حاضر بطريقة آسرة هذه الأيام: فيلمان كتب نصيهما عن قضيتي الإعاقة والخطف... واحد شاهده في شهر واحد فقط أكثر من 70 ألف شخص بعنوان «غدي» لأمين درة، وثان بعنوان «وينن» إنتاج جامعة سيدة اللويزة (NDU) شارك في مهرجان دبي السينمائي الدولي، وهو نتاج تعاون بين ستة مخرجين من خريجي وطلبة الجامعة التي أنهت أخيراً استقبال مهرجان طلبة الجامعات اللبنانية، وفيه يتبارى المتخصصون في مجال السينما بأعمالهم، مع حضور أجنبي لافت.ومع ذلك فإن الفنان جورج خباز يتحضّر لعمله المسرحي الجديد الذي يطل به في العام 2014، ويؤكد في حوار مع «الراي» أنه يندم على كل يوم يمرّ عليه من دون عمل مفيد رغم ما حقق في الفن:•لم نستغرب أن تكتب، لكننا استغربنا ألا تكون البطل؟- ما أردت أن أثبته في حياتي أثبته. إنني ممثل، وكاتب ومخرج، و»كوريغراف»، وملحن وقادر نسبياً على الغناء، وحظيت بشهرة يحلم بها كل محب للفن.•ما الذي جعلك تكتب؟- الحس الإنساني في شخصيتي حاضر من زمان، أحببت دائماً أن أقدم شيئاً لذوي الاحتياجات الخاصة، وددت رؤيتهم سعداء، وأن يكونوا مثار إعجاب الآخرين لا سخريتهم، من هناك كانت شخصية غدي.•أسلوب السهل الممتنع؟- هذا مناخ لن أغيّره أبداً. فهو الذي قرّبني من الناس وجعل مني اسماً يثق به الجميع.•هل لديك فيلم جديد؟- نعم.•أهو جزء ثان من غدي؟- إنه في السياق الآدمي، لكنه سيكون مؤثراً بمواقفه.•كأنها سلسلة؟- هي في الواقع رسالة. وأنا أخوض هذا المناخ لأن اللامسؤولية واللاإدراك باتا سمة الأعمال المنفذة عموماً، لذا قلت حرام مالها، ويفترض بأحدنا أن يتحرك، لوقف هذا النزف.العمل قادر على الإقناع. وحين نتناول درامات لها عمق، فإننا نساعد على حلول ناجعة لكل قضايانا الرئيسية.•أين تتوقف في مسيرتك؟- عند كل مسرحية قدمتها، لأن للمسرح عندي شأناً، وأرجو أن أعيش وأحسن في صورة الخشبة الكوميدية الاجتماعية دائماً.•ما الذي دفعك نحو فيلم «وينن» خصوصاً مع 6 مخرجين؟- أنا أولاً صديق لجامعة «ndu». وقد عرضوا عليّ فكرة تناول مصير جميع المفقودين من كل أطياف الشعب اللبناني خلال الحرب. هناك 17 ألف شخص في عداد المفقودين. وقد صدر قانون أخيراً يتيح اعتبار المفقود منذ أكثر من عشر سنوات متوفى. لذا درست الموضوع ودخلت فيه وكان الفيلم.أنا قدرتها التجربة والنتيجة، أحببت فيها كل ما هو إنساني، وفاجأني العمل الذي أنجزه المخرجون الشباب.•بينهم زينة مكي التي أخرجت جزءاً من الفيلم؟- في هذه الفترة جرّبت زينة أمام الكاميرا (حبة لولو – لليال راجحة) وخلفها في «وينن» والمهم دائماً أنا تقنع. كانت مقنعة جداً كممثلة جميلة وموهوبة كممثلة، وككاتبة تضع نصاً متماسكاً وتعرف كيف تخرج نصاً لسواها. أنا كان نصّي بين أيدٍ أمينة.•باتت مسرحية «مش مختلفين» قديمة، ما الجديد؟- طبعاً. نحن بصدد مسرحية بديلة تغطي الموسم المقبل بلا استجداء لرواد يدخلون وفق إغراءات عدة إلى الصالات.•هل اعطيتها عنواناً؟- لا.•والموضوع هل تبلغنا بشيء عنه؟- لا، عليك الانتظار قليلاً. فقط حتى أباشر «الكاستنغ». لكنها ستكون مفاجأة.•ما الذي فيها من تجاوز لآخر أعمالك؟- أنا عادة آخذ من الراهن، السائد، وأقيس عليها حتى أحوز بالعلاقة التي عرفت كيف أحافظ عليها على مدى السنوات الماضية.•كثيرون يحسدون ويقولون: «كومبليه» دائماً. ولا حفلة ناقصة أبداً، هذه سابقة على خشباتنا أليس كذلك؟- هناك أسماء ملأت صالاتها سريعاً. شوشو، دريد، زياد وغيرهم. أنا معادلتي: الناس أولاً. لقد عرف الناس أنني لست صاحب «بزنس»، بل صاحب رسالة. وأرفض كل المقولات التي تجعل الفنان يتراجع أو يتنازل أو يقول ما يجب ألا يقوله.•تبدو مشغولاً فعلاً بالمجتمع؟- أنا لست بعيداً عن قضايا مجتمعي، وأنا صناعة شعبية، الناس أعطوني الثقة وأنا تابعت المسيرة، لا شيء يوقفني أو يحرفني عن مساري النموذجي الذي اعمل عليه. ولكنني احب الكلام عن الناس المختلفين في بلدي أريد تذكيرهم بأن الوطن أكبر منهم ومن مشاكلهم، فليعودوا إلى رشدهم، ويقوموا باللازم لدفن خلافاتهم وإحياء الوطن.•تدرك أنك تسمع الكثير ولا تحب التعليق. مثلاً لماذا جورج يكتب، يخرج، يمثل، يرسم الرقصات ويلحن، يغني... يفعل كل شيء؟- «بعد ناقص أعمل جمهور».•أنت عملت جمهوراً مميزاً؟- هذا ما أفخر به.•معك من هو ثابت، ومن هو مؤقت من الممثلين؟- كلهم أحبابي من دون تفرقة. فعلياً أحبهم، أحترمهم، وحين أتعاون معهم تكون لهم معي أدوار. وحين لا أطلبهم، يكون عملي لا يحتاجهم.•ماذا تعمل من أجل الغد، ما طموحك؟- أريد كل شيء ولا أريد شيئاً.•الشاشتان والخشبة. أين ترتاح أكثر؟- على الخشبة. لكنني أدرك جماهيرية التلفزيون والسينما وأسعى إلى ملء شاشتيهما بما هو لافت، ومفيد.•هل تنتهي مخرجاً متفرغاً؟- سأظل هكذا أعمل كل شيء. كل ما أشعر به أترجمه مشهديات تدل على واقع معيّن.•بعد فيلم «سيلينا»، لم تنفذ مسلسلك مع دريد لحام؟- أوضاع سورية والمنطقة هي السبب. لكن القرار عندنا واحد.•على ماذا تندم؟- على كل يوم يمر من دون عمل مفيد.
فنون - سينما
كتب فيلمي «غدي» و«وينن» عن الإعاقة والخطف
جورج خباز لـ «الراي»: نادم... على كل يوم مرّ من دون عمل مفيد
جورج خباز
11:08 ص