| محمد جوهر حيات |
تشرفت بتلبية دعوة اتحاد طلبة الكويت فرع المملكة المتحدة وإيرلندا عبر إدارة الندوة الرياضية بمشاركة الأعزاء لاعبنا الدولي السابق حمد الطيار طالب الدكتوراه في بريطانيا والزميل الإعلامي القطري المميز محمد سعدون الكواري في قناة الجزيرة الرياضية واللاعب العماني المحترف بالدوري الإنجليزي حارس نادي ويغن الفذ علي الحبسي، واستمتعت بفعاليات مؤتمر (بأيدينا نصنع الوطن) حيثُ تنوع الفقرات بمشاركة الضيوف المميزين والمبدعين في مجالاتهم وتخصصاتهم المختلفة والأجمل والأنبل من ذلك هو تفاعل الطلبة الإيجابي مع فقرات وفعاليات المؤتمر بشكل مباشر.
وسعدت جداً بالاختلاط مع الطلبة المغتربين من أجل العلم والتحاور معهم في كافة الشؤون الدراسية والسياسية والرياضية وغيرها، وتيقنت تماماً بأن الجيل القادم هو جيل اعتاد على الانفتاح والجرأة والمصارحة والتطلع والبحث بفضل سهولة الحصول على المعلومة في ظل وجود برامج التواصل الاجتماعي المتعددة والمرتبطة بعالم الشبكة العنكبوتية الملاصقة بالهاتف الجوال!، وهو جيل يسعى إلى الأفضل لا يهوى التعايش في مجتمع تزداد به النعرات العرقية والمذهبية، وتردي المؤسسة التنفيذية والتشريعية، وتراجع البلاد بكافة المجالات السياسية والرياضية والثقافية والأدبية وغيرها! والأهم والمهم كيف ستتعامل السلطتان مع هذا الجيل الشبابي المتطور؟ وكيف ستخلق السلطتان فرصة لهذا الجيل كي يصنع ويُعمر وطنه؟ وكيف يستفيد الوطن من هذه الطاقات الشبابية؟ وكيف نُغيّـر نظرتهم التشاؤمية تجاه وطنهم وسلطاته؟!
ألا يستحق هذا الجيل القادم وطناً تستشري به القيم الإنسانية كالعدالة والمساواة والحرية وتطبق به القوانين بلا استثناءات؟ ألا يستحقون وطنا تخلو منه أمراض الشيخة والطائفية والعرقية والمحاصصة الحكومية في المناصب والوظائف المرموقة والقيادية؟ ألا يستحقون فرصة المشاركة في نهضة الوطن عبر حل مشاكله الصحية والإسكانية والتعليمية والثقافية والبنية التحتية؟! ألا يستحقون وطنا يتعامل مواطنوه مع بعضهم البعض ومع مؤسساته وفق مفهوم (المواطنة)؟! ألا يستحقون حكومة تملك برنامج عمل واقعيا يتماشى مع إمكانيات الوطن بلا بيع للأوهام على الأوراق؟! ألا يستحقون معارضة واعية ومدركة ذات رؤية إصلاحية ومطالب عملية لا تعتمد على التجمعات والاجتماعات والندوات والتصريحات فقط؟! ألا يستحقون حكومة مسؤولة قادرة على مواكبة تطلعات المواطنين والوطن وتقدمه نحو الرُقي؟! ألا يستحق هذا الجيل وزراء يبتكرون ويعملون وليس مُجرد وزراء ينفذون ما تأتيهم من أوامر؟ ألا يستحقون برلمانا يشرع للتنمية بلا عواطف ويراقب بلا تهاون وتراخٍ؟! ألا يستحقون عملا سياسيا منظما قائما على العمل الجماعي الأيديلوجي بعيداً عن الفردية وأشباه التنظيمات السياسية؟! ألا يستحق هذا الجيل وطناً يصنعونه ويُعمرونه بأيديهم؟!
لن ينصلح الحال مادامت الحكومة تتخبط وتتردد وتتراجع، والمجلس منشغل نوابه بالعودة للمقاعد النيابية على حساب التشريع والرقابة، والمعارضة تصرح وتنوح وتلطم بلا خارطة طريق، وشعب مُلطخ بالمجاملات والتقسيم ويمارس ثقافتي الإقصاء والتسامح مع الفساد، ورغم الألم يبقى بالشباب الأمل عبر التمرد الإيجابي والعمل لخلق بيئة تنهض بهذا الوطن، فإما ينتفض الشباب كي يُنعش آمال وطنه أم يصمت ويتلوث بأمراضنا ويساهم بتدمير الوطن معنا!
ألف شكر لاتحاد طلبة الكويت فرع المملكة المتحدة وإيرلندا ونرجو التوفيق والازدهار العلمي والنقابي لكافة طلبتنا واتحاداتهم وقوائمهم الطلابية في الخارج، ونتمنى أن يحققوا ما عجز عنه الاخرون ممن سبقوهم ويكافحوا من أجل وطنهم بكل جدية بلا تهاون وتقصير، فبأيديكم تُصنع الأوطان كما تفضلتم والكفاح طريقكم الأوحد فاستعدوا لذلك... كي لا يموت الحلم!

Mjh_kuwait@hotmail.com
Twitter : @m_joharhayat