هل سمعتم عن قصة الدب الأحمق الذي انقذه صاحبه من الموت فأراد ان يرد له الجميل، وعندما رأى ذبابة تسير على انفه وهو نائم ما كان منه إلا ان اخذ حجرا كبيرا فضرب به الذبابة لكي يقتلها ويهشم معها وجه صاحبه.
هذا المثل يتكرر في الحياة كثيرا ولكننا وللاسف لا نستقي منه العبر، وها نحن نرى بوضوح ما يفعله تنظيم القاعدة في سورية (داعش) الذي جاء لتلبية نداء الواجب في انقاذ اخوانه السوريين من بطش مجرمي البعث، ورحبت به قيادات الثورة وتركوا له مناطق كاملة ليقاتل بها جيش النظام، ثم ما لبث ان توجه (داعش) الى مواجهة اخوانه في الجهاد ليبطش بهم وليترك ظهورهم مكشوفة لعدوهم، وليشن الحرب على الجيش الحر بل وعلى من يشاركونه الفكر مثل تنظيم النصرة وتنظيم لواء عاصفة الشمال وغيرهم!!
لقد كان الواجب على قيادات المعارضة طرد تلك التنظيمات منذ البداية، وفتح المجال لآلاف المتطوعين الذين جاءوا من كل مكان لنصرة اخوانهم، بدلا من ان نسمع اليوم قائد ائتلاف المعارضة (احمد الجربا) يقول ان الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة لا علاقة لها بالشعب السوري وانها من صنع النظام السوري!!
وللاسف ان نرى ذلك المشهد يتكرر في اماكن عدة، فقد شاهدنا كيف ثار الشعب المسلم في مالي - قبل اقل من عامين - على تنظيم القاعدة في الشمال واستعانوا بفرنسا من اجل تحرير بلادهم من بطشه، وفي الصومال اجتمعت ارادة الشعب الصومالي بجميع فصائله على طرد (تنظيم الشباب) الذي ينتمي للقاعدة بعدما عاث في الصومال فسادا وتسبب في مقتل المئات من شعبه وزعزعة الأمن، وبدلا من ان يعتبر هؤلاء مما جرى لهم فإنهم قاموا قبل ايام بعملية جنونية في نيروبي التي ساعدت الشعب الصومالي علي تحرير ارضه من هؤلاء المجرمين، وقاموا بقتل مدنيين ابرياء لا دخل لهم بالصومال. بل وحاولوا ايهام المسلمين بأن هجومهم الذي ركز على قتل غير المسلمين واطلاق سراح المسلمين هو اعظم خدمة يقدمونها للاسلام (ابرزت وسائل الاعلام الغربية كيف تحولت الارملة الانكليزية التي اسلمت حديثا الى قائدة للارهابيين في كينيا)!!
ويتكرر المشهد في نيجيريا مع عصابة (بوكو حرام) التابعة لتنظيم القاعدة وفي اليمن وفي العراق وافغانستان وتونس وغيرها.
ان الواجب على الدول الاسلامية ألا تقتصر على المعالجة الامنية للتخلص من انتشار هذا الفكر المدمر في كثير من بلدانها، بل لابد من دراسة متعمقة لاسباب نشوء هذا الفكر وانتشاره، ودراسة اسباب تأثر كثير من الشباب المسلم بهذا الفكر وتبنيه، ودراسة طرق تجفيف منابعه من خلال التوعية الدينية المتعمقة بمفاهيم الجهاد والافساد والفروق بينهما.
ولاشك ان الدول التي تضطهد الحركات الاسلامية المعتدلة وتضعها في خانة الارهاب - كلما شاركت تلك الحركات في العملية الديموقراطية وقبلت باللعبة السياسية - لا شك ان هذه الدول هي اكبر مجرم ومتسبب في تدمير الامة الاسلامية ونشر الارهاب في ربوعها، فهي تعطي رسالة خاطئة لتلك الحركات على ان جهودها من اجل نشر الاعتدال لا فائدة من ورائها، وان الارهاب قد يكون الطريق الامثل من اجل تحقيق اهدافها السامية!!
اخيرا فإن الحركات الاسلامية المعتدلة عليها واجب كبير في القيام بدورها في محاربة الفكر المتطرف ونشر الاعتدال وفي تربية الشباب على مبادئ الدين القويم، وذلك يتطلب منها ابعاد جميع العناصر التي يبدر منها نزوع نحو العنف وتبني المناهج المنحرفة وعدم التساهل مع اي انحراف.
وليتذكر الجميع كيف تحولت مشاعر الترحيب والضيافة التي قابل بها الثوار السوريون طلائع تنظيم القاعدة الذين جاءوا لنصرتهم، الى قتال شرس بينهم في وقت يشعر فيه السوريون بأن الجميع قد خذلهم وتخلى عن نصرتهم!!
