شكّل عيدا الميلاد ورأس السنة مناسبة لقائد الجيش العماد جان قهوجي ليؤكد ثوابت تعاطي المؤسسة العسكرية مع المرحلة الدقيقة في لبنان والتي استدعت إجراءات أمنية غير مسبوقة أمام الكنائس والمجمعات التجارية والمرافق السياحية والطرق الرئيسية كما المراكز العسكرية خشية وقوع اي تفجيرات او استهدافات في ظلّ الانكشاف السياسي الكامل للواقع اللبناني على الأزمة السورية وتحولات المنطقة.وتفقد قهوجي امس الوحدات العسكرية المنتشرة في صيدا وعلى الحدود مع اسرائيل، موجهاً رسائل حازمة برسم المجموعات التي تستهدف الجيش في الداخل اللبناني، وكان آخرها في 14 الجاري في عاصمة الجنوب عند نقطتي الاولي ومجدليون، ومطلقاً إشارتين نحو الدولة العبرية: واحدة مُطَمْئنة لالتزام الجيش القرار 1701 وعدم خرقه وذلك بعد ثمانية ايام على قتل جندي لبناني بـ «قرار فردي» عسكرياً اسرائيلياً عند نقطة رأس الناقورة وثانية «تحذيرية» من أن «الجيش يتمتع بالجهوزية الكاملة لرد أي اعتداء اسرائيلي، وكل عمل عدواني سيقابل بالمثل وسيكون الرد عليه فورياً». ومن صيدا التي نفّذ فيها الجيش غداة اعتداءيْ الاولي ومجدليون عملية عسكرية واسعة وُضعت في سياق البحث عن مجموعة ارهابية مرتبطة بحادثة 14 الجاري وضمان عدم قيام هذه المجموعة بأيّ عمليات جديدة ضد المؤسسة العسكرية ولا سيما في ظل التقارير المتوافرة لدى الاجهزة الامنية عن مخطط لاستهداف الجيش، اكد قهوجي ان «المؤسسة العسكرية لن تسكت عن اي استهداف يطالها ولا عن اي نقطة دم تسيل من جنودها»، ومشدداً على أن الجيش لن يخضع لأي تهديد، ومثنياً «على الجهود الجبارة التي تقوم بها الوحدات في صيدا للحفاظ على الامن».وأبلغ قهوجي قيادة قوة «اليونيفيل» خلال زيارته مقرها في الناقورة تقدير الجيش «تضحيات الجنود الدوليين الذين يمضون الأعياد بعيدا عن عائلتهم ونحن حريصون على حياتهم كما على حياة جنودنا»، مشيراً إلى أن «الجيش ملتزم كامل الالتزام تطبيق القرارات الدولية كافة، وفي مقدمتها القرار 1701 وعدم خرقه». ويُذكر ان الجيش اللبناني باشر في الأيام الثلاثة الخيرة اجراءات استثنائية لمواكبة الاعياد وسيّر دوريات ولا سيما في بيروت وجبل لبنان وثبّت نقاطاً في عدد من المناطق، كما شملت تدابيره محيط دور العبادة والطرق الرئيسية وأماكن التسوق والمؤسسات العامة والمرافق السياحية، وسط تقارير اشارت الى ان مديرية المخابرات في الجيش حركت كل مجموعاتها في اجراءات مشددة تستمر الى ما بعد رأس السنة، وهي تراقب بشدة كل التحركات في محيط مراكزها وثكنها، وان المديرية العامة للامن العام وزعت عناصرها بثياب مدنية على المراكز التجارية ومحيط اماكن العبادة.
خارجيات
طمْأن إسرائيل لالتزام الـ «1701» وحذرها من أي عمل عدواني
قهوجي من صيدا: لن نسكت عن أي نقطة دم تسيل من جنودنا
10:49 ص