| بقلم الدكتور وليد التنيب |
الجو حار والغبار يستعد للوصول، وقريباً جداً سيُعلن وصوله...
فغالبية أهل البلد تعرف الغبار أشد المعرفة... ولكن الغبار غير مرحّب به من غالبنا... القلة فقط ترحّب بالغبار!
هذه السنة الغبار تطوّر جداً، وبصورة كبيرة... الغبار استطاع أن يفاجئ الجميع بشرائه لهاتف نقال جديد ومتطوّر بعدما كان يستخدم الهاتف القديم!
ولكن الهاتف الجديد مثلما له فوائد عديدة إذا تم استخدامه بالشكل الصحيح، فالنقيض أيضاً صحيح... إذا تمّ استخدامه بشكل خاطئ، فإن سلبياته كثيرة وقد تتعدى إيجابياته.
نعود للغبار، فهو أساس حكايتنا اليوم...
الغبار بسبب استخدامه لهاتفه النقال بشكل يدل على التفاهة، وكما يقال عندنا محدث نعمة، فقد وضع الغبار صورة على هاتفه النقال أينما ذهب وبدأ يصوّر كل أحداثه وتصرفاته ويعرضها للجميع... حتى ماذا أكل وأين أكل... وصوره وهو يمشي وهو يركض وهو... أستحي أن أصف ماذا فعل، فيبدو أنه قد فقد آخر خلايا مخه بالصورة التي وضعها أخيراً!
وبذلك فقد الغبار أهم صفاته التي كان ينتصر بها... وهي صفة المفاجأة... وأصبحنا نعلم أين هو الآن وماذا فعل قبل ساعة، وأين سيتجه اليوم ومتى سيصل إلى دولتنا الحبيبة.
وأكثر من ذلك، فقد قام بتصوير ماذا يحمل معه لنا وقام بنشره!
يا غبار، اسمع وحاول أن تفهم إن كان هناك مجال... ننصحك بأن تكون مثل الرطوبة... فقد قامت الرطوبة بتشكيل وفود عديدة وسافرت للخارج بعدما تسلمت مخصصاتها وتذاكرها... نعم، سافرت واشتركت في كل اجتماع وفي كل مسابقة بالخارج.
نعم، تشارك من أجل تسجيل الاسم بالمشاركة... أما المنافسة، فليس لها مكان.
نعم، سافرت وعادت ولم نسمع لها أي خبر... أو حتى إنجاز.
«الله يحفظك يا بلد من الغبار والرطوبة»... فالحرّ والبرد لا يملكان تلفونات جديدة «وما يحبون السفر للخارج»... وإن قررا السفر، فإنجازاتهما يشهد لها الكل.