| كتب مدحت علام |
لدى الإعلامي الزميل تركي الدخيل افكاره ورؤاه الخاصة في ما يتعلق بمفهوم الاعلام... وما يمثله للمجتمع من اهمية قصوى في شتى المجالات... وعلى هذا الاساس فان الملتقى الثقافي - لصاحبه الروائي طالب الرفاعي - قد استضافه في محاضرة شديدة الخصوصية تحدث فيها الدخيل عن مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال سلبياتها وايجابياتها، وذلك عبر رؤى محايدة وموضوعية، وتحليل دقيق لكل ما يتعلق بمثل هذه المواقع من اشكاليات وملامح وتداعيات.
والمحاضرة التي حظيت بحضور نخبة من المثقفين ادارها الكاتب خالد النصر الله.
وفي سياق حديثه اعطى الدخيل فكرة تاريخية عن نشأة مواقع التواصل الاجتماعي، وما حققته من تغيرات واضحة في نسيج المجتمع بداية من منتصف التسعينات، حينما كانت بعض المواقع الالكترونية توفر محادثات الكترونية وبريدا الكترونيا، ونظراً لعدم وجود دعم مادي لهذه المواقع فان اصحابها قاموا باغلاقها في نهاية التسعينات.
وتحدث الدخيل عن ظهور مواقع اخرى في نهاية عام 1999 حتى عام 2001 ثم ظهور «الفيس بوك»، وتويتر، وما حققاه من نجاحات متميزة على صعيد التواصل الالكتروني.
واشار المحاضر الى قلة الدراسات التي تتناول تأثير مثل هذه المواقع من خلال استغلال المراهقين، وصــناعة هوية جديدة، والادمان على الدخول الى هذه المواقع، وما تسببته من خلل في التواصل الاجتماعي الحقيقي.
وطرح الدخيل سؤاله من واقع الدراسات الاجتماعية لمثل هذه المواقع مفاده: «لماذا تفوق الاعلام الجديد على نظيره القديم؟ مجيباً من خلال سرده لبعض الاسباب لعل من اهمها ان الاعلام الجديد كسر حدة التقليدية في الاعلام القديم مثل المراسل والمادة الصحافية المرسل والوسيلة والمستقبل، حيث ان المرسل في الاعلام القديم كان هو الاعلامي والمستقبل هو المشاهد او القارئ... مؤكداً ان الاعلام الجديد نسف
هذه القاعدة، وقدم المعلومة بشكل أسرع في نقل الخبر والرأي، وبالتالي كان الوقت في صالح الإعلام الجديد، وعلى هذا الأساس تطورت القنوات الفضائية التي استطاعت ارسال الأخبار بشكل ســــريع ومتــــواصــل.
ثم طرح الدخيل سؤاله: ما دافع النشر على المواقع الإلكترونية؟، مجيباً بقوله: «يرجع ذلك إلى اهتمام الناس بالسبق الصحافي الذي لم يصبح حكراً على الصحافيين والإعلاميين».
وأوضح الدخيل أن من ايجابيات الإعلام الجديد أنه رفع سقف الحرية... إلى درجة أنه خرق السقف، ولم يعد هناك ثمة رقابة، التي انعدمت، وأصبحت الرقابة الذاتية هي المعتمد عليها في هذه المسألة، وذلك من خلال الوعي... وعليه فقد فُتح باب النشر للجميع.
في حين تطرق الدخيل الى سلبيات الإعلام الجديد، مؤكداً أن مميزاته يمكن اعتبارها عيوباً»، منها ضعف المصادر، فباستطاعة أي شخص يعمل على هذه المواقع أن يضع أي خبر وأن يذيله باسمه أو باسم مستعار أو رمزي، أو حتى بانتحال أي شخصية معروفة أو غير معروفة، من دون أن تلاحقه الرقابة، بالاضافة الى عدم وجود مساحات مقننة للحقوق، فأصبحت مساحات التجريح متاحة، وبالتالي فإن من الصعب ملاحقة هذا الشخص - الذي قام بالتجريح - وتقديم اسمه للقضاء.
ومن ثم طرح الدخيل سؤالاً مهماً: «هل تفوقت وسائل الإعلام الجديدة على القديمة... وهل أصبحت طاردة لها؟ مؤكداً ان على الإعلام القديم تحديات كثيرة لعل من أبرزها قدرتها على التطور لمواكبة العصر، والقدرة على المواجهة... واستطرد قائلاً: «عندما ظهرت القنوات الفضائية أصبح الخبر يظهر بشكل أسرع، والتي استمرت وتميزت، هي القناة التي حاولت البحث عما وراء الخبر.
