| أسيل الظفيري |
أدهشتني عبارة «ان المرء الذي لا يستطيع ان يحل مشكلاته الخاصة يتحول هو نفسه إلى مشكل اجتماعي وإلى عبء على الدولة أو على أسرته أو على عمله» قالها د عبد الكريم بكار في كتاب أفق أخضر، كان سبب الدهشة كيف ان مهارة واحدة قد توفر على الإنسان أن يكون عالة على غيره، فمهارة طرح الأسئلة التي تندرج تحت عنوان كبير اسمه (مهارة حل المشكلات) تتيح لنا ان نرى الأمور بشكل أوضح ومن زوايا خفية لا تظهر من النظرة الأولى، هنا استرجعت مقولة كنت قد قرأتها قبل سنين وهي «ان السؤال الصغير يحدث أثراً مثل أثر الحجر الصغير إذا رميته بالبحيرة، أما السؤال الكبير فيحدث أثراً مثل أثر الحجر الكبير إذا رميته بالبحيرة».
فالإنسان الذي يقوى على طرح الأسئلة يتمتع بقوة نفسية تعينه على تحمل تبعات الإجابة، لأنه حينئذٍ سيواجه نفسه أولاً بقصورها، وهذا بحد ذاته فن، والفن الثاني هو أن نبحث عن دورنا في حل المشكلة وليس البحث عن أخطاء الآخرين، وهنا ننتبه بألا نستصغر أي مجهود يبذل باتجاه الحل واحترام الأعمال الكبيرة فقط، لان هذا ظلم كبير لأنفسنا، فالاستمرار على الأعمال الصغيرة من عدد كبير من الناس، يحدث فرقا هائلا، إن ديننا يحترم الانجازات الصغيرة ويثيبنا عليها، فنُثاب من الكريم على الابتسامة التي رُفع أجرها لمستوى الصدقة والمصافحة وإماطة الأذى عن الطريق ومسح رأس اليتيم.
إن كل مساهمة نساهم بها لحل مشكلة تعتبر ارتقاء فكريا لنا، تضيف إلى رصيدنا الشخصي الكثير من الاحترام لذواتنا وتعزيز إيجابيتنا وثقة بإمكاناتنا بعد التوكل على الله، فيشع ذلك الإنسان بنورانية، وذهن متقد، يعينه على الجرأة لطرح الأسئلة، اعتقد أن ضعف الإيمان بقدرة الحلول الصغيرة على تغيير الحال، وانتظار المعجزات الكبيرة، هو ما يعيق عقولنا عن التفكير، فنقف أمام المشاكل جامدين، إلا ان أصحاب الإيمان بأنهم خلفاء الله في أرضه، وأن الله سخر لهم كوناً بأكمله، يحترمون قدراتهم ويملكون الشجاعة الكافية لمواجهه الأسئلة.
 
@AseelAL-zafiri