الظاهر من «حبس الأنفاس» السياسي والاجتماعي أعلن عن ميلاد توجه جديد... توجه يرمي الى قذف المنصب القيادي على كل مهادن يجيد ترديد عبارة «حاضر طال عمرك»!لا يريدون «عوار» رأس... يريدونها «سهالات» وهذه الصفة لها ميزاتها وعيوبها.تعتبر ميزة ايجابية مقبولة عند عمل المفاضلة بين المرشحين في حال وجود حوكمة... أخلاقيات مهنة... نظم واجراءات سليمة ورقابة صارمة وان لم تتوافر فستجد القيادي المسالم لا يعرف ماذا تعني «إعادة الهيكلة» كما هو الحال في القطاع النفطي وما يتبعه برنامج اعادة الهيكلة تجاه قضية المسرحين من القطاع الخاص!القطاع الخاص الذي يبحث عن الربحية وللحكومة نسبة مؤثرة فيه لا يعتبر «عزبة» خاصة يعين ملاكها من يريدون و«يسرحون» من يريدون دون سابق انذار وهو أمر لم تفهمه قيادة اعادة برنامج الهيكلة!القيادي «المشاكس» أكثر نفعا لو كانوا يعلمون...!لا نقصد بالمشاكس هنا «المشاغب» سلوكيا كما هو الحال عند الأطفال الصغار... المعني بالمشاكس هنا هو القيادي الذي «يشاكس» باحترافية عند مناقشة ممارسات غير الأخلاقيين!نريد «المشاكس» ولو أزعجتنا «مشاكساته» لأن الغالبية من القياديين «طاحوا ـ استراحوا» على تلك الكراسي وهم لا يملكون الصفات الرئيسية المطلوب توافرها في القيادي «الصح»!أمسنا كيومنا الحاضر وقد يكون الغد مشابها ما لم نشعر بهزة توقظ النائم من سباته وأحلامه التي تبحث عمن يطأطئ رأسه مكررا ما يريده «المعزب»... على صح أو خطأ المهم في ذلك انه يجيد تكرار عبارة «كلامك صحيح» حتى وان كان المعزب بينه وبين «الصح» مسافة تشابه المسافة في المعرفة والسلوك بين طفل الروضة والشاب الجامعي!في محاضرة قبل أيام... طلبت من الطلبة دراسة حالة احدى الشركات وتقييم الوضع القيادي لها وشرح مفاهيمها الاستراتيجية، وقد أذهلني الطلبة فردودهم كانت «مشاكسة» تختلف عن الاجابة التي توقعتها ولكنها مقاربة لها بالمفهوم!تلك الشركة كان القيادي في أعلى الهرم يردد «أنا يعجبني المشاكس» وكل من يعينه في منصب قيادي لا علاقة له بالمشاكسة... عين من يتفنن في تنفيذ رغباته وهو? أي القيادي? فقط المشاكس لأن حالة «الكاريزما طغت» و«ساح» تأثيرها على قراراته والمحصلة ماذا؟... وقع في شر أعماله فكل من يحيط به بعد تركه المنصب مجموعة من «الإمعات ـ جمع إمعة» وذهبت الأخلاقيات يا عزيزي!حتى على المستوى السياسي لا يريدون «المشاكس» الذي يعينهم على كشف مكامن الفساد الاداري!ان المشاكسة صفة متى ما كان صاحبها على قدر عال من المعرفة والأخلاق فهي حميدة للغاية ويضبط ايقاعها ومستوى «مشاكستها» نظم ادارية وقيم ومعتقدات صالحة صحية!انظر لشؤونك الخاصة... لا مجلس أمة يستمر ولا وزراء تكنوقراط ولا مشاريع تتم ترسيتها وتنفذ من قبل قياديين أصحاء أخلاقيا الا ما ندر وهو أحد الأسباب الرئيسية في تدني مستوى الخدمات لدينا و «الشق عود» طال عمرك... والله المستعان!terki.alazmi@gmail.comTwitter : @Terki_ALazmi
مقالات
د. تركي العازمي / وجع الحروف
القيادي «المشاكس» أكثر نفعاً!
08:10 ص