تناولت وسائل الاعلام خلال الايام الماضية نقل ردات فعل المواطنين ونواب مجلس الامة من التشكيلة الحكومية الجديدة والتي اعتبرها البعض تشكيلة متعمدة من اجل تفجير الصراع وجر المجلس إلى الصدام ثم التمهيد للحل غير الدستوري للمجلس وانا لا اريد ان انجرف الى هذا الحد في تصوير اسباب التشكيلة الحكومية بهذه الطريقة، ولكن اقول بأن السبب الرئيسي هو عدم القدرة على قراءة نتائج الانتخابات وافرازاتها، وان عقلية نظام المحاصصة هو المسيطر على تفكير اصحاب القرار، وقد لا نلوم اصحاب القرار كثيرا على ذلك التفكير اذا ما كان شعبنا يفكر بنفس الطريقة، (وكيفما تكونوا يولّي عليكم) فنحن من اصررنا على ايصال ابناء قبائلنا وابناء طوائفنا إلى المجلس وسعينا لتنظيم الفرعيات وتصادمنا مع رجال الداخلية لكي نضمن فوز ابناء قبيلتنا وطائفتنا وحزبنا، فلماذا نطالب رئيس الوزراء بأن يشكل لنا حكومة تكنوقراط وحكومة لا دخل لها بتلك التشكيلات في المجلس؟!وهل سيقبل نواب المجلس بحكومة من هذا النوع؟! لقد سمعنا الاحتجاجات الكثيرة على عدم تمثيل منطقة الجهراء بنائب لها في المجلس مع ان العملية لم تكن مقصودة، وان الجهراء هي منطقة مثل سائر المناطق.لكن لعل الاحتجاج الاكثر وجاهة وله مبرراته القوية في رفض تشكيلة الحكومة يأتي من جانبين: الأول: ان نسبة المحافظين في مجلس الامة والتي تتخطى الاربعين نائبا يجب ان يقابلها وزراء اصحاب اتجاهات محافظة، وهم كثر ولله الحمد ولهم تاريخ طويل في العمل الوزاري مع انه تم استدعاء بعض المحافظين من الكفاءات ولكنهم رفضوا، لذلك لابد ان يتخذ بعض الوزراء الحاليين قرارات تخالف التوجه العام للمجلس ثم يحدث الصدام مبكرا، وتتكرر مأساة المجلس الماضي.الثاني: ان بعض عناصر الوزارة مازالت عليها قضايا مرفوعة ومنها ما يتعلق بأمن الدولة أو لهم توجهات مخالفة  للشعب ومن الطبيعي ان يحدث الصدام المبكر بينها وبين المجلس، وقد كان من الممكن اختيار من يمثلون الشعب من المعتدلين الذين لايسببون تأزما.الثالث: الشريحة العريضة من نواب المجلس يمثلون التوجهات الاسلامية ومع هذا فقد تم ادخال اثنين منهم فقط في الوزارة على استحياء، لذلك فلا اعتقد بأن التكتل الاسلامي في المجلس سيساند الحكومة ويقف معها لانها ليست حكومته، وقد برزت المعارضة الجلية منذ اول يوم من نواب التكتل الاسلامي.الرابع: لايوجد اي انسجام بين الوزراء ولم يتم إلزامهم بخطة وبرنامج عمل يتوافق عليه جميع الكتل والقبائل المشاركة في الوزارة، وسنرى كما رأينا سابقا التغريد النشاز بين الكتل وممثليها في الـوزارة، والـذي سـيـحـتـرم نـفـسـه مـن الـوزراء سيقوم بتقديم استقالته تضامنا مع موقف كتلته.

د. وائل الحساويwae_al_hasawi@hotmail.com