أنهى فريق من العمال المهرة حياكة وخياطة وتطريز الكسوة الجديدة للكعبة المطرزة بخيوط من الذهب مكتوب بها آيات قرآنية.
وعلى الرغم من التقدم الكبير الذي طرأ على آلات الصناعة الحديثة فإن كسوة الكعبة التي تُبدل مرة واحدة كل عام تحتاج الى ثمانية أشهر لينتهي فريق العمال المهرة من صناعتها.
ويجري تلبيس الكسوة الجديدة للكعبة في احتفال يقام يوم التاسع من ذي الحجة وهو يوم عرفة والذي يتزامن هذا العام مع يوم الاثنين الموافق 14 أكتوبر الجاري.
ويقول محمد بن عبد الله باجودة المدير العام لمصنع كسوة الكعبة المشرفة ان الثوب الواحد من الكسوة يبلغ مسطحه 658 مترا مربعا ويستهلك 670 كيلوغراما من الحرير الطبيعي الذي يستورد من ايطاليا وسويسرا.
ويكلف انتاج ثوب واحد من كسوة الكعبة 22 مليون ريال سعودي (نحو 6 ملايين دولار).
 واوضح باجودة ان التكلفة يمكن ان تختلف.
وقال "كمية الذهب والفضة حوالي 120 كيلوغرام والحرير 670 كيلو. والتكلفة مرتبطة بسعر اليورو"
ويعمل نحو 210 عمال كلهم من السعوديين الرجال في مصنع كسوة الكعبة المشرفة لانتاج الكسوة، وما ان تكتمل واحدة حتى يبدأ العمال مباشرة في انتاج كسوة أخرى.
وما ان ترفع الكسوة القديمة عن الكعبة كل عام حتى تقطع الى قطع صغيرة توزع كهدايا على كبار الشخصيات والهيئات الاسلامية.
وقال حسنين الشريف رئيس قسم التطريز والذي يعمل في مصنع كسوة الكعبة منذ أكثر من 30 عاما ان احد أكثر العمليات استهلاكا للوقت هي حياكة الخطوط الاسلامية بالذهب على الكسوة وهي مهارة تنتقل من جيل الى جيل.
وأضاف الشريف ان الراغبين في التدريب على العمل بمصنع الكسوة يقدمون طلبات للعمل بالمصنع، موضحا ان لديه عشرة متدربين الآن يتدرب منهم ستة في قسم التطريز تحت اشراف أحد العمال.
وقال ان فترة التدريب تستمر ثلاثة أشهر وقد تستمر لمدة عام يتخرج بعدها العامل الذي يجتاز التدريب.
ويأتي جميع العاملين تقريبا من مدينة مكة ويعمل معظمهم في مصنع الكسوة طوال حياتهم.
وقبل افتتاح مصنع كسوة الكعبة المشرفة في عام 1927 كانت الكسوة المؤلفة من 47 قطعة تصنع في مصر وتجلب موادها من السودان والهند ومصر والعراق.
وقال سلمان اللقماني رئيس قسم النسيج الالي في مصنع الكسوة انه لم تدخل الالات في عملية تصنيع المواد التي تصنع منها الكسوة في مكة سوى قبل 25 عاما.
(رويترز)