عندما حاصر النظام السوري مدينة القصير وبدعم من عملائه حزب الشيطان، قاموا بتحويل المدينة إلى جحيم من خلال كثافة القصفين البري والجوي عليها ومن جميع الجهات، وقبل سقوط المدينة انطلق أحد القادة الأفذاذ من أبطال الثورة السورية لمساعدة أهلها والوقوف معهم ودعمهم للصمود في وجه هذه الهجمة الشرسة من عدو الإنسانية وأعوانه، ودخول المدينة في مثل هذه الظروف يعتبر عند كثير من أهل الميدان هو شبه انتحار، إلا أن بطلنا الشهيد بإذن الله عبدالقادر الصالح قائد العمليات العسكرية في لواء التوحيد والملقب بـ«حجي مارع» نسبة إلى مدينته التي نشأ فيها أبى إلا الدخول إلى المدينة، وبالفعل استطاع اجتياز بعض الحواجز والدخول الى المدينة مع كتيبته، وكان لهذه العملية أثرا بالغا في صمود أهل القصير لمدة أطول وكان هذا العمل البطولي سببا في مزيد من الثبات لأهل القصير، إلا أن تخلي الدول العربية عن دعم هذه المدينة وتردد الكتائب الأخرى عن دخولها لصعوبة الموقف أدى إلى سقوطها في يد النظام.
أذكر هذه الحادثة لأجعلها مقدمة أعزي فيها لواء التوحيد باستشهاد قائده العسكري، والثورة السورية لفقدان أحد أسود ميادينها، والأمة الإسلامية برحيل شخصية جهادية باعت لله نفسها.
لمن لم يعرف تاريخ هذا البطل الشهيد، فنقول له لقد كان عبدالقادر الصالح أحد تجار المواد الغذائية، لكنه بعد الثورة ترك التجارة مع البشر ليتاجر مع رب البشر ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة)، فجعل أمواله في سبيل الله وقدمها نصرة للثورة، كما كان من أول المشاركين في الثورة عند انطلاقها واستمر في سلميته حتى تحولت إلى الجهاد المسلح، فقام بتشكيل مجموعة جهادية ثم ما لبث أن جمع عدة فصائل تحت راية واحدة وهي لواء التوحيد، وإن كان من فضل يعود بعد الله تعالى في تحرير مدينة حلب من أزلام النظام البعثي فإنه لا يمكن لإحد أن ينكر الدور الذي قام به الشهيد عبدالقادر الصالح من أجل تحقيق ذلك.
«حجي مارع» كما يحب المقربون إليه تسميته كان محبوبا لدى الجميع ولم تكن له خصومات، كان رجلا ربانيا لا يبحث عن الظهور الإعلامي إلا ما تدعو له الضرورة، وكان حريصا على ألا يستلم أموال الدعم بنفسه إلا بحضور قائد اللواء عبدالعزيز السلامة والمعروف بـ «الحاج جمعة».
لقد سعى الشهيد رحمه الله في مواطن كثيرة إلى إصلاح ذات البين بين الفصائل الأخرى، كما أنه كان شديد الحساب على من يتجاوز الأنظمة والأعراف من أتباعه مما قد يؤدي إلى الإساءة إلى الثورة وأبطالها، ولم يكن رحمه الله ممن يبررون أخطاء أتباعهم بل كان يبادر لتقديمهم إلى المحاكم الشرعية كي تقول فيهم كلمة الفصل.
شاهدت له مقطعا مرئيا وهو يُحدث بعض قادة الكتائب ويعظهم وهم في ميدان القتال، وكان من أهم ما قال تذكيرهم بالله وتقوية الصلة به وعدم الاعتماد على مابين أيديهم من سلاح فإنما النصر من عند الله، كما حذرهم من اليأس ولو تخلى عنهم الناس مصداقا لقوله تعالى ( إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون ).
لقد رحل البطل الشهيد وتحقق له ما أراد فلطالما تمنى الشهادة وقد رزقه الله تعالى إياها، ونقول لرفقائه في الميدان اثبتوا على ما أنتم عليه فإما عيش بكرامة أو موت بشرف.
وأما الشهيد حجي مارع فيصدق فيه قول الشاعر :
مضى طاهر الأثواب لم تبق روضة ** غداة ثوى إلا اشتهت أنها قبر
عليك سلام الله وقفا فإنني ** رأيت الكريم الحر ليس له عمر
عبدالعزيز صباح الفضلي
twitter :@abdulaziz2002
أذكر هذه الحادثة لأجعلها مقدمة أعزي فيها لواء التوحيد باستشهاد قائده العسكري، والثورة السورية لفقدان أحد أسود ميادينها، والأمة الإسلامية برحيل شخصية جهادية باعت لله نفسها.
لمن لم يعرف تاريخ هذا البطل الشهيد، فنقول له لقد كان عبدالقادر الصالح أحد تجار المواد الغذائية، لكنه بعد الثورة ترك التجارة مع البشر ليتاجر مع رب البشر ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة)، فجعل أمواله في سبيل الله وقدمها نصرة للثورة، كما كان من أول المشاركين في الثورة عند انطلاقها واستمر في سلميته حتى تحولت إلى الجهاد المسلح، فقام بتشكيل مجموعة جهادية ثم ما لبث أن جمع عدة فصائل تحت راية واحدة وهي لواء التوحيد، وإن كان من فضل يعود بعد الله تعالى في تحرير مدينة حلب من أزلام النظام البعثي فإنه لا يمكن لإحد أن ينكر الدور الذي قام به الشهيد عبدالقادر الصالح من أجل تحقيق ذلك.
«حجي مارع» كما يحب المقربون إليه تسميته كان محبوبا لدى الجميع ولم تكن له خصومات، كان رجلا ربانيا لا يبحث عن الظهور الإعلامي إلا ما تدعو له الضرورة، وكان حريصا على ألا يستلم أموال الدعم بنفسه إلا بحضور قائد اللواء عبدالعزيز السلامة والمعروف بـ «الحاج جمعة».
لقد سعى الشهيد رحمه الله في مواطن كثيرة إلى إصلاح ذات البين بين الفصائل الأخرى، كما أنه كان شديد الحساب على من يتجاوز الأنظمة والأعراف من أتباعه مما قد يؤدي إلى الإساءة إلى الثورة وأبطالها، ولم يكن رحمه الله ممن يبررون أخطاء أتباعهم بل كان يبادر لتقديمهم إلى المحاكم الشرعية كي تقول فيهم كلمة الفصل.
شاهدت له مقطعا مرئيا وهو يُحدث بعض قادة الكتائب ويعظهم وهم في ميدان القتال، وكان من أهم ما قال تذكيرهم بالله وتقوية الصلة به وعدم الاعتماد على مابين أيديهم من سلاح فإنما النصر من عند الله، كما حذرهم من اليأس ولو تخلى عنهم الناس مصداقا لقوله تعالى ( إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون ).
لقد رحل البطل الشهيد وتحقق له ما أراد فلطالما تمنى الشهادة وقد رزقه الله تعالى إياها، ونقول لرفقائه في الميدان اثبتوا على ما أنتم عليه فإما عيش بكرامة أو موت بشرف.
وأما الشهيد حجي مارع فيصدق فيه قول الشاعر :
مضى طاهر الأثواب لم تبق روضة ** غداة ثوى إلا اشتهت أنها قبر
عليك سلام الله وقفا فإنني ** رأيت الكريم الحر ليس له عمر
عبدالعزيز صباح الفضلي
twitter :@abdulaziz2002