في عودة للماضي وتذكر لأيام الطفولة والشباب قمت والأخ عبد الله الخلف بجولة طويلة في أسواق الكويت القديمة، وسعدت وافتخرت عندما شهدت ما تم عمله من تجديد وتحديث ووضع ألعاب أطفال في ساحات هذه الأسواق، مع الحفاظ التام على طابعها التراثي.وبعد أن شربت ستكانة شاي «سنجيل» في المقهى الشعبي الموجود في قلب أسواق المباركية، وهو مجمع أسواق تباع فيه كل السلع، من البصل والثوم وحتى الذهب والألماس، ومن الملابس الداخلية حتى البشوت والأقمشة، انتقلنا لشارع الغربللي، الذي وبحمد الله استعاد اسمه الأصلي، ومنه مررنا بسوق الصناديق وسوق الصفافير وتوقفنا فترة في سوق السلاح، حيث كانت محلات والدي وعمي، رحمهما الله، فقد عملا في تجارة الأسلحة الخفيفة وذخائرها بعد كساد تجارة اللؤلؤ وتوقف مهنة الغوص.وفي شارع عبد الله السالم الذي يبلغ طوله بضع مئات من الأمتار أحسست بالأسى والحزن؛ فعملاق كالمغفور له- بإذن الله- الشيخ عبد الله السالم، يجب أن يطلق اسمه على أحد الطرق الرئيسية أو الدائرية لا على شارع قصير، فقد قدم للكويت أضعاف ما قدمه من أطلقت أسماؤهم على هذه الطرق، مع احترامنا وتقديرنا لشخوصهم وأسمائهم وخدماتهم للكويت، وعندما وصلنا لسوق واجف ويسمى أيضاً سوق الحريم وجدنا بسطاتهن خالية بسبب تأخر صدور رخص البيع لهن، آملين ألا تطول فترة الانتظار ويعود للسوق رونقه القديم.وودي وبعد هذه الجولة التي أسعدتني كثيراً وأعادت لي ذكريات حلوة أن أشكر من اهتم بهذه الأسواق وساهم بتطويرها وإعادة تركيبها وتجديد ما تلف منها، وجعلها مركزاً سياحياً وترفيهياً يقضي به المواطن والمقيم وحتى السائح أوقاتاً سعيدة وبكلفة زهيدة، وكل ذلك في بيئة نظيفة بعيداً عن دخان السيارات وأصواتها بعد إغلاق الطرق المؤدية لهذه الأسواق.
مقالات
مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي
أسواقنا القديمة
04:24 ص