| منى فهد عبدالرزاق الوهيب |
كلنا نعلم بأن استعراض تاريخنا الخاص يعني التأمل والتبصر بكل مواقف وأحداث حياتنا الشخصية، والمراجعة الشخصية تفتح لنا آفاق التعلم والاعتبار مما مضى، ويزداد نضجنا أكثر إن تمكنا من النظر في تاريخ الآخرين وسيرهم الخاصة. لتصبح لدينا فهارس وقواميس حياتية نرجع إليها متى ما شعرنا بالحاجة إليها. إن سجل حياة كل واحد منا مملوء بالمؤشرات ذات الدلالات الكبيرة والجلية، ولديه مجموعة رؤى تشكل نظرته للحياة، وبعض من رؤانا قد تشكل وتبلور وتعمق بل وتحول إلى معتقدات ومسلّمات راسخة لا يمكن التنازل عنها أو التفريط فيها.
إن المراجعة الشخصية تحفزنا على أن نُحسن من أوضاعنا على المستويين الشعوري والسلوكي، وتزيد من وعينا بأنفسنا، وتدفعنا نحو مدارج الصلاح والازدهار، عندما نحرز نوعا من التفوق على أنفسنا، وتقوي من عزائمنا لنقوم بدورنا التربوي تجاه أنفسنا وتجاه الأبناء في الجوانب السلوكية والعقلية والروحية. ومن خلال التبصر الذاتي سندرك أن كثيراً من الأخطاء التي وقعنا فيها كان بسبب فصل أنفسنا عن تاريخنا الشخصي، أو تجميد مبادئنا وقناعاتنا بحيث تكون مخالفة ومضادة لسلوكياتنا.
ما دعاني لكتابة هذا المقال تلك السيدة التي تحاورني وتحاول اقناعي أن أفصل مبادئي عن حياتي العامة! وكان سبب الحوار والنقاش إحدى الثقافات الخاطئة السائدة بالمجتمع والتي نحتاج بحزم أن نستأصلها من جذورها، وهي التهاون والتساهل في اختراق القوانين ابتداءً من نواة المجتمع الأسرة وانتهاءً بالحرم المدرسي والوظيفي والأماكن العامة والطرقات. عندما يتغيب آلاف الطلاب عن مدارسهم قبل العطل الرسمية الموسمية، والعاملون والموظفون بمؤسسات الدولة في القطاعين الحكومي والخاص منها، نقر بأن هناك أزمة مبادئ، وكل هذه الفئات تناست أن لمبادئنا علينا حق، بأن نبلورها ونوظفها في سائر حياتنا لتنظمنا وتحفظنا من الفوضى العقلية والشعورية والسلوكية.
إن الإنسان الذي توجهه المنافع والمصالح والأفكار والمعلومات بعيداً عن المبادئ، فإنه خائف دائما، متلجلج متناقض، لأنه محروم من نور البصيرة الذي تُشعّه المبادئ والقناعات والثقافات الصحيحة الراسخة. أما إنسان المبادئ يتحلى بالجرأة والإقدام على التغيير والتطوير، لأن مبادئه توفّر له الأرضية الصلبة للحركة بكل ثقة وثبات، لذلك نجده يشعر بالاطمئنان والارتياح تجاه ما يقوم به من تغييرات منظومة في سلك واحد، ويخضع لرؤية واحدة، وهو إنسان قابل للفهم وللتفسير دائماً وأبداً لتوافق وتطابق مبادئه مع عقله وشعوره وسلوكه.
المسلم الحق لا يستمد قوته إلا من ثقته بربه وعونه له على السير في الطريق الصحيح الذي يؤدي إلى النجاح والفلاح، ومن ثم إحساسه بالمسؤولية تجاه هويته واحترامه لذاته وثقته بكفاءاته وقدراته، لا تتجلى شخصية الإنسان الحقة إلا لدى أصحاب المبادئ، فهم يستمدون من مبادئهم ما يعينهم على الصمود في وجه الثقافات الخاطئة، ويستمدون من المبادئ العزيمة على مقاومة الباطل وأصحابه، وعدم الرضوخ والاستسلام لأعراف وثقافات تخالف وتناقض مبادئه.