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com
هذا المثل يتكرر في الحياة كثيرا ولكننا وللاسف لا نستقي منه العبر، وها نحن نرى بوضوح ما يفعله تنظيم القاعدة في سورية (داعش) الذي جاء لتلبية نداء الواجب في انقاذ اخوانه السوريين من بطش مجرمي البعث، ورحبت به قيادات الثورة وتركوا له مناطق كاملة ليقاتل بها جيش النظام، ثم ما لبث ان توجه (داعش) الى مواجهة اخوانه في الجهاد ليبطش بهم وليترك ظهورهم مكشوفة لعدوهم، وليشن الحرب على الجيش الحر بل وعلى من يشاركونه الفكر مثل تنظيم النصرة وتنظيم لواء عاصفة الشمال وغيرهم!!
لقد كان الواجب على قيادات المعارضة طرد تلك التنظيمات منذ البداية، وفتح المجال لآلاف المتطوعين الذين جاءوا من كل مكان لنصرة اخوانهم، بدلا من ان نسمع اليوم قائد ائتلاف المعارضة (احمد الجربا) يقول ان الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة لا علاقة لها بالشعب السوري وانها من صنع النظام السوري!!
وللاسف ان نرى ذلك المشهد يتكرر في اماكن عدة، فقد شاهدنا كيف ثار الشعب المسلم في مالي - قبل اقل من عامين - على تنظيم القاعدة في الشمال واستعانوا بفرنسا من اجل تحرير بلادهم من بطشه، وفي الصومال اجتمعت ارادة الشعب الصومالي بجميع فصائله على طرد (تنظيم الشباب) الذي ينتمي للقاعدة بعدما عاث في الصومال فسادا وتسبب في مقتل المئات من شعبه وزعزعة الأمن، وبدلا من ان يعتبر هؤلاء مما جرى لهم فإنهم قاموا قبل ايام بعملية جنونية في نيروبي التي ساعدت الشعب الصومالي علي تحرير ارضه من هؤلاء المجرمين، وقاموا بقتل مدنيين ابرياء لا دخل لهم بالصومال. بل وحاولوا ايهام المسلمين بأن هجومهم الذي ركز على قتل غير المسلمين واطلاق سراح المسلمين هو اعظم خدمة يقدمونها للاسلام (ابرزت وسائل الاعلام الغربية كيف تحولت الارملة الانكليزية التي اسلمت حديثا الى قائدة للارهابيين في كينيا)!!
ويتكرر المشهد في نيجيريا مع عصابة (بوكو حرام) التابعة لتنظيم القاعدة وفي اليمن وفي العراق وافغانستان وتونس وغيرها.
ان الواجب على الدول الاسلامية ألا تقتصر على المعالجة الامنية للتخلص من انتشار هذا الفكر المدمر في كثير من بلدانها، بل لابد من دراسة متعمقة لاسباب نشوء هذا الفكر وانتشاره، ودراسة اسباب تأثر كثير من الشباب المسلم بهذا الفكر وتبنيه، ودراسة طرق تجفيف منابعه من خلال التوعية الدينية المتعمقة بمفاهيم الجهاد والافساد والفروق بينهما.
ولاشك ان الدول التي تضطهد الحركات الاسلامية المعتدلة وتضعها في خانة الارهاب - كلما شاركت تلك الحركات في العملية الديموقراطية وقبلت باللعبة السياسية - لا شك ان هذه الدول هي اكبر مجرم ومتسبب في تدمير الامة الاسلامية ونشر الارهاب في ربوعها، فهي تعطي رسالة خاطئة لتلك الحركات على ان جهودها من اجل نشر الاعتدال لا فائدة من ورائها، وان الارهاب قد يكون الطريق الامثل من اجل تحقيق اهدافها السامية!!
اخيرا فإن الحركات الاسلامية المعتدلة عليها واجب كبير في القيام بدورها في محاربة الفكر المتطرف ونشر الاعتدال وفي تربية الشباب على مبادئ الدين القويم، وذلك يتطلب منها ابعاد جميع العناصر التي يبدر منها نزوع نحو العنف وتبني المناهج المنحرفة وعدم التساهل مع اي انحراف.
وليتذكر الجميع كيف تحولت مشاعر الترحيب والضيافة التي قابل بها الثوار السوريون طلائع تنظيم القاعدة الذين جاءوا لنصرتهم، الى قتال شرس بينهم في وقت يشعر فيه السوريون بأن الجميع قد خذلهم وتخلى عن نصرتهم!!
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com