يقول المثل:
- إذا انحرف الطبيب فإن مصير مريضه إلى المزيد من المرض أو إلى الموت!
- وإذا انحرف المحامي فإن مصير موكله إلى السجن!
أما إذا انحرف المعلم فإن مصير الجيل كله إلى الانحراف أو الدمار!
إذا أردنا أن نشبه نظامنا التعليمي بشيء فإننا نشبهه بمصنع كبير يدخله الطفل منذ نعومة اظفاره ويقضي فيه مالا يقل عن ست ساعات يومياً على مدى 12 عاماً، ومن المفترض ان يكون المسؤولون عن هذا المصنع مستأمنين على اطفالنا وان يكون لديهم من المؤهلات المتميزة والقدرات الكبيرة لكي يخرجوا لنا إنساناً متكاملاً في مجال الاخلاق والعلم والسلوك يوازي تلك الساعات الطويلة التي تركنا اطفالنا عندهم ويوازي النفقات الكبيرة التي بذلناها لاجل انجاح تلك العملية التربوية!!
نفاجأ في مناسبات كثيرة وحوادث متفرقة بخروج بعض الفيديوات التي تصور لنا مواقف لمعلمين ومعلمات يفتقدون أدنى مبادئ التربية والاخلاق، ويتعاملون مع ابنائنا بأساليب منحرفة ووحشية وعنف ولا مسؤولية، ويسعون الى تدمير شخصية الاطفال وزرع الانحراف في نفوسهم.
اذا كان وزير التربية - جزاه الله خيراً - قد تحرك بقوة لمعاقبة بعض المدرسات اللواتي تم تصويرهن في فصولهن وهن يتعمدن الاساءة لأطفالنا، فإن هنالك آلاف الحالات المرضية في مدارسنا ممن لم تصل اليهم الكاميرات ولم يشتك الطلاب عليهم، فماذا نحن فاعلون بهم؟؟
وهنالك حالة وقعت في منطقة الجهراء التعليمية قبل ايام لمدرسات يتطاولن على اولياء امور بعض الطلبة بطريقة غريبة وفظة، وغيرها الكثير من الحالات!!
بل ان حادثة الغش في الامتحانات التي حدثت قبل عدة اشهر وسط تشجيع المدرسين لهي أعظم من كل هذا اذ انها تدل على فقدان المعلمين لأبسط مبادئ التربية والتعليم، ولا يفوتنا ان نذكر بأنه يوجد في المقابل الاف المعلمين المتميزين والمخلصين والذين هم أمل الاجيال وروحها النابض.
في تصوري بأن الحل لتلك الظاهرة التي اخذت تزداد في الانتشار يكمن في حسن اختيار المعلمين والتدقيق الشديد عند اختبارهم لدخول كليات التربية، فالذي تفعله تلك الكليات اليوم لا يتعدى بعض المقابلات الشخصية الروتينية لمعرفة مدى قدرتهم على النطق وتوصيل المعلومات، اما اختبار مدى اتزانهم النفسي وسلوكياتهم وتعاملهم مع الاطفال فهو آخر ما تفكر فيه لجان المقابلات!!
كذلك فان الموضوع لا يتوقف على ما قبل دخول الطلبة لكليات التربية وانما يجب على الادارة المدرسية احكام المراقبة على سلوك المدرس في بداية حياته المدرسية واجراء الاختبارات الدورية عليه، ومتى ما لوحظت عادات سلبية على الاطفال لابد من تتبع مصادرها لمعرفة ان كان المدرسون هم مصدر تلك العادات.
نتابع ببالغ الفخر ما تقوم به المدارس النموذجية من تتبع دقيق لمسيرة الطالب وتقدمه او تأخره ومراعاة للفوارق الفردية بين الطلاب لعلاج اي انحراف بسيط في مهده، فلماذا لا تتحول مدارسنا كلها الى مدارس نموذجية تخرج لنا افضل المخرجات؟
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com
- إذا انحرف الطبيب فإن مصير مريضه إلى المزيد من المرض أو إلى الموت!
