| كتب عبدالعزيز اليوسف |
البومة، الطائر المتهم والمظلوم سيء السمعة، فهو طائر النحس، وأول ما يسمع صوته في الخرائب، ويتشائم منه الناس، لكن في الواقع هذا الطائر اللطيف **الجميل هو دائماً ما يرمز للحكمة والوقار في القديم والحديث، فهو طائر وديع وشديد الوداعة، مستسلما وفيه هدوء وحب شديد للإنسان، وهو خادم خاص للفلاح، حيث يطهر أرضه كاملةً مجانا ولوجه الله.
وتأكل البومة الواحدة ما يقارب 5 آلاف فأر بالسنة، فأذا كان لدى الفلاح عشر بومات فمعنى ذلك إنه سيتم القضاء على 50 ألف فأر بالسنة، ومن غير أي أضرار ولا أعراض جانبية ولا فضلات أو سموم مثل المبيدات الحشرية والـ«دي دي تي».
وطائر البومة فيه وداعة وهدوء غريبين ويمكن أن تربى وتستأنس مثل القطط، وهي منتشرة في أرجاء العالم كله، في أميركا الشمالية، وأميركا الجنوبية، وأوروبا من شمالها في السويد إلى جنوبها في إيطاليا، وشمال أفريقيا، وجنوب أفريقيا، ووسط أفريقيا، والهند، وكثير من مناطق آسيا.
والبومة صيادة ليل متخصصة، وعينها أقوى وأحد بصراً من عين الإنسان ب100 مرة، والعدسة الموجودة داخل العين شديدة التحدب، وذلك يعطيها قوة رؤية مضاعفة، وتستطيع أن ترى في الظلام المطلق بوضوح تام.
وعين البومة ثابتة في المحجر لا تتحرك أبداً، وهي بخلاف كل الطيور، فعينا البومة أماميتان بينما الطيور الأخرى تكون أعينهم في الجنب، أي عين في جنب الرأس على يمين الوجه، والأخرى في الجانب الآخر في الشمال.
أما البومة، إذا استقبلت وجهها ترى أعينها في الأمام، وبالرغم أن العينين ثابتتين في المحجر وأماميتين لاتتحرك إلا أن البومة تعوض ذلك بحركة الرأس، حيث تستطيع أن تلف رأسها 260 درجة، وتكاد تصل إلى الخلف كلياً.
وتم عمل تجربة لتحديد قوة الرؤية للبومه ليلاً ونهاراً، فرمي لها في النهار فأر في مساحة شاسعة جدا وكانت البومة جالسة على لوح خشبي في أعلى المكان، فلما رأت الفأر نزلت عليه بالضبط دون خطأ، ولم تكن تحتاج أي خطوة اضافية للحاق به أو شيء... فجاءوا بالليل وفي ظلام مطلق لا يرى شيء أبدا ورموا فأراً آخر، وأخذوا يراقبون عبر أشعة «الانفلررد» وإذا بها تنقض عليه بالضبط دون أي خطأ وبنفس الكفاءه.