| كتب مفرح حجاب |
رغم تجربته الحافلة بأعمال جماهيرية ناجحة؛ إلا أن المخرج محمد دحام الشمري يرى أنه لا يزال يتعلم الكثير في كل عمل يقدمه، من دون أن ينكر أن مسلسلي «ساهر الليل»، و«أبو الملايين» من المحطات المهمة في حياته لأنهما ساهما في نضجه فنياً.
الشمري؛ الذي حلّ ضيفاً في اللقاء المفتوح الذي عقدته الأكاديمية الدولية للإعلام أول من أمس بحضور حشد كبير من الطلاب والإعلاميين والمهتمين بالشأن الدرامي وأداره الزميل أيمن النحاس؛ تطرق إلى المصاعب التي واجهته في بداياته المهنية، قائلاً: «مررت بعثرات كثيرة في عملي بسبب عدم وجود بنية تحتية لصناعة الدراما، وما زلت أساهم في بناء (اللوكيشن) واختيار الأزياء والاكسسوارات وأبدي الرأي في تعديل الماكياج بالرغم أن هذه الاختصاصات تدرس في المعهد العالي للفنون المسرحية، إلا أنها غير موجودة إلا في المسرح فقط»، مشيراً إلى أنه ظل يصوّر مشهد المطر في مسلسل «الهدامة» أربعة أسابيع لعدم وجود محترفين لمثل هذه المشاهد.
وأضاف أن «عدم العمل بمهنية جعل الكثيرين يتعاملون مع الإخراج بلا ثقافة، والدليل أننا شاهدنا عدداً من المخرجين الذين اعتمدوا على مديري تصوير في إخراج العديد من الأعمال الدرامية وجلسوا في الكواليس يتفرجون عليهم، في حين من المفترض أن يكون لدى المخرج ثقافة في التصوير ويعرف أرقام العدسات والألوان وزوايا الكاميرا وموقع الشمس ودرجة الحرارة، وأن يُلمّ بالمونتاج أيضاً لأن المخرج الذي لا يعرف المونتاج لن يستطيع تصوير مشهد واحد».
ورأى أن «الاهتمام بالصورة فقط أمر خطر جداً، لأن المهم الفكرة والموضوع، فيستطيع أي أحد أن يصوّر فيلماً من خلال كاميرا لا يتجاوز سعرها أربعة دنانير، لكن يجب أن يحمل حكاية»، مشيراً إلى أنه كان من الممكن أن يقدم صورة عصرية وأفضل مما ظهرت في مسلسل «أبو الملايين» إلا أن وجود عبد الحسين عبد الرضا وناصر القصبي جعله يعيد التفكير ويقدم صورة وألواناً تتماشى مع تاريخهما حتى تكون أكثر قبولاً لدى الجمهور. وأضاف: «أشعر بأني قد انتهيت كمخرج عندما يصنفني البعض بأنني الأفضل في الخليج والأقوى».
وفي رده على الصدام الذي يحدث دائماً بين المخرج والنجم، خصوصاً إذا كان المخرج في مقتبل العمر، قال: «الأمر يعتمد على خبرة المخرج وثقته في نفسه وتصرفه، فحينما يشعر النجم بأن هناك مخرجاً يعمل بشكل مهني سيترك له إدارة الأمور إذا ما وضع في الاعتبار أن نجماً بحجم عبد الحسين لديه ذكاء وخبرة وكذلك حياة وسعاد، مشيراً إلى أنه في مسلسل «التنديل» كانت هناك تغييرات وسمع عبد الحسين يقول له ممازحاً (غيّر بس أوع تأتي بأحد يأخذ دوري)».
واعتبر الشمري أن «الموسم المنتهي كان من أصعب المواسم على الدراما الكويتية والخليجية لأسباب كثيرة، أهمها الرقابة التي جعلت منها مسلسلاً واحداً لأن الأعمال كلها أصبحت تدور في فلك واحد، بل إن الكثير من النصوص عندما تقرأها تشعر بأنك قدمت أفضل منها قبل 8 سنوات، كذلك تكرار الـ «غروبات» والأفكار والتشكيلات وحتى مديري التصوير جعل الكثير من الأعمال نسخاً مكررة وساهم في سقوطها»، مستغرباً استثمار نجاح الآخرين وإصرار العديد من المنتجين والكتّاب والمخرجين أن يأخذوا الصور نفسها التي قدمت من قبل وأصبحوا يبحثون فقط عن جمع الأموال في أسرع وقت، داعياً إلى تقديم وجوه جديدة من المتواجدين في المعهد العالي أو الشارع والذين يحتاجون إلى فرصة كما قدم هو 80 في المئة من النجوم الشباب.
وناشد دحام لجنة إجازة النصوص أن تزيد من مساحة الحرية في الموضوعات المطروحة، لا سيما إذا كانت ملتزمة بالمحاذير المعروفة حتى لا تهاجر الدراما خارج الكويت ومن أجل أن يكون هناك طرح حقيقي لبعض المشكلات، لا سيما أن الكثير من الأعمال تنفذ خارج الكويت ويشاهدها الجميع على القنوات.