على عتبة الـ 2014 وبعد ما يزيد عن تسعة أشهر من دوران ملف تشكيل الحكومة الجديدة في حلقة مفرغة، لا تزال المواقف على حالها. قوى 14 آذار تتشبث بموقفها الداعي الى تأليف حكومة حيادية، فيما قوى الثامن من آذار وعلى رأسها «حزب الله» غير مستعدة للتراجع عن مطالبتها بتشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل «الأوزان الحقيقية» للكتل النيابية، مهددة «بالفوضى» وواصفة ايّ حكومة يوقّع مراسيمها رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام من خارج التوافق السياسي العام بانها «حكومة تفجير».وفي هذا الإطار، رشح عن اللقاء الذي جمع الرئيس سليمان مع رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد اول من امس انه تخلله تحذير الأخير من أن «أي محاولة لتشكيل حكومة غير متوازنة ستقود البلاد إلى فتنة كبيرة»، مشددا على أن «حزب الله وكل قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر سيقفون في وجه هذه المغامرة».وتعليقاً على مواقف رعد، أكد النائب احمد فتفت (من كتلة الرئيس سعد الحريري) لـ «الراي» أن «من الواضح أن هذا الموقف تهديدي، ويكرر الكلام الذي سبق أن قاله (الأمين العام لـ «حزب الله») السيد حسن نصرالله و(نائبه) الشيخ نعيم قاسم وحتى الجنرال ميشال عون بأن أي قرار سياسي لن يلائمهم في البلد سيهددون ويرفعون الصوت بأنهم مستعدون لاستعمال السلاح، وهذا دليل على أن حزب الله لم يعد حزب مقاومة، بل فقط ميليشيا تسعى للسيطرة والسلطة في البلد، وهذا أيضا دليل على نمط شمولي ونمط إلغاء للآخر ونمط يمكن أيضا تسميته تكفيريا، لأنهم هم مَن نسف حكومة الوحدة الوطنية واجتاحوا بيروت في العام 2008 واجتاحوا صيدا مع ما يسمى سرايا المقاومة بعد قصة عبرا، وهم مَن يغطي تفجيرات المساجد في طرابلس، ويمنعون المتهمين الحقيقيين وتحديداً آل عيد من المثول أمام المحاكم»، مضيفا: «كل هذا دليل على أن حزب الله لم يعد معنيا بالمصلحة الوطنية اللبنانية ولا بالشركاء اللبنانيين، وبالنسبة له الشراكة هي فقط أرقام، وهو لا يريد شراكة لا في القرار ولا في المسؤولية، ولذلك حدد الرئيس بري أنهم يريدون الوزارات الأساسية، وهو (نصرالله) قال انه ذاهب إلى سورية ولا ينتظر رأي أحد ولا عقول أو قبول اللبنانيين بل يستفتي فقط الولي الفقيه».تابع: «كل هذا دليل على أن حزب الله أصبح في مكان آخر وغير معني بكل ما يجري على الأرض اللبنانية لجهة مصلحة لبنان واللبنانيين. فقط تعنيه مصلحته ومصلحة ايران».وعن تلويح قوى الثامن من آذار أنه في حال تم تشكيل حكومة حيادية بانه لن يصار إلى تسليم الوزارات، شدد فتفت على أن «لا شيء إسمه عدم تسليم الوزارات، فالمكاتب لا تعني شيئاً والوزير قيمته بتوقيعه، فحين أعلن مسبقاً رئيس الحكومة المستقيلة ووزيرا المال والإقتصاد أنهم سيسلمون المواقع، فهذا يعني انه لن تكون هناك حكومة أخرى، ولن تكون ذات قيمة إلا تواقيع الوزراء في الحكومة التي يكون فخامة الرئيس أصدر مرسومها».وردا على المخاوف التي تُثار من تكرار تجربة حكومتيْ الرئيس سليم الحص وعون في العام 1988، قال: «اليوم لا حكومتان، ووجود رئيسين للحكومة أمر غير وارد».ورأى في تلويح بعض أطراف قوى الثامن من آذار «بما هو أدهى من السابع من مايو 2008») في حال تم تشكيل حكومة حيادية أن «هذا موضوع آخر، يؤكد أنه بات من الواضح أن حزب الله يعتبر أن كل الأمور يجب أن تمر عبر سلاحه، وسيفرض على كل من يخالف وجهة نظره رأيه بالقوة»، لافتا إلى أن 14 آذار «أعلن صراحة عن وقف التنازلات، ولا سيما أن كل التنازلات التي قدمناها سابقاً لم يتلقفها الحزب ولم يبادر إلى شيء، وهو يريد إلغاء الآخر ويرفض سماع رأيه في المواضيع الأساسية، حيث يرى أن تدخله في سورية ضد الشعب مسألة وجودية كما في موضوع المقاومة، وهو فضلا عن ذلك لا يلتزم بشيء. فهو يشارك في الحوار وإعلان بعبدا، ثم يخرج لينفيه».أضاف: «لا صدقية، لا شراكة ولا قبول بالآخر من جانب حزب الله، فلماذا نقدم تنازلات؟ فليستلم الحكم بقوة السلاح ويفرض ما يريده، على الأقل يكون ذلك مفروضاً. لكن أن يأخذ منا توقيعنا على تنازلات، فهذا أمر لم يعد مقبولاً».وعما اذا كان يتوقع «7 مايو» جديداً قال: «لا أعرف. جنون حزب الله لا حدود له، وهذا ما أثبته في السابق. لكن أعتقد في الوقت نفسه أن هذه المرة على الحزب أن يكون عقلانياَ أكثر لأن راعيه الإيراني الإقليمي تحت الرقابة ولا يمكنه التصرف على هواه، وإذا تصرف حزب الله على هواه في لبنان ستكون رسالة إيرانية بأنهم لا يلتزمون. وبالتالي أعتقد أن هذا الكلام تهويلي ولا يمكن أن يكون له مفعول فعلي، إلا إذا أرادت إيران أن تنسف كل اتفاقاتها مع الغرب».
خارجيات
فتفت لـ «الراي»: لن نتنازل لـ «حزب الله» ... وليتسلّم الحكم بقوة السلاح
احمد فتفت
10:49 ص