لم تعطِ مصافحة «الصدفة الاجتماعية» التي حصلت قبل ايام بين رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط والسفير السوري في بيروت علي عبدالكريم علي خلال تقديم الاول واجب العزاء بابن شقيق وزير «حزب الله» حسين الحاج حسن الذي سقط خلال مشاركته في المعارك في سورية، اي «مفعول» سياسي على صعيد العلاقة بين الزعيم الدرزي ونظام الرئيس بشار الاسد التي سرعان ما وُضعت مجدداً على «خط التوتر العالي».ففيما كانت أوساط فريق 8 آذار اللبناني تتحدث عن تموْضع جديد للنائب جنبلاط على خط الأزمة السورية انطلاقاً من التحولات في المنطقة مع ايحائها في الوقت نفسه ان أبواب دمشق لن تُفتح امام الزعيم الدرزي بل «ربما» امام نجله تيمور، جاء السجال العلني الذي اندلع بين رئيس «جبهة النضال» والسفير السوري ليعيد تأكيد ثوابت الاول حيال النظام السوري ووجوب رحيله وذلك بعد «إشارات التكيف» التي كانت أطلق بعضها حيال امكان بقاء هذا النظام من باب السؤال «عن البديل» في ظل «الوحش التكفيري»، وايضاً ليؤكد مضي جنبلاط في سياسة الفصل بين موقفه من الأسد وبين علاقته التي يمضي في تعزيزها مع «حزب الله» وصولاً حتى إلى التعزية بأحد مقاتليه الذين سقطوا «في خندق واحد» مع النظام السوري.وكانت «شرارة» السجال بدأت مع اعلان السفير علي ان «لا علاقة بين سورية وجنبلاط الذي كان له موقفه مما يحدث في سورية وكان شريكاً في التحريض على سورية وايواء المسلحين وفي قلب الحقائق»، مشيراً إلى ان «الحديث عن ان ابواب دمشق مفتوحة لنجله تيمور هو كلام صحف وعار عن الصحة».ولم يتأخر ردّ الزعيم الدرزي الذي اعلن «لا أنا ولا تيمور يهمنا الذهاب إلى دمشق مجدداً»، مردفاً «سنزور سورية حين تصبح حرة من النظام الحال». وأشار في حديث صحافي إلى أن «ما يتحدث به هذا الأستاذ (أي السفير علي) هو هراء»، متسائلاً: «من قال انني وتيمور نريد الذهاب إلى دمشق؟».وشدد على أنه «لم نطالب ولو للحظة بالعودة لزيارة دمشق مجدداً»، لافتاً الانتباه إلى «أننا سنزورها حين تهدأ الأوضاع بسورية وذلك لا يتم إلا من خلال التحرر من عناصر النظام الحالي».وردّ السفير السوري امس على الردّ معتبراً ان جنبلاط «ليس متخفيا وراء اي مواقف وهو يقرأ الاوضاع الدولية، فكما فوجئ الكثيرون بصمود سورية وبنيتها وقوة الجيش، فان جنبلاط قرأ هذه التطورات ويدرك ان سورية الآن غير سورية التي كانوا يراهنون عليها مع (الامير) بندر بن سلطان و(الشيخ) حمد بن جاسم و(رئيس الوزراء التركي) رجب طيب اردوغان، ولكن هذا لا يعني ان جنبلاط الآن هو غير جنبلاط بشخصه، وسورية لا تخطئ القراءة وتعرف اصدقاءها وحلفاءها ومن شارك في تدمير سورية وسفك الدم السوري ومع ذلك حريصة على علاقة اخوية عميقة مع لبنان».واذ جدد تأكيد ان «الكلام عن ان ابواب دمشق مفتوحة لتيمور جنبلاط كلام صحف»، دعا تعليقاً على المصافحة بينه وبين جنبلاط على هامش تقديم التعزية للوزير حسين الحاج حسن «لعدم تحميل الموضوع اكثر مما يجب، فعند حضور جنبلاط حصلت مصافحة دون تبادل كلام».
خارجيات
المفاعيل السياسية لـ «المصافحة الاجتماعية» مع السفير السوري... تبدّدت
جنبلاط: لن أذهب أنا وتيمور إلى دمشق إلا عند تحريرها
10:49 ص