شكّل توقيف أجهزة الأمن اللبنانية امس «صيّاد الفتيات الجامعيات» نموذجاً جديداً لتعاون وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي التي ساهمت في كشف «متحرش التاكسي» وتكوين «قوة ضغط» الكترونية أولاً في اتجاه الإسراع في القبض عليه وثانياً في اتجاه تحذير الفتيات من خطره.فبعد أقل من 48 ساعة على تداول وسائل الاعلام بنشاطات سائق التاكسي الذي يجول في أكثر من منطقة موقعاً طالبات جامعيات في «شباكه» وتحوُّل هذا الشخص مع سيارته (نوعها ورقمها) هدفاً «مكشوفاً»، نجحت قوى الامن اللبنانية (قوّة من تحرّي الضاحية الجنوبية) في توقيفه ليتضح ان اسمه شيار جمّو، وهو كردي مجنّس.واشارت التقارير الى ان جمّو، الذي يملك سجلاً حافلاً في التحرّش الجنسي بعددٍ كبير من طالبات الجامعات في بيروت، كثرت الشكاوى عليه في الأسابيع الأخيرة بعد أن تمدّدت رقعة «عمله» الى غالبيّة الجامعات في العاصمة اللبنانية.وبادر أحد المواقع الالكترونية (ليبانون ديبايت) قبل ثلاثة أيام الى نشر تحقيق عن الأمر استناداً الى رسالة تلقاها من الطالبة جنى عرفات التي تدرس في جامعة A.U.S.T بالأشرفية، مرفقة بصورة لسائق تاكسي وسيارته التي يستخدمها لاصطياد ضحيته (نوعها رينو / تحمل الرقم والرمز ب/ 403666).وبحسب رواية الشابة فإن زميلة لها كانت تستوقف سيارة أجرة (بعد ظهر يوم الثلاثاء الماضي) من أمام الجامعة المذكورة، ذاهبة إلى منزلها فكان صاحب السيارة المشبوهة ينتظر فريسته، فأصعدها معه، وبعد انطلاقه بدقائق لاحظت الفتاة أنه سلك طريقاً آخر، وتوجه بها نحو منطقة مقفرة في سن الفيل وأطفأ محرك سيارته. لم تدرك الفتاة التي فقدت أعصابها ماذا تفعل، لا سيّما أنها وجدت إلى جانب السائق سكيناً. ومن حسن حظها أن شاحنة تابعة لـ«سوكلين» (شركة لمعالجة النفايات) كانت متوقفة على مقربة منهما. ولملمت الفتاة قواها وخرجت بوجه السرعة من السيارة وهي تصرخ وتنادي على عمال التنظيف كي ينقذوها.وبحسب الرواية فإن المتحرّش الذي يفتقد الى الذكاء او انه «متحمّس» الى أقصى الدرجات عاد في اليوم الثاني (الأربعاء) كي يوقع بضحية جديدة وإذ بالصدفة أن الفتاة ذاتها كانت خارجة من الجامعة فوجدته وسارعت بتصويره وتصوير سيارته (نشرتها وسائل الاعلام) فهمّ بالهروب عندما شاهدها واختفى.وبحسب إحدى الطالبات في جامعة أخرى اطلعت على الموضوع المنشور فإن مواصفات الشاب ذاته وسيارته كانت تجول في محيط منطقة قريطم وحاول هذا الشخص استدراجها. وقد أوضحت أنها كانت ذاهبة إلى شارع حمد في محيط منطقة قصقص، ولكن قبل وصولها إلى المنطقة انحرف السائق عن الطريق الصحيح داخلاً بها إلى محيط سوق الأحد، ولما سألته الشابة إلى أين أنت ذاهب، أجابها «إلى سوق الأحد يا حلوة». هذه الأخيرة أسعفها أيضاً قدَرُها وتمكنت من الهروب لا سيما أن الوقت لم يكن متقدماً من الليل ما سهل عملية الفرار.وأكدت جنى عرفات أن كثيرات من الطالبات في الجامعة تعرضن لمثل تلك المحاولات ولكن خوفهن وخجلهن منعهن من الكلام. وتشير إلى أنها وزميلتها (التي كانت على وشك أن تصبح ضحية) اتصلتا بـ 112 (رقم الامن اللبناني) فجاء الردّ بأن عليهما الذهاب إلى مخفر الأشرفية، وبعد وصولهما إلى المخفر تم تحويلهما إلى النيابة العامة في بعبدا – جبل لبنان، وهذا سبب آخر جعلهما لا تتابعان القضية قضائياً، متسائلة «لماذا لا يتم تخصيص مكاتب لمثل هذه الشكاوى بدلاً من البهدلة من مكان إلى آخر؟ فيما المجرم يسرح ويمرح وربما في هذا الوقت يكون قد أوقع بضحية؟».وبعد تعميم هذه التفاصيل مباشرة على مراجع أمنية عليا وتداوُل هذا الموضوع على مواقع التواصل لتحذير الفتيات، تمت متابعة الملف بسرعة قصوى وصولاً الى توقيف المتحرّش صباح أمس على ان يتم كشف كل تفاصيل القبض عليه بالصوت والصورة ضمن حلقة برنامج «بالجرم المشهود» عبر شاشة تلفزيون mtv وهو البرنامج الذي يرافق الأجهزة الامنية خلال تنفيذها عملياتها ويصوّر عمليات توقيف المجرمين على طريقة «تلفزيون الواقع».ويُذكر ان جنى عرفات توجهت امس الى مفرزة الضاحية الجنوبية القضائية (حيث أوقف جمّو) للإدلاء بإفادتها، علماً انه تم الاتصال بعدد من الفتيات اللواتي تعرضن لمحاولات تحرش.
أخيرة
قوة ضغط «إلكترونية» ساهمت بـ «كشفه» وتحذير الفتيات من خطورته
«متحرّش التاكسي» في قبضة الأجهزة الأمنية بعدما حوّل الجامعيات اللبنانيات... «هدفاً»
10:50 ص