| عبدالعزيز صباح الفضلي |
ربما لم تتعرض جماعة في التاريخ لتشويه صورتها وتلفيق الأكاذيب عليها كما تعرضت له جماعة الإخوان المسلمين، حتى أنك من كثرة ما تقرأ ما يُفترى به عليها، تشعر وكأنهم يتحدثون عن شياطين لا الإخوان المسلمين.
والعجيب أن أغلب من يكذب على هذه الجماعة إما أنه يتحدث بلا دليل، أو يشير إلى ما تدل الحقائق والواقع إلى نقيضه، خذ مثلا ما كتبه أحدهم من أن السيسي استطاع بانقلابه أن يسقط تآمر وتحالف أميركا والإخوان ضد مصر، ولو سألت أي عاقل هل كان السيسي سيجرؤ على الانقلاب لولا الضوء الأخضر الأميركي؟ فبلا تردد ستكون الإجابة بلا.
وهل يستطيع أحد أن يغفل عن محاولات السفيرة الأميركية في زياراتها المتكررة للرئيس مرسي قبل الانقلاب لإقناعه بالتخلي عن كرسي الرئاسة، أو القبول به على أن يكون منصبا شرفيا؟ هل يجهل أحد موقف أميركا المتخاذل من عدم وصف ما جرى في مصر على أنه انقلاب كامل الأركان على رئيس منتخب؟ هل من المتوقع أن يجرؤ السيسي على مجزرة فض اعتصام رابعة والنهضة لولا الإذن المسبق من أميركا؟
مثال آخر على التجنّي والكذب ما تحدثت به عضوة جبهة الإنقاذ على قناة الجزيرة وهذا الكلام يكرره غيرها من أن الإخوان هم أكبر المحرضين على الإرهاب وبأنهم وراء ما يجري في مصر من تفجيرات واغتيالات، وأبسط ما يُرَدّ به عليها هو ما قاله الدكتور صلاح سلطان أحد أعضاء الجماعة بأن عدد الإخوان يقارب المليون في مصر -أي أكثر من تعداد الجيش المصري نفسه- ولو أرادوا استخدام السلاح فلن يكونوا عاجزين عن ذلك لكنهم يؤمنون بالدعوة السلمية والمعارضة السلمية، وهي التي أكدها مرشد الجماعة الدكتور محمد بديع من على منصة رابعة العدوية حين قال إن دعوتنا سلمية وستبقى سلمية، وسلميتنا أقوى من الرصاص.
ومن الأمور المضحكة ما كتبه أحدهم من أن نشئة الإخوان كانت على يد المخابرات البريطانية!؟ لا يا دكتور، لو قال هذا الكلام شخص غير مصري لقلنا ربما هو جاهل بتاريخ مصر، ولو قال هذا الكلام رجل ما زال يعيش في الصحراء أو في مجاهل أفريقيا أو في سيبيريا لقلنا ربما هذا معذور لأنه بعيد عن البلد التي نشأت فيها الجماعة، لكن أن يقول هذا الكلام رجل من أهل مصر فهذا أمر عجب، خاصة أن مؤسس الجماعة الشيخ حسن البنا رحمه الله كان معروفا عند المصريين، وكانت دعوته واضحة معلنة.
الأمر الغريب والعجيب هو اتهام الإخوان بأنهم وراء اشعال الفتنة الطائفية في مصر، وقد أحسن الكاتب والمؤرخ السياسي الدكتور محمد الجوادي عندما رد في إحدى المقابلات على هذا الاتهام -وهو ليس من الإخوان - بقوله كيف يشعل الإخوان الطائفية ونائب حزب العدالة مسيحي، وأحد مساعدي الرئيس مرسي كان مسيحيا، وعندما وقع الهجوم الأخير على الكنيسة وقتل فيه أربعة مسيحيين كان من بين الجرحى مجموعة من الإخوان ممن قدموا للمشاركة في إحدى المناسبات الاجتماعية التي أقيمت في الكنيسة.
لذلك نقول لمن يختلف مع الإخوان انتقد طريقتهم، أسلوبهم، اجتهاداتهم، قراراتهم، فهم بشر يصيبون ويُخطئون، لكن انتبه أن تقول ما ليس فيهم وأنت تعلم، فإثم ذلك يعود عليك وعلى كل من يرددها من بعدك.
***

صناعة الطواغيت
لا أعلم إلى متى يظل البعض يصنع الطاغوت بيده ثم يسجد له، للأسف مر في تاريخنا العربي تأليه بعض القيادات حتى جعلت في مصاف الآلهة.
 
twitter :@abdulaziz2002