| أنوار مرزوق الجويسري |
عزمتُ على كتابة مقال بسيط وخفيف لهذا الاسبوع، وشرعت في الكتابة في الأوقات البينية التي هي كالثقوب على ظهر اليوم، تجعلنا نفكر دوماً فيما لو كنا نملك حلماً ما لنعيش من أجله فنملأ ثقوب الوقت بما نحب، لربما كانت أوقاتنا تحدد مآلاتنا، ولربما كانت الثقوب نوعاً من أنواع السموم التي تُميتنا موتاً بطيئاً قاسياً دون أن نشعر، ولربما كانت متسعاً للتفكير والإبداع عند البعض، إن للوقت حرمة كما لنفوسنا حرمة، وللأوقات الضائعة شيء من الهيبة عند البعض والانتقاص عند آخرين، إن كنتُ سأنتقص الوقت الضائع وأبطش بأصحاب الأوقات الفارغة فسأنتقص نفسي في وقت ما وأبطش بالعالم أجمع، ذلك لأن تلك الأوقات تعبّر في جوهرها عن جوهرنا، وتنعكس على أرواحنا، فوجودها نعمة للتفكّر والحب وقضاء شيء من الوقت فيما لا نجيد ولم نخطط، هنا الفسحة.
تخيّل لو أن يومك مجدولاً بالساعات والدقائق وتصرفاتك مرتبطة بساعة يدك، تخيّل لو كنتَ مقيداً بعقارب الساعة، عقلك يفكّر بالوقت، عينك تنظر للساعة، روحك لا تهدأ، إن أصحاب الالتزام الفذ بالوقت يجدون أنفسهم متفوقين في التخطيط والتنظيم ويحق لهم ذلك، لأن ذلك الاستعداد بجعل الحياة مسطرة لا تنحني يحتاج لأقوى النفوس وأكثرها صبراً وانشغالاً، إلا أنني أحدثُ نفسي والقارئ، نحن العظماء في أهدافنا البسطاء في حيواتنا، نحن الذين نبحث عن أوقات الفراغ ونحتفي بها، ونكسر الملل بأقصى ما نملك من قوة، كيف لا وهو الوقت الذي نمارس فيه الخير والحب والعطاء لذواتنا وللآخرين، فلو كانت أعمالنا لا تنتهي لكانت أنفسنا وعلاقتنا في الدرك الأسفل من الحياة.
العمل يسرقنا ممن نحب ومما نحب، يجعلنا نلجأ للنوم العميق في آخر الليل مرغمين ولو كنا نود السهر للقراءة أو للسؤال عن حال القريب، الانشغال في العمل يشغلنا عن مشاعرنا الجميلة ويجعلنا ننسى كيف نمارس الخير دون مقابل لأننا مشغولون فيما نعمله بمقابل، وهنا يكون للخطة اليومية معنى آخر، فبدلاً من أن نخطط لأعمالنا نخطط لفراغنا، ونجعل لمن نحب وقتاً ثابتاً في اليوم أو الاسبوع ولما نحب أوقاتاً مقتطعة تنعم بالهدوء والسكينة وللخير أعمالا كبيرة نعملها تطوعاً لتكون حياتنا ذات أثرٍ متعدٍ.
فكّر في التخطيط لفراغك إن كنتَ ممن ينشغل أغلب الوقت، وفكّر في التخطيط لعملك إن كنتَ ممن يفرغ أغلب الوقت، لتقدّس حرمة الوقت ولتحتفي بالعمل والفراغ معاً.
anwaraljuwaisri@hotmail.com
@anwar1992m
عزمتُ على كتابة مقال بسيط وخفيف لهذا الاسبوع، وشرعت في الكتابة في الأوقات البينية التي هي كالثقوب على ظهر اليوم، تجعلنا نفكر دوماً فيما لو كنا نملك حلماً ما لنعيش من أجله فنملأ ثقوب الوقت بما نحب، لربما كانت أوقاتنا تحدد مآلاتنا، ولربما كانت الثقوب نوعاً من أنواع السموم التي تُميتنا موتاً بطيئاً قاسياً دون أن نشعر، ولربما كانت متسعاً للتفكير والإبداع عند البعض، إن للوقت حرمة كما لنفوسنا حرمة، وللأوقات الضائعة شيء من الهيبة عند البعض والانتقاص عند آخرين، إن كنتُ سأنتقص الوقت الضائع وأبطش بأصحاب الأوقات الفارغة فسأنتقص نفسي في وقت ما وأبطش بالعالم أجمع، ذلك لأن تلك الأوقات تعبّر في جوهرها عن جوهرنا، وتنعكس على أرواحنا، فوجودها نعمة للتفكّر والحب وقضاء شيء من الوقت فيما لا نجيد ولم نخطط، هنا الفسحة.
تخيّل لو أن يومك مجدولاً بالساعات والدقائق وتصرفاتك مرتبطة بساعة يدك، تخيّل لو كنتَ مقيداً بعقارب الساعة، عقلك يفكّر بالوقت، عينك تنظر للساعة، روحك لا تهدأ، إن أصحاب الالتزام الفذ بالوقت يجدون أنفسهم متفوقين في التخطيط والتنظيم ويحق لهم ذلك، لأن ذلك الاستعداد بجعل الحياة مسطرة لا تنحني يحتاج لأقوى النفوس وأكثرها صبراً وانشغالاً، إلا أنني أحدثُ نفسي والقارئ، نحن العظماء في أهدافنا البسطاء في حيواتنا، نحن الذين نبحث عن أوقات الفراغ ونحتفي بها، ونكسر الملل بأقصى ما نملك من قوة، كيف لا وهو الوقت الذي نمارس فيه الخير والحب والعطاء لذواتنا وللآخرين، فلو كانت أعمالنا لا تنتهي لكانت أنفسنا وعلاقتنا في الدرك الأسفل من الحياة.
العمل يسرقنا ممن نحب ومما نحب، يجعلنا نلجأ للنوم العميق في آخر الليل مرغمين ولو كنا نود السهر للقراءة أو للسؤال عن حال القريب، الانشغال في العمل يشغلنا عن مشاعرنا الجميلة ويجعلنا ننسى كيف نمارس الخير دون مقابل لأننا مشغولون فيما نعمله بمقابل، وهنا يكون للخطة اليومية معنى آخر، فبدلاً من أن نخطط لأعمالنا نخطط لفراغنا، ونجعل لمن نحب وقتاً ثابتاً في اليوم أو الاسبوع ولما نحب أوقاتاً مقتطعة تنعم بالهدوء والسكينة وللخير أعمالا كبيرة نعملها تطوعاً لتكون حياتنا ذات أثرٍ متعدٍ.
فكّر في التخطيط لفراغك إن كنتَ ممن ينشغل أغلب الوقت، وفكّر في التخطيط لعملك إن كنتَ ممن يفرغ أغلب الوقت، لتقدّس حرمة الوقت ولتحتفي بالعمل والفراغ معاً.
anwaraljuwaisri@hotmail.com
@anwar1992m