| سعد خالد الرشيدي |
اعتذرت السعودية يوم الجمعة الماضي عن عدم قبول مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي في احدث خطوة بحملة المملكة على عجز المجتمع الدولي تجاه معالجة قضايا المنطقة، وهو التعبير المختصر الذي تستخدمه المملكة بشكل عام لوصف الفساد المستشري برأيي في المنظمات الدولية.
ربما يكون الموقف السعودي غير مسبوق في التعبير عن غضب الدول العربية ومن بينهم المملكة نفسها من عجز المجتمع الدولي عن انهاء الحرب الدائرة في سورية والتعامل مع غيرها من قضايا الشرق الاوسط، الا ان إدانة المملكة ما وصفته بازدواجية المعايير لدى التعامل مع قضايا الشرق الاوسط ومطالبتها باصلاحات في مجلس الامن، كما تضمن بيان السعودية الذي بثته وكالة الانباء السعودية الرسمية في هذه الخصوص، يمثل تحولا استراتيجيا في المواقف العربية.
فمن الواضح ان الموقف السعودي تغير كثيراً وخرج مثل عادة كل الدول العربية من نطاق الديبلوماسية بالاكتفاء بالشجب إلى اتخاذ المواقف، ما اثار جدلية واسعة عالميا وعربيا، وردود افعال تفاوتت بين مؤيد ومعارض ومهمش لنتائجه.
فمن ناحية رأت بعض الاوساط السياسية ان الموقف السعودي لن يقدم إضافة إلى القضايا العربية العالقة، وان مجرد وجود او غياب السعودية وغيرها من الدول العربية عن عضوية مجلس الامن لن يغيير الكثير في الموقف الدولي، باعتبار ان الحل الاقوى والأمثل والذي يتعين اتخاذه في مثل هذه الحالات هو استثمار سلاح المال، وسحره في تغيير الخرائط السياسية، اما الضغط السياسي من دون غطاء مالي فلن يترك اي صدى يذكر في ضمير العالم الغربي.
في المقابل هناك رأي اخر مؤيد للموقف السعودي، ويرى من خلاله انه اسس لتوجهات عربية جديدة بعد ان بات بإمكان اي دولة عربية رفض هذا المقعد احتجاجا، ويعتقد اصحاب هذا الرأي بأن الموقف السعودي اتى بعض ثماره على صعيد الديبلوماسية السياسية الدولية، وستســتمر انعكاســـــاته فــــي الظهــــور تباعا.
فمن تابع ردود الافعال العالمية على الموقف السعودي بإمكانه ان يكتشف بسهولة في التصريحات الدولية تأييدها لحالة العجز التي يمر بها مجلس الامن ما يعزز الموقف السعودي بأنه حصل على تأييد واسع، باستثناء الموقف الروسي وهو المعروف عنه انه صاحب المواقف المؤيدة للنظام السوري المستفيد من موقف مجلس الأمن مع الجرائم المرتكبة في دمشق.
لا احد ينكر فشل مجلس الامن في تسوية الصراع الاسرائيلي الفلسطيني واتخاذ خطوات لانهاء الحرب الاهلية في سوريا ووقف الانـــتشار النووي في المنطقة وان مجلس الامن رسخ بمواقف بعض اعــضائه المتطــــــرفة النـــزاعات والمظالم في المنطقة، كما لا احد ينكر ان الاحتجاج السعودي بهذه الطريقة لن يغير الموقف الدولي، الا انه لا يعد مجافاة للموضوعية القول ان الموقف السعودي القى حجرا ثقيلا في المياه العربية والدولية الراكدة.
وهذا لا يعني بالضرورة ان الدول العربية والعالمية لا تعرف بمساوئ العديد من قرارات مجلس الامن، والبعض من هذه الدول فضل التعايش معها، فالجميع يعرف جيدا المواقف الدولية مع القضايا العربية وانها مبنية في غالبيتها على مبدأ المصلحة الشخصية، الا ان ذلك لا يعني التسليم، والتخلي عن اتخاذ المواقف والمبادرات، والاستفادة من مكاسبها السياسية.
ملاحظة: عادة ما تقابل أعظم انجازات العقل البشري بالشك «ارثر شوبنهاور».
