| حسين الراوي |
معظم نواب البرلمانات في كل دول العالم الديموقراطية ينقسمون في اتجاهاتهم كنواب لعدة أنواع مختلفة، وهذا الاختلاف يعود لعوامل عدة، منها ما يعود لتربية النائب، ومنها ما يعود لثقافة النائب، ومنها ما يعود لحالته المادية، ومنها ما يعود لشهادته العلمية، ومنها ما يعود لتعصبه العرقي أو القبلي أو العائلي أو الحزبي أو المذهبي.
هذه تقسيمة عامة للاتجاهات معظم نواب البرلمانات في العالم. وإذا قرّبت عدسة الزوم على برلماننا الكويتي سنجد أن التقسيمة عندهم أوضح بكثير وأدق من تلك التقسيمة الواسعة التي ذكرتها في بداية المقال. فأحياناً يضم برلماننا الكويتي نائباً أميناً وصدوقاً، يتحرك وفق ما يمليه عليه ضميره، لا ما تمليه عليه مصالحه الشخصية أو حزبه الذي يقدم محبته له على محبة الوطن، فتراه يمشي بشموخ التقوى، وله هيبة كبيرة وتقدير في قلوب خلق الله تعالى. وأحياناً يضم برلماننا الكويتي نائباً يصل للبرلمان بشيء من الصدفة، حيث إن فوضوية الفزعات والتحالفات وترديد كلمة: «تكفون تكفون تكفون» أوصلوه لكرسي البرلمان وهو غير جدير أبداً لهذا المنصب الكبير، حيث ان الذي يدخل البرلمان لمجرد ترديده لكلمة (تكفون)، هذا شخص لن تجد عنده لا طرحا وطنيا ولا طرحا منطقيا.
وأحياناً يضم برلماننا الكويتي نائباً يصل البرلمان وهو مو فاهم ولا شيء! تمر الأيام والليالي والشهور وهو كالذي خزّن القات في شِقه، ولا له لا بالعِير ولا النفير، ولا يعلم ولا يركز في ما يطرح من قوانين وتشريعات في البرلمان، وبعض الأحيان يتوكل على الله ويبسط كلتا يديه على طاولته تحت قبة البرلمان ثم ينام قرير العين، وعند انتهاء الجلسة يوقظه الفرّاش ثم يقوم من كرسيه ليلبس بشته ويتجه للبيت لكيّ يكمل نومته الميمونة، وهذا النوع من النواب كان كثير الوجود في مجالس الثمانينات والتسعينات. وأحياناً يضم برلماننا الكويتي من دخل البرلمان وهو هلكان جوع، حافي منتف، وعليه ديون كثيرة هدّت حيله، لذا تجد هذا النائب يختصر المشوار من البداية، فيتجه نحو كل شيء ينفخ كرشه ويزيد من أمواله حتى وإن كان هذا المال مالاً حراماً أتى إلى حسابه عبر شبهات قذرة.
أحياناً يضم برلماننا الكويتي نائباً يعشق الأضواء والإعلام ولعلة اللسان والتصاريح الرنانة، ودائماً تجده يهدد ويتوعد المسؤولين، وهو بالأصل صاحب مصالح بحتة، عاش على ابتزاز الناس من خلال عضويته البرلمانية، وهذا الصنف ذكي، وعادة تتبعه مجموعة من الذين انطلت عليهم حيله وألاعيبه. وأحياناً يضم برلماننا الكويتي نائباً تاجراً، لا يهتم إلا بتوسعة نفوذه وتجارته، وهذا الصنف يتمتع بالطمع والجشع، وتمرّ به سنوات طويلة وهو لم يقدم أي مقترح في مصلحة المواطن الكويتي البسيط، بل لعله يقف في أحيان كثيرة ضد سعادة المواطن. وأحياناً يضم برلماننا الكويتي نائباً حزبياً، ولاؤه ووفاؤه ومحبته وسمعه وطاعته لحزبه لا للوطن، وهذا باختصار شديد خسارة فيه أن يُحترم.
وأحياناً يضم البرلمان نائبا يكون مثل حصالة النقود، يضع معزبه في فمه المال لينطلق نحو شخص معيّن يريد ازعاجه ومضايقته، محاولا النيل منه،! وهذا النوع من النواب كثر في الآونة الأخيرة.

@alrawie :Twitter
roo7.net@gmail.com