على وقع الارتدادات المستمرة للاعتداءين اللذين تعرّض لهما الجيش اللبناني قبل خمسة ايام عــلى حاجزين في الاولى ومجدليون في منطقة صيدا وأسفرا عن مقتل عسكري وجرح 3 عناصر آخرين اضافة الى مصرع المسلّحين الاربعة الذين تورطوا في الهجوميْن، باشر الجيش امس عمليات دهم واسعة ذات بُعدين الأول «عقابي» بحثاً عن مجموعة مسلّحة مرتبطة بحادثة الاحد والثاني «وقائي» لضمان عدم قيام هذه المجموعة بأيّ عمليات جديدة ضد المؤسسة العسكرية ولا سيما في ظل التقارير المتوافرة لدى الاجهزة الامنية عن مخطط لاستهداف الجيش.وعلى وقع التقارير عن توقيفات لعدد من مناصري إمام مسجد بلال بن رباح في صيدا سابقاً الشيخ أحمد الأسير للتحقيق معهم حول مدى معرفتهم بالمجموعة التي نفذت اعتداءيْ الأحد او بامتدادات اخرى لها في صيدا او خارجها، تسود عاصمة الجنوب خشية من دفع الأمور نحو إذكاء الحساسية بين المؤسسة العسكرية وفئة معيّنة في صيدا لم تتجاوز بعد تداعيات ما رافق أحداث عبر التي وقعت اواخر يونيو بين مجموعة الاسير والجيش والتي رافقتها اعتراضات كبرى على سلوك المؤسسة العسكرية واتهامات بان عناصر من «حزب الله» شاركوا في القتال معها ضد الأسير وبتنفيذ بعض المداهمات.وكان بارزاً استقدام الجيش اللبناني قوة من وفوج المغاوير تولّت عملية تمشيط وتفتيش امتدت حتى شرق صيدا بعد توافر معلومات عن تحرك واختباء مجموعة مسلحة في منطقة البساتين بين علمان وبقسطا.وترافق ذلك مع عمليات دهم بحثاً عن مجموعات وخلايا إرهابـــية، وسط تقارير نقلت عن مصادر عسكرية ان «العملية غير مرتبطة بمكان أو زمان محددين، بل متدحرجة ومتنقلة حتى تحقيق الغايات الأساسية الموضوعة لها، اي التثبت نهائيا من خلو المنطقة المداهمة من أي خلايا نائمة أو كامنة أو قواعد للعناصر الإرهابية، وايضاً التأكيد على الحضور الأمني الفاعل للدولة وذراعها الأمني في المنطقة، وثالثاً توجيه رسالة إلى الجهات الإرهابية التي ضربت ضربتها».