| فيصل عمر الهاجري |
ابتكر إخوانُنا المصريون عِبارة: «في المشمش» للدلالة على استحالة العودة إلى الحالة الماضية، بمعنى: راحت عليك، أو اغسل ايدك كما **هو دارج ومألوف، وهي بالأصل عِبارة مأخوذة من إحدى نوادر جحا الأسطورية، إذ تشارك جحا مع رجل في تجارة بيع المشمش، وكان شريكه اثناء عرض البضاعة يأكل من المشمش حبة وراء حبة، وجحا يراقبه صامتاً على مضض، في اليوم التالي تشاركوا في بيع العنب، فصار جحا يأكل من العنب المعروض قطفاً قطفاً وليس حبةً وراء حبة كما كان يصنع الشريك، عندئذٍ غضب شريكه وقال له:
هكذا ستبور البضاعة يا جحا، لماذا لا تأكل العنب حبةً وراء حبة، وليس قطفاً وراء قطف؟
فقال له جحا : هذا كان أيام المشمش!
فأصبحت منذ ذلك الحين استشهاداً على الاستحالة!
نحن لا نتفاءل ولا نتشاءم، لكن ابسط اطلاع على الواقع العربي- اذا صح تعبير الواقع- يجعل هذا الواقع يمد لسانه لكل المتفائلين ويقول لهم: في المشمش!
القمم العربية تتحول إلى مجرد «عزومة» تدعو لها إحدى العشائر وتتدافع العشائر الأخرى إلى مضارب العشيرة العازمة بحثا عن الماء والكلأ... وبعد ثلاثة ايام وثلث- وقت الضيافة العربي- يعودون إلى أهاليهم ويتحدثون عن مكارم المعازيم.
اللقاءات الثنائية تتحول إلى مجرد خبر في وكالات الأنباء الرسمية يقول إ الزعيمين التقيا وتباحثا في القضايا المشتركة وكانت وجهات نظرهما متطابقة، وبعدها بأسبوع أو أقل، يبدأ الردح المزدوج بين الدولتين الشقيقتين.