«لو كنت أعلم خاتمتي» ما كنت بدأت كاتبا صحافياً، مضطراً لمتابعة الأخبار والتعليق عليها، وما شأني أنا العبد الفقير حتى أتابع، وأتعب، واُتعب الناس معي، فالوضع أشبه بسيرك فاشل أو قصة أغرب من غرائب «أليس في بلاد العجائب» ولكن بترجمة كويتية رديئة، فلا شيء يبدو منطقياً.
لهذا لا أعرف كيف أكتب مقالاً، أو من أين أبدأ، قررت في البداية ان أكتب عن تصريح النائب عبد الرحمن الجيران وهو يقول «من السياسة ترك السياسة» وهو المفروض انه سياسي وعضو في مجلس سياسي، يشرّع للدولة ويراقب سياسات الوزراء، وكأني داخل إلى «كباريه» ولكني أجلس وأغمض عيني، وأغلق أذني، حتى لا أسمع الموسيقى الماجنة، ولا أشاهد الراقصة الفاجرة، وأطلب من صاحب البار ان يسقني قدحاً من اللبن.
أردت أن أكمل قصتي مع النائب، ولكني انشغلت بتصريح وزير الصحة، ماذا قال وزير الصحة؟ عفواً لم يصرح الوزير بل غرد في الـ«تويتر»، ففي خضم الأحداث، وتلاطم الأمواج، قرر ان يرسل رابطا عبر الـ«تويتر» لفيلم هندي... و«نماستي» يا حكومتهي، «كيساهي» يا رئيسهي للوزراء، لاننا اكتشفنا ان الوضع بالفعل فيلم هندي، أتعلم لماذا؟ لأن وزارتي الداخلية والشؤون حالياً في جلسة مفاوضات سرية للموافقة على تغيير إقامة الخدم الى إقامة عمل... وهل تعرف يا سمو الرئيس ماذا يعني هذا؟ يعني ان أسعار جلب الخدم سترتفع وستتعدى الألف دينار، يدفعها المواطن، ثم تعلم ماذا يعني ذلك؟ يعني أن الخادمة تأتي ثم تهرب، أو ترفض العمل، فيرجعها الكفيل، فتباع مرة أخرى كعاملة حرة لا خادمة فيربح المكتب، وتربح الخادمة، ويربح الكفيل الجديد الذي لا يستطيع جلب عمالة من الخارج، ويفيض البلد بالعمالة الزائدة، ويخسر المواطن كعادته، فقط لأن أطرافاً في وزارة الشؤون يبدو انها ستستفيد جداً جداً من هذا القرار...!
قلت لكم بأني لا أعرف كيف، ومن أين أبدأ، حتى أعرف إلى أين سينتهي بي المقام، ولكن يبدو انه انتهى إلى اننا قررنا بناء استاد دولي، وإذ بنا نبني أكبر قصرية بالعالم!
واقفل المحضر على ذلك.


جعفر رجب
JJaaffar@hotmail.com