كشفت محافل امنية إسرائيلية امس، النقاب عن لقاء سيعقد الأسبوع المقبل في البيت الأبيض بين مستشار الأمن القومي الاسرائيلي يوسي كوهين، وبين نظيرته الأميركية سوزان رايس، بمشاركة جهات الأمن والاستخبارات من كلا الجانبين.وأكدت ان اللقاء سيستمر يومًا واحدًا وسيتناول تنسيق المواقف استعدادًا لاستئناف المحادثات، في أواخر يناير، بين إيران والقوى العظمى الست.وأوضحت جهات مطّلعة في تل أبيب أن «الحديث هنا عن لقاء ليس بالسهل حيث إن الأميركيين عازمون على التوصل إلى اتفاق وأن إسرائيل غير متحمسة تمامًا من الاتفاق الذي تم التوصل إليه في هذه الأثناء».ومن المتوقع أن يعرض كوهين على الأميركيين التوقعات الإسرائيلية من الاتفاق النهائي مع إيران.ويظهر من تصريحات مقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل ستضع سقف متطلبات أعلى بكثير من وقف تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 20 في المئة.وتعتقد إسرائيل أنه يجب «القضاء تمامًا» على قدرات إيران على تخصيب اليورانيوم، تفكيك أو تعطيل مفاعل البلوتونيوم في أراك كليًا، وإغلاق منشآت التخصيب في فوردو وقم.وهنالك فصل خاص في المتطلبات التي ستثيرها إسرائيل يتطرق إلى برنامج الصواريخ الإيراني الذي لم تتم مناقشته إطلاقًا في اتفاق جنيف الأول. كما ويطالبون في إسرائيل معالجة البنية التجريبية المتعلقة بتطوير رؤوس الصواريخ النووية في شكل شامل، كما تم تحديد ذلك في تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو أمر لم يتم طرحه للنقاش بتاتًا في اتفاق جنيف الأول.وفي الوقت نفسه، أثار وزير الخارجية الأميركي جون كيري للمرة الأولى أمس، شكوكًا حول استعداد إيران للتوصل إلى اتفاق شامل في شأن برنامجها النووي.وقال كيري في جلسة استماع أمام مجلس النواب الأميركي: «عدت من محادثاتنا المبكرة في جنيف مع أسئلة جوهرية حول استعداد طهران ورغبتها في اتخاذ عدة قرارات أساسية».رغم ذلك، أكد كيري أنه إذا فُرضت الآن عقوبات إضافية على إيران، فسيؤدي الأمر إلى انفجار المحادثات النووية وكسر نظام العقوبات.وكان وزير الخارجية حضر جلسة الاستماع في لجنة الخارجية في مجلس النواب في محاولة منه للإقناع بعدم الدفع حاليًا في اتجاه فرض مزيد من العقوبات.وأوضح كيري أنه ليس لدى الولايات المتحدة ثقة مطلقة في طهران، لكنه أكد أن «هناك فرصة كبيرة لمعرفة ما إذا كان ثمة احتمال» لتحسين العلاقات بين الدولتين.على صعيد متصل، صرح القيادي البارز في حركة «حماس» محمود الزهار بأن العلاقات بين الحركة وإيران استؤنفت أخيراً بعد فترة من الفتور بسبب الموقف من الأحداث في سورية.من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية ان كيري توجه، أمس، الى اسرائيل والضفة الغربية للمرة التاسعة منذ استئناف المفاوضات في فبراير الماضي، وسيجتمع كيري بنتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.بدوره، قال ياسر عبد ربه، المساعد البارز للرئيس محمود عباس، «هذه الازمة منشأها ان وزير الخارجية الاميركي يبدو انه يريد ارضاء اسرائيل من خلال تلبية مطالبها التوسعية في الاغوار بحجة الامن وكذلك المطامع التوسعية التي تتجلى عبر النشاطات الاستيطانية في القدس وفي أرجاء الضفة الغربية»، واضاف «كل ذلك يريده ثمنا لإسكات الاسرائيليين عن الصفقة مع ايران ولتحقيق نجاح وهمي بشأن المسار الفلسطيني - الاسرائيلي على حسابنا بالكامل».
خارجيات
محادثات أمنية بين إسرائيل وأميركا في الشأن الإيراني
كيري: لا نثق بطهران... لكن أي عقوبات إضافية ستؤدي إلى «انفجار» المفاوضات النووية
01:13 م