لا يزال اغتيال القيادي في «حزب الله» حسان اللقيس في مرآب المبنى الذي يسكن فيه في محلة الحدَث على تخوم الضاحية الجنوبية لبيروت محور اهتمام على اعلى المستويات في لبنان ولا سيما ان هذه الجريمة أعادت الى الواجهة ملف الصراع المفتوح بين «حزب الله» واسرائيل، وذلك بعدما تراجع هذا العنوان على وقع انخراط الحزب عسكرياً في الأزمة السورية.وفي حين بدأت تقارير صحافية غربية تنقل عن مسؤولين استخباراتيين اسرائيليين تبنياً شبه مباشر لعملية اغتيال اللقيس وفق ما ورد في مقال نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأميركية للصحافي رونين بيرغمان، تتواصل التحقيقات في بيروت في محاولة لتركيب «بازل» هذه الجريمة التي نُفذت باحتراف عالٍ وشكّلت اختراقاً هو الاول من نوعه لأمن قادة الحزب في لبنان منذ استهداف غالب عوالي في قلب الضاحية الجنوبية العام 2004 والثاني الذي يحصل بالمطلق منذ العام 2008 حين نجحت اسرائيل في «شطب» القائد العسكري «الخفي» للحزب عماد مغنية في دمشق.والأكيد ان «رسماً تشبيهياً» للجريمة ومنفّذيها بدأ يتبلْور لدى الأجهزة الأمنية كما لدى «حزب الله» الذي لم توفّر الدولة العبرية فرصة اغتيال أحد مسؤوليه ذات «الأدوار الاستراتيجية» في الصراع معها (اللقيس)، وسط معلومات عن طرف خيط توصّل اليه المحققون وهو ما عبّرت عنه الوقائع الآتية:• إصدار قيادة الجيش اللبناني بيانا جاء فيه ان سيارة تحمل لوحة مكتب تأجير «أقدمت على تنفيذ عمل ارهابي معاد على الاراضي اللبنانية ليل 3 ديسمبر الجاري» (ليلة اغتيال اللقيس)، داعياً أصحاب مكاتب تأجير السيارات الى الابلاغ الفوري عن كل سيارة استؤجرت اخيراً وفُقد الاتصال بمستأجرها أو تبلّغ المكتب صاحب العلاقة بوجودها مركونة في مكان عام بتاريخ اليوم (الخميس) أو أمس (الاربعاء)، او أعيدت للمكتب وفي داخلها بقايا وُحول وأتربة»، طالبة من محطات المحروقات ومغاسل السيارات «الإفادة عن أي سيارة جرى غسلها بتاريخ الخميس او الاربعاء وفي داخلها بقايا وُحول وأتربة».وعكس هذا البيان ان الاجهزة الامنية استطاعت من خلال احدى الكاميرات الموجودة في المبنى الذي يقطن فيه اللقيس او في جواره رصد صور لسيارة مستأجرة كانت في موقع الجريمة لدى حصولها، وسط تقديرات بان هذه السيارة هي التي أبلغت الى منفذيْ عملية الاغتيال بالرصاص ان «الهدف» وصل الى المرآب كما تولت نقلهما بعد تنفيذ المهمة.• المعلومات عن ان التحقيق يعمل على اكثر من خط بينها تحليل بعض الآثار وصور كاميرات المراقبة الممتدة من بولفار كميل شمعون الى محلة السان تيريز - الحدث في محاولة لرسم المسارالذي سلكه المنفذون، اضافة الى داتا الاتصالات وما كانت اشارت اليه «الراي» عن التدقيق في حركة المغادرين عبر المطار او البحر بعيد وقوع الجريمة.• شبه الحسم بان جريمة الاغتيال نفذها شخصان كانا يحملان مسدسين من عيار 9 ملم مزودين بكاتم للصوت، بدليل العثور على أربعة مقاذيف ومظروفي رصاص في مسرح الجريمة.في موازاة ذلك، نشرت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية مقالاً للصحافي رونين بيرغمان صاحب كتاب «حربنا السرية ضد إيران»، نقل فيه معلومات عن أحد مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية يتضمّن اعترافاً شبه مباشر بمسؤولية إسرائيل عن اغتيال اللقيس. وأورد المقال لائحة اغتيالات نفذتها إسرائيل بدءاً من عماد مغنية، وصولاً إلى اللواء السوري محمد سليمان، المسؤول الرفيع المقرّب من الرئيس بشار الأسد، إلى مسؤول تطوير الصواريخ في «الحرس الثوري» الإيراني حسن طهراني مقدّم، والمسؤول في حركة «حماس» محمد المبحوح.ويبدأ المقال بعبارة «سيُعقد مؤتمر قمة في السماء» التي نقلها الكاتب عن أحد مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية مبتسماً صباح الأربعاء بعدما وصله نبأ اغتيال اللقيس، الذي عرّف عنه بيرغمان على انه «أحد قياديي حزب الله المسؤول عن تطوير الأسلحة والحرب التقنية المتقدمة»، معتبراً اغتياله «العملية الأحدث في مسار طويل من الاغتيالات التي تستهدف قادة بارزين ضمن ما تسمّيهم إسرائيل الجبهة المتطرفة التي تتضمن سورية وإيران- وثلاث منظمات هي: حزب الله والجهاد الإسلامي وحماس».
خارجيات
«فورين بوليسي» تنقل اعترافاً إسرائيلياً شبه مباشر بالعملية
المحققون اللبنانيون في اغتيال اللقيس يبحثون عن سيارة مستأجرة
10:49 ص