أكمل وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية غازي العريضي تفجير «قنبلته» الإعلامية - السياسية حول الفساد والسمسرات ليقدّم تحت وطأة «غبارها» الكثيف «استقالته من الاستقالة» بعيد تقديم إفادته امام النائب العام المالي القاضي علي ابراهيم حول القضايا التي سبق ان أثارها غداة «الشتوة الاولى» التي أغرقت لبنان وتحدث فيها عن تجاوزات لوزير المال محمد الصفدي ومخالفات سواء في «زيتونة باي» (مشروع سياحي عند واجهة بيروت البحرية) او في ميناء بناه الصفدي عندما كان وزيراً للاشغال من دون ترخيص او اجازة في محلة البربارة بشمال لبنان.وفيما كانت الأنظار شاخصة على ما ستحمله افادة الصفدي، التي لم يتم تحديد موعد لها بعد، امام النائب العام المالي حول اتهامات العريضي كما الاتهامات المضادة التي وجهها له وزير المال تحت عنوان «من اين لك قصر بيصور»، باغت وزير الأشغال الوسط السياسي بسابقة الاستقالة من تصريف الاعمال، معلناً دخوله في «إجازة سياسية أقول بعدها ما يجب ان يقال». العريضي الذي يُعتبر من أبرز رفاق درب رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط ومن «حرسه القديم» الذي واكبه على مدى عقود، اختار الانسحاب من المشهد السياسي فـ «كفى ما شاهدت وكفى ما سمعت وما تعلمت وكفى ما تحمّلتُ وربما حمّلت»، شاكراً كل الذين تعاونوا معه وخصّ جنبلاط دون تسميته بالتحية.ووزير الأشغال المستقيل، الذي سبق ان لعب أدواراً سياسية حساسة كـ «ضابط ارتباط» خصوصاً مع دمشق التي لطالما شكّل «جسر التواصل» معها وعبّد الطريق لـ «عودة» جنبلاط اليها ولا سيما بعد القطيعة الكبرى (بين 2005 و 2010) عبر حلقة اللواء محمد ناصيف، تمسك بالاتهامات التي ساقها ضد وزير المال متحدثاً عن وساطات استمرت معه حتى الساعات الاخيرة في موضوع «زيتونة باي» تحت عنوان «نصبّ في الليل ولا تفتح لسانك علينا في النهار»، وقال: «احترمت اراء الجميع ولكن ليس بهذه الطريقة تعالج الامور والمهم الا تضيع الحقائق. ومن الطبيعي في بلد كلبنان ان تفتح قنوات اتصال متعددة بعد الكلام الذي قيل وتعرضت لكم هائل من الضغوط».العريضي، الذي كان جنبلاط قرر استبعاده عن الترشح للانتخابات النيابية في الدورة المقبلة (أرجئت حتى نوفمبر 2014) وهو ما اعتُبر انه يعني تلقائياً انه لن يكون مرشحاً للعودة الى اي حكومة جديدة وذلك في إطار «إعادة نظر» يقوم بها الزعيم الدرزي في دائرة اللصيقين به، بدا في رأي دوائر مراقبة كأنه اختار التوقيت المناسب للانسحاب «الذاتي» ما دامت الرعاية الجنبلاطية سُحبت منه وذلك تحت غطاء ملفات فجّرها بوجه الآخرين.ويُذكر ان وزير الأشغال أثار في مؤتمره الصحافي ايضاً موضوع هدر المال في الجمارك والشركة الملتزمة صيانة نفق المطار، لافتاً في الوقت نفسه الى ان «واقع المطار اليوم ليس سليماً»، وسائلاً: «لماذا لم يعيّنوا هيئة ناظمة للمطار؟».
خارجيات
استقال من «تصريف الأعمال» بعيد تقديم وثائقه إلى النائب العام المالي
العريضي من «الحرس القديم» لجنبلاط ينسحب من السياسة إلى «إجازة بلا كلام»
10:53 ص