إن توظيف المبادئ في حياتنا باتت أمانة على عواتقنا، لنكثر من سواد أصحاب المبادئ، لأن صاحب المبدأ حين يأتي لتحقيق ما يطمح إليه، فإنه يبحث عن الأساليب المشروعة لذلك، فلا يكذب، ولا يغش، ولا يخدع، ولا يرتشي، ولا يفوّت الفرائض والواجبات، أو يتنازل عن كرامته في سبيل الوصول إلى ما يريده. إن مبادئه تضبط مشاعره، كما تضبط تطلعاته وتحركاته وشأنه كله.
m.alwohaib@gmail.com
twitter: @mona_alwohaib
كلنا نعلم بأن استعراض تاريخنا الخاص يعني التأمل والتبصر بكل مواقف وأحداث حياتنا الشخصية، والمراجعة الشخصية تفتح لنا آفاق التعلم والاعتبار مما مضى، ويزداد نضجنا أكثر إن تمكنا من النظر في تاريخ الآخرين وسيرهم الخاصة. لتصبح لدينا فهارس وقواميس حياتية نرجع إليها متى ما شعرنا بالحاجة إليها. إن سجل حياة كل واحد منا مملوء بالمؤشرات ذات الدلالات الكبيرة والجلية، ولديه مجموعة رؤى تشكل نظرته للحياة، وبعض من رؤانا قد تشكل وتبلور وتعمق بل وتحول إلى معتقدات ومسلّمات راسخة لا يمكن التنازل عنها أو التفريط فيها.
إن المراجعة الشخصية تحفزنا على أن نُحسن من أوضاعنا على المستويين الشعوري والسلوكي، وتزيد من وعينا بأنفسنا، وتدفعنا نحو مدارج الصلاح والازدهار، عندما نحرز نوعا من التفوق على أنفسنا، وتقوي من عزائمنا لنقوم بدورنا التربوي تجاه أنفسنا وتجاه الأبناء في الجوانب السلوكية والعقلية والروحية. ومن خلال التبصر الذاتي سندرك أن كثيراً من الأخطاء التي وقعنا فيها كان بسبب فصل أنفسنا عن تاريخنا الشخصي، أو تجميد مبادئنا وقناعاتنا بحيث تكون مخالفة ومضادة لسلوكياتنا.
ما دعاني لكتابة هذا المقال تلك السيدة التي تحاورني وتحاول اقناعي أن أفصل مبادئي عن حياتي العامة! وكان سبب الحوار والنقاش إحدى الثقافات الخاطئة السائدة بالمجتمع والتي نحتاج بحزم أن نستأصلها من جذورها، وهي التهاون والتساهل في اختراق القوانين ابتداءً من نواة المجتمع الأسرة وانتهاءً بالحرم المدرسي والوظيفي والأماكن العامة والطرقات. عندما يتغيب آلاف الطلاب عن مدارسهم قبل العطل الرسمية الموسمية، والعاملون والموظفون بمؤسسات الدولة في القطاعين الحكومي والخاص منها، نقر بأن هناك أزمة مبادئ، وكل هذه الفئات تناست أن لمبادئنا علينا حق، بأن نبلورها ونوظفها في سائر حياتنا لتنظمنا وتحفظنا من الفوضى العقلية والشعورية والسلوكية.
إن الإنسان الذي توجهه المنافع والمصالح والأفكار والمعلومات بعيداً عن المبادئ، فإنه خائف دائما، متلجلج متناقض، لأنه محروم من نور البصيرة الذي تُشعّه المبادئ والقناعات والثقافات الصحيحة الراسخة. أما إنسان المبادئ يتحلى بالجرأة والإقدام على التغيير والتطوير، لأن مبادئه توفّر له الأرضية الصلبة للحركة بكل ثقة وثبات، لذلك نجده يشعر بالاطمئنان والارتياح تجاه ما يقوم به من تغييرات منظومة في سلك واحد، ويخضع لرؤية واحدة، وهو إنسان قابل للفهم وللتفسير دائماً وأبداً لتوافق وتطابق مبادئه مع عقله وشعوره وسلوكه.
المسلم الحق لا يستمد قوته إلا من ثقته بربه وعونه له على السير في الطريق الصحيح الذي يؤدي إلى النجاح والفلاح، ومن ثم إحساسه بالمسؤولية تجاه هويته واحترامه لذاته وثقته بكفاءاته وقدراته، لا تتجلى شخصية الإنسان الحقة إلا لدى أصحاب المبادئ، فهم يستمدون من مبادئهم ما يعينهم على الصمود في وجه الثقافات الخاطئة، ويستمدون من المبادئ العزيمة على مقاومة الباطل وأصحابه، وعدم الرضوخ والاستسلام لأعراف وثقافات تخالف وتناقض مبادئه.
إن توظيف المبادئ في حياتنا باتت أمانة على عواتقنا، لنكثر من سواد أصحاب المبادئ، لأن صاحب المبدأ حين يأتي لتحقيق ما يطمح إليه، فإنه يبحث عن الأساليب المشروعة لذلك، فلا يكذب، ولا يغش، ولا يخدع، ولا يرتشي، ولا يفوّت الفرائض والواجبات، أو يتنازل عن كرامته في سبيل الوصول إلى ما يريده. إن مبادئه تضبط مشاعره، كما تضبط تطلعاته وتحركاته وشأنه كله.
m.alwohaib@gmail.com
twitter: @mona_alwohaib