في الثلاثينات من القرن الماضي، احتج عدد من علماء الحرم المكي حماه الله على تركيب المايكروفونات «المكبرات الصوتية» في الحرم، على انها «صوت ابليس» و«صراخ شياطين»! فقدموا الى الملك عبدالعزيز بن سعود يطلبون ازالة المايكروفونات، إلا أن أحد العلماء الحكماء لاحظ ان احد هؤلاء المشتكين وهو يرتدي «نظارة» فسأله: لماذا تستخدم هذه النظارة؟ فرد عليه: حتى أستطيع قراءة الكلمات الصغيرة في الكتب، فرد عليه هذا الحكيم: وكذلك المايكروفونات، تكبر الصوت الى آذان المصلين.. وحُسم الأمر!
هذه الحكمة في قراءة الواقع وتدقيق الفتيا غالية في هذا الزمن، تخيل إني قرأت سؤالا لأحدهم في أحد مواقع الإفتاء عن حكم الأكل من أحد مطاعم الوجبات السريعة! وأرفق السائل قصة من خياله عن جهله عما يفعلونه داخل المطعم وغيره من «البهارات» التي يضيفها السائلين ليغنموا بإجابة على «مزاجهم»! إلا أن المستفتى كان حكيماً، ورد بإيجاز: إن كان ذبحه حلالاً.. فلا شيء فيه. يجب ان نعلم هذه الحكمة في الردود على الفتيا غير موجودة عند جميع رجال الدين، فرجال الدين بشر، منهم المتحمس، ومنهم المتسارع، ومنهم الذي يعين على انجاح مشروع السؤال «الشيطاني» لأجل هدف ما، الشهرة أحدها!.. فهم بشر يصيبون ويخطئون.
وعلى مثل هذا النهج السؤالي، يتصيد بعض السائلين الأحكام التي يريدونها على مزاجهم، من بعض العلماء الذين لهم وزن وتأثير، فبعض المفتين يحكمون بما يسمعون لا بما يرون، فلو كان هذا المفتي «اعمى» ونقل له الحدث على غير ما حدث.. كيف سيفتي؟ ان ازمة الفتيا اضرت في كثير من العلاقات المجتمعية اليوم، فبعض «قراصنة الفتيا» يتعمدون سحب الفتوى التي يريدون على مزاجهم لا لمعرفة الحق، بل لمهاجمة خصم ما.. تجاري كان او حزبي أو طائفي! وكل ذلك لمكاسب دنيوية.. ليس فيها من الآخرة من شيء! بلا شك أن المسؤولية تقع «دائماً» على المفتي، لكن الشيطان قد يختبئ «احياناً» في السؤال!
ناصر بدر العيدان
Nassr.com.kw
هذه الحكمة في قراءة الواقع وتدقيق الفتيا غالية في هذا الزمن، تخيل إني قرأت سؤالا لأحدهم في أحد مواقع الإفتاء عن حكم الأكل من أحد مطاعم الوجبات السريعة! وأرفق السائل قصة من خياله عن جهله عما يفعلونه داخل المطعم وغيره من «البهارات» التي يضيفها السائلين ليغنموا بإجابة على «مزاجهم»! إلا أن المستفتى كان حكيماً، ورد بإيجاز: إن كان ذبحه حلالاً.. فلا شيء فيه. يجب ان نعلم هذه الحكمة في الردود على الفتيا غير موجودة عند جميع رجال الدين، فرجال الدين بشر، منهم المتحمس، ومنهم المتسارع، ومنهم الذي يعين على انجاح مشروع السؤال «الشيطاني» لأجل هدف ما، الشهرة أحدها!.. فهم بشر يصيبون ويخطئون.
وعلى مثل هذا النهج السؤالي، يتصيد بعض السائلين الأحكام التي يريدونها على مزاجهم، من بعض العلماء الذين لهم وزن وتأثير، فبعض المفتين يحكمون بما يسمعون لا بما يرون، فلو كان هذا المفتي «اعمى» ونقل له الحدث على غير ما حدث.. كيف سيفتي؟ ان ازمة الفتيا اضرت في كثير من العلاقات المجتمعية اليوم، فبعض «قراصنة الفتيا» يتعمدون سحب الفتوى التي يريدون على مزاجهم لا لمعرفة الحق، بل لمهاجمة خصم ما.. تجاري كان او حزبي أو طائفي! وكل ذلك لمكاسب دنيوية.. ليس فيها من الآخرة من شيء! بلا شك أن المسؤولية تقع «دائماً» على المفتي، لكن الشيطان قد يختبئ «احياناً» في السؤال!
ناصر بدر العيدان
Nassr.com.kw