسيدات والشباب في الفترة الاخيرة وكذلك عن طريق ادوات تقليم الاظافر وازالة الجلد من حولها قد تتسبب في نقل المرض حتى العدسات اللاصقة وبخاصة الملونة التي انتشرت قد تتسبب في نقل المرض.وينتشر الالتهاب الكبدي الفيروسي «سي» بين مدمني حقن المخدرات والشواذ جنسيا. ولم يثبت حتى الان بالدليل القاطع انتقال العدوى بالمخالطة الجنسية بين رجل وامرأة او من الأم لوليدها اثناء عملية الولادة او الرضاعة.علاقة البلهارسيا بالعدوى بالفيروسمن مصادر العدوى بفيروس «سي» والتي ساهمت في انتشاره في مصر تلك الحملات القومية لعلاج مرض البلهارسيا باستخدام عقار الطرطير عن طريق الحقن التي شملت جميع محافظات مصر إلى حد كبير في الانتشار وبخاصة فيروس «سي + ب» ورغم مساهمة هذه الحملات في السيطرة على مرض البلهارسيا الا انها ساهمت ايضا في عملية انتشار فيروسات الكبد نظرا لان الحقن المغلفة او المعقمة التي تستعمل مرة واحدة لم تكن موجودة في ذلك الوقت.اما الان فقد اختفى مصدر العدوى باستخدام الاقراص بدلا من الحقن في علاج البلهارسيا.فترة حضانة المرضىتتراوح فترة حضانة فيروس «سي» من اسبوعين إلى 26 اسبوعا وتبدأ فترة الحضانة بدخول الفيروس إلى جسم الانسان حيث يقوم الفيروس بعملية استنساخ وتكاثر داخل خلايا الكبد.وتنتهي هذه الفترة بتكسير في خلايا الكبد ووصول الفيروس إلى دم المريض مرة أخرى ثم يبدأ في مهاجمة خلايا كبدية جديدة اخرى ولا يقتصر الامر عند هذا الحد بل يقوم الفيروس بمهاجمة اعضاء أخرى في الجسم البشري مثل الجلد والنبكرياس والكلى والغدد الليمفاوية والغدة الدرقية وغيرها وبعد انقضاء فترة الحضانة وظهور الفيروس في دم المريض وتكون مضادات الاجسام في هذه المرحلة يمكن عندئذ تشخيص الاصابة.أعراض المرض الحادةبعد ان تنقضي فترة حضانة الفيروس «سي» تبدأ الاعراض الحادة بارتفاع طفيف في درجة الحرارة ويكون مصحوبا بالغثيان وقيء وألم في المعدة. ومن ابرز الاعراض حدوث اصفرار في بياض العين مصحوبا ببول داكن اللون. واعراض المرحلة الحادة للمريض عادة ما تكون خفيفة ومشابهة لاعراض نزلة معوية او نزلة برد طفيفة وتشخيص الالتهاب الفيروسي الحاد «سي» يكون بارتفاع انزيمات الكبد من ثلاث إلى اربع مرات عن المعدل الطبيعي وبعد ذلك تبدأ الاجسام المضادة في الظهور ويتم تشخيصها عن طريق تحليل مناعي لدلالات الفيروس يطلق عليه «اليزا» كما يمكن تشخيص الفيرس نفسه في دم المريض عن طريق PCR وهو المؤكد لوجود عدوى الفيروس في الدم.الالتهاب الفيروسي «سي» المزمنالالتهاب الكبدي المزمن الناتج عن الاصابة بالفيروس «سي» يعني حدوث التهابات بالخلايا الكبدية مع ارتفاع في نسبة انزيمات الكبد ALT - AST ويستمر لمدة اكثر من ستة اشهر.واهم الاعراض الرئيسية للالتهاب الكبدي المزمن هو شعور المريض بالارهاق الذي قد يكون مصحوبا بألم في المعدة او ألم في اعلى البطن وفقدان الشهية.وقد يشعر المريض بالألم في المفاصل وتعاني السيدات من اضطرابات في الدورة الشهرية.وتبقى نسبة من الاشخاص حاملي فيروس «سي» لا تعاني من ظهور اعراض مرضية ومعها تكون مضادات الاجسام المناعية ايجابية وكذلك يكون تحليل PCR ايجابيا وتكون انزيمات الكبد حول معدلاتها الطبيعية.وقد لا تظهر مضاعفات المرض قبل عشرين عاما من الاصابة بالفيروس في الفئة العمرية 40 - 50 عاما وقد تمتد هذه الفترة نحو 40 عاما في الفئة العمرية 20 - 30 عاما.