يقولون بأن لجنة دراسة الظواهر السلبية تتدخل في شؤون الناس وتسعى لفرض أجندتها على المجتمع، والواقع هو أن أولئك الذين يقفون وراء نشر المظاهر السلبية في المجتمع هم الذين يهاجمون الناس في بيوتهم وأنديتهم ويسطون على فلذة أكبادهم ليخرجوهم من مدارسهم وأنديتهم ليجروهم جرا الى الرذائل والانحراف عن قيمهم وعقائدهم، فعلى سبيل المثال نجد منظمي حفلات «ستار أكاديمي» يستهدفون فئة عمرية صغيرة يحاولون اغواءها بشتى الطرق من الجوائز القيمة الى فتح أبواب الشهرة والمال، ليسحبوها الى بلاد بعيدة تحت مسمى التنافس ويبعدوها عن الدراسة والتفوق، بل مجرد المكوث في شقة مختلطة وتدريبها على الرقص والعزف والغناء وغيرها، ولئن كانت الشريحة التي تصل الى تلك الشقة قليلة فان الذين يتابعونها من الشباب ويتأثرون بها تصل الى عشرات الآلاف، وكلهم يتمنى ان يكون مكان هؤلاء «الستارز»، فمن الذي يهاجم الآخر: اللجنة المشكلة من مجلس الشعب والتي تستنكر بالحسنى تلك الظاهرة المدمرة للمجتمع والتي تقتنص شبابنا أم منظمو تلك الظواهر السلبية والمفسدون في الأرض؟!لقد ذكر رئيس لجنة الظواهر السلبية في مجلس الامة الدكتور جمعان الحربش أن اللجنة تقتصر مهمتها على الظواهر السلبية المعلنة والتي يتفاخر أصحابها بها ولا تتدخل في خصوصيات الناس أو تتجسس عليهم في بيوتهم، فلماذا يتفاخر هؤلاء بالاعلان عن منكراتهم ثم لا يريدون من نواب الشعب ان تنكر عليهم فعلتهم؟!ان الذين ينتقدون تلك اللجنة متخفين خلف ستار الحرية الشخصية يدركون بانهم انما يخدعون أنفسهم ويفسرون الحرية بغير تفسيرها الصحيح، فليس من حق فئة دخيلة على المجتمع ان تبث معاول الهدم والفساد فيه تحت هذا الشعار الجميل، وابناؤنا ليسوا ألعوبة في أيديهم لكي يغووهم كما يشاؤون ثم يطالبوننا بالسكوت والاذعان.فهل لو تحدث انسان عن مضار التدخين وطالب بمحاربته يعتبر متشددا ومتدخلا في شؤون الآخرين؟!وكم أتعجب من جريدة يومية تتشدق بالموضوعية والرصانة ثم تنشر تحقيقا كاملا هو عبارة عن هجوم كاسح على الفضيلة ونقل للسلبيات دون بصيص من نور ولو اضاءة شمعة؟! كما أتعجب من تصويرهم للجنة الظواهر السلبية في المجتمع بأنها مشابهة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في بعض البلدان العربية، وانها ستلاحق الناس بالعصي وتضربهم، فهل أخافهم تسليط الاضواء على بعض المظاهر السلبية في المجتمع الى درجة فقدان التوازن؟!لقد شكلت الحكومة قبل سنوات عدة لجنة وزارية يشارك فيها وكلاء مساعدون من الداخلية والاعلام والاوقاف والشؤون وغيرها لدراسة الظواهر السلبية في المجتمع واتخاذ الاجراءات المناسبة للحد منها ولم نسمع مثل هذا الهجوم كما هو على لجنة الظواهر السلبية التي تعد لجنة رقابية لا سلطة لها على المجتمع وتخضع لرقابة المجلس، لكن الذين يقفون وراء هذا الهجوم معروفون ولهم اهدافهم الواضحة، وليتهم كشفوها ليعرفهم الناس بدلا من التخفي وراء شعارات ساقطة.
د. وائل الحساويwae_al_hasawi@hotmail.com