اعتذرت السعودية يوم الجمعة الماضي عن عدم قبول مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي في احدث خطوة بحملة المملكة على عجز المجتمع الدولي تجاه معالجة قضايا المنطقة، وهو التعبير المختصر الذي تستخدمه المملكة بشكل عام لوصف الفساد المستشري برأيي في المنظمات الدولية.
ربما يكون الموقف السعودي غير مسبوق في التعبير عن غضب الدول العربية ومن بينهم المملكة نفسها من عجز المجتمع الدولي عن انهاء الحرب الدائرة في سورية والتعامل مع غيرها من قضايا الشرق الاوسط، الا ان إدانة المملكة ما وصفته بازدواجية المعايير لدى التعامل مع قضايا الشرق الاوسط ومطالبتها باصلاحات في مجلس الامن، كما تضمن بيان السعودية الذي بثته وكالة الانباء السعودية الرسمية في هذه الخصوص، يمثل تحولا استراتيجيا في المواقف العربية.
فمن الواضح ان الموقف السعودي تغير كثيراً وخرج مثل عادة كل الدول العربية من نطاق الديبلوماسية بالاكتفاء بالشجب إلى اتخاذ المواقف، ما اثار جدلية واسعة عالميا وعربيا، وردود افعال تفاوتت بين مؤيد ومعارض ومهمش لنتائجه.
فمن ناحية رأت بعض الاوساط السياسية ان الموقف السعودي لن يقدم إضافة إلى القضايا العربية العالقة، وان مجرد وجود او غياب السعودية وغيرها من الدول العربية عن عضوية مجلس الامن لن يغيير الكثير في الموقف الدولي، باعتبار ان الحل الاقوى والأمثل والذي يتعين اتخاذه في مثل هذه الحالات هو استثمار سلاح المال، وسحره في تغيير الخرائط السياسية، اما الضغط السياسي من دون غطاء مالي فلن يترك اي صدى يذكر في ضمير العالم الغربي.
في المقابل هناك رأي اخر مؤيد للموقف السعودي، ويرى من خلاله انه اسس لتوجهات عربية جديدة بعد ان بات بإمكان اي دولة عربية رفض هذا المقعد احتجاجا، ويعتقد اصحاب هذا الرأي بأن الموقف السعودي اتى بعض ثماره على صعيد الديبلوماسية السياسية الدولية، وستســتمر انعكاســـــاته فــــي الظهــــور تباعا.
فمن تابع ردود الافعال العالمية على الموقف السعودي بإمكانه ان يكتشف بسهولة في التصريحات الدولية تأييدها لحالة العجز التي يمر بها مجلس الامن ما يعزز الموقف السعودي بأنه حصل على تأييد واسع، باستثناء الموقف الروسي وهو المعروف عنه انه صاحب المواقف المؤيدة للنظام السوري المستفيد من موقف مجلس الأمن مع الجرائم المرتكبة في دمشق.
لا احد ينكر فشل مجلس الامن في تسوية الصراع الاسرائيلي الفلسطيني واتخاذ خطوات لانهاء الحرب الاهلية في سوريا ووقف الانـــتشار النووي في المنطقة وان مجلس الامن رسخ بمواقف بعض اعــضائه المتطــــــرفة النـــزاعات والمظالم في المنطقة، كما لا احد ينكر ان الاحتجاج السعودي بهذه الطريقة لن يغير الموقف الدولي، الا انه لا يعد مجافاة للموضوعية القول ان الموقف السعودي القى حجرا ثقيلا في المياه العربية والدولية الراكدة.
وهذا لا يعني بالضرورة ان الدول العربية والعالمية لا تعرف بمساوئ العديد من قرارات مجلس الامن، والبعض من هذه الدول فضل التعايش معها، فالجميع يعرف جيدا المواقف الدولية مع القضايا العربية وانها مبنية في غالبيتها على مبدأ المصلحة الشخصية، الا ان ذلك لا يعني التسليم، والتخلي عن اتخاذ المواقف والمبادرات، والاستفادة من مكاسبها السياسية.
ملاحظة: عادة ما تقابل أعظم انجازات العقل البشري بالشك «ارثر شوبنهاور».