ان حدوث تليف بالكبد قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات أخرى اهمها: فشل في وظائف الكبد، سرطان الكبد، تضخم في الطحال ودوالي بالمريء.علاج التهاب الكبد «سي»الانترفيرون هو العقار الوحيد المعترف به في جميع انحاء العالم والاكثر انتشارا او استعمالا في علاج مرضى الفيروسات الكبدية خاصة ـبي - سي) والانترفيرون مادة تفرزها خلايا الجسم عند تعرضه لميكروب او فيروس وهو احد الخطوط الدفاعية والمناعية ضد العدوى وبخاصة الفيروسية منها.تم اكتشاف الانترفيرون عام 1957 في بريطانيا على انها مادة تفرزها بعض خلايا الجسم اثر الاصابة بفيروس الانفلونزا.واكثر خلايا الجسم قدرة على افراز الانترفيرون هي كرات الدم البيضاء الموجودة في الدم.ويستخدم عقار الريبافرين ضد الفيروسات ويتناول عن طريق الفم وليس بالحقن مثل الانترفيرون وله قدرة عالية على خفض معدلات الانزيمات الكبدية ولا يعطي بمفرده ابداً في حالات الفيروسات الكبدية ولكن يستخدم على شكل علاج مزدوج مع الانترفيرون.

أمل واعد ودواء شافٍ للالتهاب الكبدي «سي»

أعلنت شركة «جيليد ساينسيز» الأميركية الخميس أن جميع المرضى تقريبا الذين تناولوا جرعة ثابتة من تركيبة من دوائين تجريبيين تصنعهما لعلاج الفيروس الكبدي الوبائي (سي) تخلصوا فيما يبدو من الفيروس بعد علاج استمر ثمانية أسابيع أو 12 أسبوعا، وذلك في دراسة صغيرة تغطي مرحلة متوسطة من التجارب.وقالت الشركة إنه بناء على البيانات المؤقتة المواتية للتجربة التي أجريت على 60 مريضا لم يسبق تلقيهم العلاج، فإنها تعتزم إجراء دراسة ثالثة وأخيرة بشأن المركب الذي يتم تناوله في صورة قرص واحد يوميا، ويجمع الدواء الجديد بين عقاري سوفوسبوفير ولديباسفير التجريبيين.وأضافت أن المرحلة الثالثة من التجارب ستشمل 600 مريض لم يسبق لهم تلقي العلاج يعانون من النمط الجيني 1 الشائع من فيروس الكبد الوبائي (سي).وقالت جيليد إن جميع المرضى التسعة عشر في الدراسة الذين تناولوا التركيبة الدوائية لمدة 12 أسبوعا حدثت لديهم «استجابة فيروسية متواصلة» وهو ما يعني أنه لم تظهر عليهم علامات على وجود الفيروس حسبما اتضح من خلال فحوص الدم التي أجريت بعد أربعة أسابيع من إتمام العلاج.وعلاوة على ذلك، قالت الشركة إن 40 من بين 41 مريضا تناولوا أقراص الدواء لمدة ثمانية أسابيع اعتبروا خاليين من الفيروس بعد ثمانية أسابيع من إتمام العلاج.وأضافت أن مريضا واحدا فقط أصيب بانتكاسة، وأن هذا المريض كان ضمن مجموعة تناولت المركب الدوائي لكن لم تتناول مضادات الفيروسات.ويصيب الفيروس الكبدي الوبائي (سي) ما يقدر بنحو 170 مليون شخص في أنحاء العالم وإذا لم يتم علاجه فقد يؤدي إلى تليف كبدي أو سرطان الكبد أو الحاجة لزرع كبد، وتشمل العلاجات الحالية استخدام الإنترفيرون وهو عقار يتعاطى بالحقن ويسبب أعراضا تشبه الإنفلونزا.ومن جانبه، صرح الدكتور وحيد دوس، عميد معهد الكبد ورئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة، بأن الدواء الأميركي الذى أعلن عنه لعلاج فيروس الكبد الوبائى «سي» للقضاء على المرض لم يتم تسجيله حتى الآن بالولايات المتحدة الأميركية.