وكشف الدخيل أن وسائل التواصل الاجتماعي تطورت مع الأجهزة الذكية - وعلى حسب رؤيته - أن ذلك ملمح من ملامح الادمان على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال الدخيل: «نحن انغمسنا في هذه الوسائل، حتى اصبحت جزءا منا... واصبحنا نقيّم الهواتف الذكية من خلال توافقها مع وسائل التواصل الاجتماعي لدرجة انها اصبحت ملتصقة بنا».
واضاف الدخيل: «ندافع عن الاعلام القديم، لأننا لم نعتد على الجديد، فنحن لا نحتاج ان تحارب هذه الوسائل بقدر حاجتنا لتوظيفها في ما يتوافق مع قيمنا».
وأكد بقوله: «نحن اصحاب الاعلام القديم جعلنا الاعلام الجديد يسحب البساط من تحت اقدامنا لأننا لم نطور مساحة الحرية، وآليات الاحترافية»، وقال: «ليس صحيحا ان ارتفاع سقف الحرية يرفع او يزيد من سقف المهنية، فقد يكون هناك سقف مرتفع للحرية في بلد ما غير ان المهنية غير متطورة».
وأوضح الدخيل في اجابته عن مداخلات الحضور الى ان لدينا ضعفا في الصحافة التحقيقية، لأن الصحافة هي انعكاس لتطور المجتمع وتنميته وهي انعكاس لحالة المجتمع ومنظومته التعليمية، ولدينا الاحداث المفصلية تتساوى مع الاحداث التقليدية، وذلك بسبب التنافس على جمهور قليل.
وقال وكيل وزارة الاعلام غالب العصيمي في مداخلته «العصفور الازرق اصبح الآن من ابرز وسائل التواصل الاجتماعي... وان العربي حول هذه الوسائل الى محادثة - شات - فأين المستقبل في هذا الموضوع... هل سيصبح جزءا من تفاصيل حياتنا ام انه سيتلاشى وينتهي؟
وبالتالي اكد الدخيل اننا نحن الذين نقلنا كل ازماتنا الى هذه الوسائل... فمشاكلنا لم توجد مع التواصل الاجتماعي، ولكنها اظهرت سوءاتنا.
وقال: «مارسنا الحرية بلا وعي... فليس من حق اي احد استخدام الحرية للاساءة.
وأكد الدخيل بقوله: «يجب ان نقر بأن وسائل التواصل الاجتماعي سلطة... ساهمت في تعزيز الحراك في الربيع العربي، ولكنها لم تخلقه... لأن هناك اشكاليات ساهمت فيها.
لدى الإعلامي الزميل تركي الدخيل افكاره ورؤاه الخاصة في ما يتعلق بمفهوم الاعلام... وما يمثله للمجتمع من اهمية قصوى في شتى المجالات... وعلى هذا الاساس فان الملتقى الثقافي - لصاحبه الروائي طالب الرفاعي - قد استضافه في محاضرة شديدة الخصوصية تحدث فيها الدخيل عن مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال سلبياتها وايجابياتها، وذلك عبر رؤى محايدة وموضوعية، وتحليل دقيق لكل ما يتعلق بمثل هذه المواقع من اشكاليات وملامح وتداعيات.
والمحاضرة التي حظيت بحضور نخبة من المثقفين ادارها الكاتب خالد النصر الله.
وفي سياق حديثه اعطى الدخيل فكرة تاريخية عن نشأة مواقع التواصل الاجتماعي، وما حققته من تغيرات واضحة في نسيج المجتمع بداية من منتصف التسعينات، حينما كانت بعض المواقع الالكترونية توفر محادثات الكترونية وبريدا الكترونيا، ونظراً لعدم وجود دعم مادي لهذه المواقع فان اصحابها قاموا باغلاقها في نهاية التسعينات.
وتحدث الدخيل عن ظهور مواقع اخرى في نهاية عام 1999 حتى عام 2001 ثم ظهور «الفيس بوك»، وتويتر، وما حققاه من نجاحات متميزة على صعيد التواصل الالكتروني.
واشار المحاضر الى قلة الدراسات التي تتناول تأثير مثل هذه المواقع من خلال استغلال المراهقين، وصــناعة هوية جديدة، والادمان على الدخول الى هذه المواقع، وما تسببته من خلل في التواصل الاجتماعي الحقيقي.
وطرح الدخيل سؤاله من واقع الدراسات الاجتماعية لمثل هذه المواقع مفاده: «لماذا تفوق الاعلام الجديد على نظيره القديم؟ مجيباً من خلال سرده لبعض الاسباب لعل من اهمها ان الاعلام الجديد كسر حدة التقليدية في الاعلام القديم مثل المراسل والمادة الصحافية المرسل والوسيلة والمستقبل، حيث ان المرسل في الاعلام القديم كان هو الاعلامي والمستقبل هو المشاهد او القارئ... مؤكداً ان الاعلام الجديد نسف
هذه القاعدة، وقدم المعلومة بشكل أسرع في نقل الخبر والرأي، وبالتالي كان الوقت في صالح الإعلام الجديد، وعلى هذا الأساس تطورت القنوات الفضائية التي استطاعت ارسال الأخبار بشكل ســــريع ومتــــواصــل.
