| بقلم الدكتور وليد التنيب |
كان جاسم محباً لوطنه، لذلك فهو يستمع إلى أغاني حب الوطن أينما ذهب... أحبّ جاسم سماع أغاني حب الوطن وحاول أن يورث هذا الحب لأبنائه وأحفاده.
جاسم، وهو يقود سيارته، يستمع لأغاني حب الوطن... في المكتب حيث يعمل... أغاني حب الوطن منذ أن يدخل للمكتب حتى يخرج... حب الوطن أهم من العمل بالنسبة إلى جاسم... أينما جلس جاسم أو أينما كان، فهو يتكلم عن حب الوطن... ويتفاخر بسماع أغاني حب الوطن.
جاسم يعتبره البعض من رواد زمن الطيبين... إلا أن لأولاد جاسم رأياً آخر.
سلطان الابن الأكبر يتذكر أن أباه لم يكن يجلس معهم في البيت أبداً... يأتي من العمل ليتغدى... منذ دخوله للبيت يبدأ بالصراخ والتوبيخ... توبيخ للجميع من دون أي سبب... غداء على أصوات أغاني حب الوطن يتخللها صراخ من جاسم وانتقاد للكل من دون أي توجيه.
سلطان يتذكر أن أباه ينام بعد الغداء ويخرج بعدها للقاء أصدقائه ولا يعود إلا عند منتصف الليل... يقول سلطان إنه يعلم أن أباه قد حضر من الصوت العالي لأغاني حب الوطن الصادرة من سيارة أبيه.
سالم ابن جاسم الثاني... يتذكر كيف كان أبوه يعشق حب الوطن ويكره العمل اليدوي... لا يتذكر أن أباه قد قام بإصلاح أي شيء في البيت أو حتى حاول القيام بأي عمل يدوي... غرس في نفوس أبنائه كره العمل اليدوي.
سالم حاول الالتحاق بإحدى الكليات العملية ليصبح ميكانيكياً، فهو يعشق العمل اليدوي والابتكارات... علم جاسم بالأمر فمنعه بشتى الطرق ووصل الأمر إلى تهديده بطرد سالم من البيت إن التحق بهذه الكلية العملية.
مريم ابنة جاسم تتذكر كيف أن أباها، حتى في حفل زواجها، أصر على أن يقام الحفل على أغاني حب الوطن... قال جاسم كلمته الشهيرة إن أغاني حب الوطن هي أفضل الأغاني للرقص والطرب وهزّ (......)، لذلك فهي الأفضل للأعراس وحفلات (.......).
تتذكر مريم ويتذكر معظم العارفين بالأمور، كيف أن عرس مريم ابنة جاسم كان من أكثر الأعراس التي رقص فيها غالبية المدعوين حتى آذان الفجر، والفضل يعود لأفكار أبيها.
آه يا بلد... الرقص على أغاني حب الوطن أصبح أهم من العلم والعمل.