وأكد دوس لـ«صدى البلد» إلى أن العلاج يقضي على فيروس «سي» خلال 3 أشهر كحد أدنى وليس خلال 8 أسابيع، مشيرا إلى أن توافره داخل الأسواق الأميركية سيكون خلال سنة، مؤكدا أنه يقضي على المرض.وأوضح دوس أن الدواء أحد أصناف الأدوية المقرر أن يتم تسجيلها خلال هذا العام، مؤكدا أن توافره في مصر مرتبط بتسجيله داخل الولايات المتحدة الأميركية، مشيرا إلى أن هناك صنفين آخرين سيتم تسجيلهما وذلك بعد إجراء كل التجارب للقضاء على فيروس «سي».وقال الدكتور عبد الحميد أباظة، مساعد وزير الصحة، لـ«صدى البلد» إن الدواء الأميركي لعلاج فيروس «سي» قامت بتصنيعه شركة أميركية وقامت بإجراء تجارب عليه منذ ما يقرب من سنتين حتى انتهت من التجارب الإكلينيكية.وأوضح أباظة أن الدواء الجديد وبحسب الأبحاث الأميركية التي أجريت عليه ليس له أي آثار جانبية وهو عبارة عن أقراص يتم أخذها بالفم وفترة العلاج لا تتعدى 6 أشهر ويقضي على فيروس «سي» بنسبة 95%.وأشار مساعد وزير الصحة إلى أن توافر هذا الدواء في مصر يشترط أولاً وحسب القانون المصري أن يتم تسجيله بواسطة منظمة الأدوية الفيدرالية، متوقعا توافره في مصر خلال شهور بعد تسجيله. وأكد أن المشكلة الوحيدة التي سيقابلها مرضى فيروس «سي» هو ارتفاع تكلفة هذا العلاج، مشيرا إلى أنه سيتم التفاوض مع الشركة المصنعة لتوافر الدواء والحصول عليه بمصر.وأوضح مساعد وزير الصحة أن ارتفاع تكلفة العلاج هي مشكلة وقت فقط، متوقعا أن يتم خفض سعره بعد توافره بالأسواق المصرية في غضون سنة على الأكثر وضرب مثالاً ببعض الأدوية لأورام الكبد والتي بدأت بـ35 ألفا إلى 40 ألفا وأصبحت لا تتعدى الـ5 آلاف جنيه فقط، مؤكدا أن وجود دواء مثل هذا سيصبح انتصارا لمرضى فيروس «سي» والذين بلغ تعدادهم 9 ملايين في مصر.وكذلك اعلنت دائرة الدواء والغذاء الاميركية FDA اعتمادها للعقار الجديد الذي يعتبر خرقاً علمياً وفتحاً طبياً.

حقائق علمية مهمة عن فيروس «سي»

فيروس «سي» يتحول في 80 في المئة إلى التهاب مزمن في المرضى المصابين به على مدى 5 إلى 15 سنة وحتى يحدث التليّف يحتاج إلى 20 سنة وحتى يتحول إلى سرطان يحتاج إلى 20 سنة أخرى. لذا فهو فيروس صامت لا يعلن عن مضاعفاته الخطيرة الا بعد سنوات طويلة.• الاصابة بأورام الكبد تحدث عن طريق تسبب فيروس «سي» في حدوث التهاب كبدي مزمن يؤدي إلى تليّف بالكبد وهذا التليّف يحدث في مناطق متناثرة ومتفرقة شاملة في الكبد بالكامل. وعند حدوث التليّف تنشط الخلايا الخاملة الموجودة وتقوم بافراز الالياف التي تتسبب في حدوث عملية التليّف.وفي هذه الاثناء تتكاثر بعض خلايا الكبد لتعويض الخلايا التي تم تدميرها فيحدث نوعا من التجديد والاحلال للخلايا التي تفرز بعض المواد المحفزة كي تنمو خلايا كبد حديدة وقد يزداد نشاطها اكثر من المطلوب ايضا تفقد سيطرة الجسم على نموها مما يحولها إلى خلايا سرطانية ومن هنا تنشأ اورام الكبد الناتجة اساسا عن حدوث تليّف.• كل مريض مصاب بالفيروس لكن انزيمات الكبد في الحدود الطبيعية حتى مرة ونصف المرة لا يحتاج إلى علاج نهائي بل يجب مراقبته شهريا فقط بعمل تحليل وظائف الكبد فاذا لم ترتفع لا يحتاج إلى علاج.ويجري عمل تحليل وظائف الكبد كل شهرين لمدة سنة ثم كل 3 اشهر وهناك مرضى تتم متابعتهم لمدة عشر سنوات ولم تحدث لديهم اي زيادة ويعيشون حياتهم بشكل طبيعي تماما.