ثم طرح الدخيل سؤاله: ما دافع النشر على المواقع الإلكترونية؟، مجيباً بقوله: «يرجع ذلك إلى اهتمام الناس بالسبق الصحافي الذي لم يصبح حكراً على الصحافيين والإعلاميين».
وأوضح الدخيل أن من ايجابيات الإعلام الجديد أنه رفع سقف الحرية... إلى درجة أنه خرق السقف، ولم يعد هناك ثمة رقابة، التي انعدمت، وأصبحت الرقابة الذاتية هي المعتمد عليها في هذه المسألة، وذلك من خلال الوعي... وعليه فقد فُتح باب النشر للجميع.
في حين تطرق الدخيل الى سلبيات الإعلام الجديد، مؤكداً أن مميزاته يمكن اعتبارها عيوباً»، منها ضعف المصادر، فباستطاعة أي شخص يعمل على هذه المواقع أن يضع أي خبر وأن يذيله باسمه أو باسم مستعار أو رمزي، أو حتى بانتحال أي شخصية معروفة أو غير معروفة، من دون أن تلاحقه الرقابة، بالاضافة الى عدم وجود مساحات مقننة للحقوق، فأصبحت مساحات التجريح متاحة، وبالتالي فإن من الصعب ملاحقة هذا الشخص - الذي قام بالتجريح - وتقديم اسمه للقضاء.
ومن ثم طرح الدخيل سؤالاً مهماً: «هل تفوقت وسائل الإعلام الجديدة على القديمة... وهل أصبحت طاردة لها؟ مؤكداً ان على الإعلام القديم تحديات كثيرة لعل من أبرزها قدرتها على التطور لمواكبة العصر، والقدرة على المواجهة... واستطرد قائلاً: «عندما ظهرت القنوات الفضائية أصبح الخبر يظهر بشكل أسرع، والتي استمرت وتميزت، هي القناة التي حاولت البحث عما وراء الخبر.
وكشف الدخيل أن وسائل التواصل الاجتماعي تطورت مع الأجهزة الذكية - وعلى حسب رؤيته - أن ذلك ملمح من ملامح الادمان على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال الدخيل: «نحن انغمسنا في هذه الوسائل، حتى اصبحت جزءا منا... واصبحنا نقيّم الهواتف الذكية من خلال توافقها مع وسائل التواصل الاجتماعي لدرجة انها اصبحت ملتصقة بنا».
واضاف الدخيل: «ندافع عن الاعلام القديم، لأننا لم نعتد على الجديد، فنحن لا نحتاج ان تحارب هذه الوسائل بقدر حاجتنا لتوظيفها في ما يتوافق مع قيمنا».
وأكد بقوله: «نحن اصحاب الاعلام القديم جعلنا الاعلام الجديد يسحب البساط من تحت اقدامنا لأننا لم نطور مساحة الحرية، وآليات الاحترافية»، وقال: «ليس صحيحا ان ارتفاع سقف الحرية يرفع او يزيد من سقف المهنية، فقد يكون هناك سقف مرتفع للحرية في بلد ما غير ان المهنية غير متطورة».
وأوضح الدخيل في اجابته عن مداخلات الحضور الى ان لدينا ضعفا في الصحافة التحقيقية، لأن الصحافة هي انعكاس لتطور المجتمع وتنميته وهي انعكاس لحالة المجتمع ومنظومته التعليمية، ولدينا الاحداث المفصلية تتساوى مع الاحداث التقليدية، وذلك بسبب التنافس على جمهور قليل.
وقال وكيل وزارة الاعلام غالب العصيمي في مداخلته «العصفور الازرق اصبح الآن من ابرز وسائل التواصل الاجتماعي... وان العربي حول هذه الوسائل الى محادثة - شات - فأين المستقبل في هذا الموضوع... هل سيصبح جزءا من تفاصيل حياتنا ام انه سيتلاشى وينتهي؟
وبالتالي اكد الدخيل اننا نحن الذين نقلنا كل ازماتنا الى هذه الوسائل... فمشاكلنا لم توجد مع التواصل الاجتماعي، ولكنها اظهرت سوءاتنا.
وقال: «مارسنا الحرية بلا وعي... فليس من حق اي احد استخدام الحرية للاساءة.
وأكد الدخيل بقوله: «يجب ان نقر بأن وسائل التواصل الاجتماعي سلطة... ساهمت في تعزيز الحراك في الربيع العربي، ولكنها لم تخلقه... لأن هناك اشكاليات ساهمت فيها.