| بيروت - القدس «الراي» |
«... دفعة اولى على حساب الصفقة الاخيرة»، هكذا يمكن اختصار عملية التبادُل التي تمت امس بين «حزب الله» واسرائيل برعاية الأمم المتحدة عبر وسيط الماني، والتي عاد معها الأسير اللبناني نسيم نسر الى الحرية في أرض الوطن، واستعادت الدولة العبرية اشلاء جنود لها قتلوا في «حرب يوليو» 2006.ورغم وضع تل ابيب، إطلاق نسر من الاسر في إطار عملية «طرْد» بعد انتهاء فترة محكوميته (حُكم عليه بالسجن العام 2002 ست سنوات بتهمة التعاون مع «حزب الله»)، فان عودته الى لبنان عبر اللجنة الدولية للصليب الاحمر و«دفْع» الحزب لقاء استرجاعه «ثمناً» بات معهوداً في صفقات التبادل، جعل «التسليم والتسلّم» بمثابة «بروفة» على طريق التمهيد لـ «ام الصفقات» التي كان الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله اعلن في 26 مايو الماضي انها باتت «قرية جداً»، وستشمل إطلاق عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية سمير القنطار وثلاثة من رفاقه أُسروا في حرب يوليو 2006 وتسليم جثامين عشرة شهداء من المقاومة، في مقابل إفراج «حزب الله» عن الجنديين اللذين أسرهما خلال عملية استهدفت دوريتهما في منطقة الحدود قرب بلدة عيتا الشعب في 12 يوليو 2006.وكان نسر وصل الى رأس الناقورة في سيارة للجنة الدولية للصليب الاحمر آتية من الاراضي الاسرائيلية، قبل ان يستقلّ سيارة اخرى كانت تنتظره في المكان وانتقل فيها الى بلدة الناقورة حيث اعدّ له «حزب الله» احتفالا شعبيا وخطابياً حاشدا.وما ان وصل الموكب، الى نقطة اللقاء التي كان يوجد فيها مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» الحاج وفيق صفا وضباط من الجيش اللبناني و«اليونيفيل»، حتى قال صفا وهو يقف امام صندوق خشبي ساد الاعتقاد انه ربما يكون منصة ليتسنى لنسيم الحوار مع الصحافيين: «أخ نسيم أهلا وسهلا بك، نشكر الصليب الاحمر الدولي واليونيفيل والدولة اللبنانية... وهذا الصندوق يحتوي على بعض اشلاء لجنود العدو تركه في حرب يوليو في أرض المعركة نسلمها الى الصليب الاحمر الدولي، وهذا كل شيء ولا حديث حفاظا على سرية ما يجري».وألقى نسر الذي وضع حول عنقه وشاحا اصفر كناية عن علم «حزب الله» كلمة مقتضبة امام مستقبليه شكر فيها نصرالله، ووجه تحية الى كل الاسرى في السجون الاسرائيلية، معبّرا عن امله بعودتهم جميعا الى وطنهم.وقال «مبروك للبنان. مبروك لسماحة السيد حسن نصرالله. ان شاء الله قريبا جدا سنشهد عودة الاسرى اللبنانيين الى الاراضي اللبنانية. اتوجه بالتحية للسيد نصرالله. وتحية شكر للمقاومة في لبنان والى عوائل الشهداء وعوائل الاسرى».ولدى وصوله الى الناقورة كانت والدته (يهودية اسرائيلية اصلا اعتنقت الاسلام) وأفراد عائلته وحشد من الناس في انتظاره. وبعد معانقة امه اخذ يسلم على مستقبليه بينما كانت تتردد كلمة «مبروك».وتولى «حزب الله» تنظيم الاحتفال اذ انتشر عناصره في كل مكان وهم يرتدون لباسا اسود وقبعات كتب عليها «نصر من الله». ورفعت اعلام الحزب واعلام فلسطينية.وألقى مسؤول «حزب الله في الجنوب نبيل قاووق كلمة اكد فيها ان تحرير الاسرى «الهم الاول» للحزب، وقال: «ها هو نسيم المقاومة يطلق الى شمس الحرية، نسر المعتقلين المناضل البطل نسيم نسر. اليوم ونحن نقيم الحفل والعرس بعودة نسيم نسر، نتطلع الى المستقبل القريب جدا بعودة اسرانا وسيكون هناك انتصار جديد للمقاومة وللبنان والعرب والامة بعودة ابطالها وعلى رأسهم البطل سمير القنطار».ومن ثم توجه الاسير نسر، الذي يحمل الجنسية الاسرائيلية، بموكب سيار الى بلدته البازورية (مسقط السيد نصر الله) حيث استقبله الاهالي بالزغاريد والترحيب ونثر الورود والارز وتوجه على اثرها الى مقبرة البلدة لتلاوة سورة الفاتحة عن روح والده اللبناني، وثم الى منزله وسط حشد جماهيري من ابناء البلدة. وفي القدس، وصف نائب وزير الخارجية الإسرائيلي مجلي وهبي، امس، شروط «حزب الله» لإتمام صفقة تبادل الأسرى بأنه «غير مقبولة».ونقلت اذاعة «صوت إسرائيل» عن وهبي أن هذه الشروط «لا تستهدف الا تمجيد نصر الله».