- وإذا انحرف المحامي فإن مصير موكله إلى السجن!
أما إذا انحرف المعلم فإن مصير الجيل كله إلى الانحراف أو الدمار!
إذا أردنا أن نشبه نظامنا التعليمي بشيء فإننا نشبهه بمصنع كبير يدخله الطفل منذ نعومة اظفاره ويقضي فيه مالا يقل عن ست ساعات يومياً على مدى 12 عاماً، ومن المفترض ان يكون المسؤولون عن هذا المصنع مستأمنين على اطفالنا وان يكون لديهم من المؤهلات المتميزة والقدرات الكبيرة لكي يخرجوا لنا إنساناً متكاملاً في مجال الاخلاق والعلم والسلوك يوازي تلك الساعات الطويلة التي تركنا اطفالنا عندهم ويوازي النفقات الكبيرة التي بذلناها لاجل انجاح تلك العملية التربوية!!
نفاجأ في مناسبات كثيرة وحوادث متفرقة بخروج بعض الفيديوات التي تصور لنا مواقف لمعلمين ومعلمات يفتقدون أدنى مبادئ التربية والاخلاق، ويتعاملون مع ابنائنا بأساليب منحرفة ووحشية وعنف ولا مسؤولية، ويسعون الى تدمير شخصية الاطفال وزرع الانحراف في نفوسهم.
اذا كان وزير التربية - جزاه الله خيراً - قد تحرك بقوة لمعاقبة بعض المدرسات اللواتي تم تصويرهن في فصولهن وهن يتعمدن الاساءة لأطفالنا، فإن هنالك آلاف الحالات المرضية في مدارسنا ممن لم تصل اليهم الكاميرات ولم يشتك الطلاب عليهم، فماذا نحن فاعلون بهم؟؟
وهنالك حالة وقعت في منطقة الجهراء التعليمية قبل ايام لمدرسات يتطاولن على اولياء امور بعض الطلبة بطريقة غريبة وفظة، وغيرها الكثير من الحالات!!
بل ان حادثة الغش في الامتحانات التي حدثت قبل عدة اشهر وسط تشجيع المدرسين لهي أعظم من كل هذا اذ انها تدل على فقدان المعلمين لأبسط مبادئ التربية والتعليم، ولا يفوتنا ان نذكر بأنه يوجد في المقابل الاف المعلمين المتميزين والمخلصين والذين هم أمل الاجيال وروحها النابض.
في تصوري بأن الحل لتلك الظاهرة التي اخذت تزداد في الانتشار يكمن في حسن اختيار المعلمين والتدقيق الشديد عند اختبارهم لدخول كليات التربية، فالذي تفعله تلك الكليات اليوم لا يتعدى بعض المقابلات الشخصية الروتينية لمعرفة مدى قدرتهم على النطق وتوصيل المعلومات، اما اختبار مدى اتزانهم النفسي وسلوكياتهم وتعاملهم مع الاطفال فهو آخر ما تفكر فيه لجان المقابلات!!
كذلك فان الموضوع لا يتوقف على ما قبل دخول الطلبة لكليات التربية وانما يجب على الادارة المدرسية احكام المراقبة على سلوك المدرس في بداية حياته المدرسية واجراء الاختبارات الدورية عليه، ومتى ما لوحظت عادات سلبية على الاطفال لابد من تتبع مصادرها لمعرفة ان كان المدرسون هم مصدر تلك العادات.
نتابع ببالغ الفخر ما تقوم به المدارس النموذجية من تتبع دقيق لمسيرة الطالب وتقدمه او تأخره ومراعاة للفوارق الفردية بين الطلاب لعلاج اي انحراف بسيط في مهده، فلماذا لا تتحول مدارسنا كلها الى مدارس نموذجية تخرج لنا افضل المخرجات؟
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com