المحكمة هي المكان الطبيعي للقصص الغريبة... قصص قد يصعب على خلايا المخ استيعابها!
ولكن، هل كل القصص التي تحكى في المحاكم صحيحة؟!
هل استطعت أن تجلس ولو مرة واحدة مع جميع أطراف القصة، أم أن الغالبية تستمع لطرف واحد؟!
مَنْ منا يتذكر لعبة المدرسة التي كان غالبيتنا يلعبها؟!... وهي عباره عن إعطاء سر أو جملة لأول طالب في الصف، وهو بدوره يهمس به في أذن الطالب الجالس بجانبه؟! هل تذكر كيف أن الطالب الأخير يصله السر وهو متغيّر تماماً عما قيل للطالب الأول؟!
تجربة رغم بساطتها، أنصح الجميع بإعادتها كل يوم قبل قراءة الجرائد أو سماع الأخبار... أو حتى الذهاب للقاء الأصدقاء.
لذلك، فمن الصعب عليّ ذكر أي قصة من المحكمة في الوقت الحاضر، ولكن جاسم صاحبنا ذهب إلى المحكمة بسبب قضية.
جلس جاسم مع الجميع بانتظار دوره... يقول جاسم إنه اندهش من أمر... أثناء جلوسه لاحظ أن سيدة أتت تطلب من الحضور أن يتطوّع أحد للشهادة، والمطلوب شاهدان... تطوّع عدد لا بأس به من الحضور للشهادة وبرحابة صدر... اعتقد جاسم لأنها سيدة، لذلك تطوّع لها الشهود. بعد ذلك أتى رجل وطلب شاهدين، وأيضاً تطوّع عدد من الحضور وشهد معه.
واستمرت الحال هذه... أناس يطلبون متطوعين للشهادة، والمتطوعون من الحضور جاهزون للشهادة... الغريب أنك لكي تشهد يجب أن يكون معك صورة للبطاقة المدنية... ومع هذا يذهب المتطوعون إلى مكان التصوير ويقفون بالدور ومن حسابهم الخاص يقومون بالتصوير... ثم يذهبون للشهادة!
جاسم بدأ بالتفكير... لماذا الناس يشهدون لأناس لا يعرفونهم؟!... في البداية، خطر بباله الطيبة وحبّ المساعدة... ولكنه بعد التمعّن بالتفكير اقتنع أنها... أقسم لكم أنني أجد حرجاً من كتابة ما فكر به جاسم... فما رأيك أنت بهذا النوع من الشهادة؟!