| د. تركي العازمي |
قبل 3 سنوات تقريبا بلغني خبر تقدم قيادي في إحدى الشركات/البنوك الكبيرة باستقالته وهو شخص فريد في نمطه القيادي... عملت معه وكان يعتمد على نمط التفويض القيادي ( Delegating Style ) وهو نموذج يروق لي... كان يعطيني رؤوس الأقلام ويترك المساحة لي ولم يتدخل يوما في مراجعة الميزانية التي أعدها وعندما يحصل خطأ من ربكة العمل كنت أجده سندا لي وكان يحكمنا النظام وأخلاقيات المهنة!
كان لا يحب التجاوزات ويحرص على «العمل المباح الحلال»... نهايته كانت مزعجة لي وإن كنت أختلف معه إلا أن أخلاقياته ما زلت أتذكرها... رجل فقدناه وفقدنا الكثير من هذا النوع من القياديين وأصبحت القيادة «العرجاء» المتسلحة بأداة الواسطة والمحسوبية هي السائدة... إنها نهاية قيادي «شريف» أحتفظ بها وأتذكرها كلما قرأت أو سمعت عن خبر تقديم قيادي لاستقالته!
قد يعتقد البعض بأن الأمر اعتيادي... قيادي واستقال «وإيه يعني»... إنهم لو علموا بالممارسات في القطاع الخاص لـ «قلبوا» الصفحة وكتبوا سطرا جديدا بمفاهيم واستنتاجات تغير شكل الصورة وتضحي صورة الأمس أشبه بـ «شخبطة» طفل على كراسة في مرحلة رياض الأطفال.
في اليوم الذي سبق كتابة هذا المقال دار نقاش مستفيض مع مخضرمين من دكاترة «مستشارين فعليين» وقياديين سابقين «شاتتهم» عنصرية تأتي مع كل تغير في الملكية أو مزاج المسؤول صاحب القرار ليأتي «بربعه»... تخيل كلمة «مزاج» يعني الأمر لا علاقة له بالمنظومة الإدارية ولا بالحوكمة ولا بأخلاقيات المهنة ومصلحة المؤسسة آخر همه!
أجمع أحبتنا على تفشي هذه الظاهرة وعندما حاولت أن أعيدهم إلى مقالات ذكرتها في هذا السياق جاء ردهم الفوري (طيب.. ما هو الحل؟... أنت تتحدث عن مثالية وهم يتحركون عبر «الشللية» ولا يوجد قانون يوفر الأمان الوظيفي ويرد الاعتبار لكل «مسرح»)!
من هنا عدت إلى «عبدالله» ابني ونظرت إليه وهو يتجهز للسنة الدراسية الجديدة ولسان حالي يقول «الله يستر على جيلكم من قيادات « ما تسرح بالتالية من الغنم»!
ومن هنا تركت قراري لمصرف الأمور المولى عز شأنه حيث ان الموت والرزق لا يحددهما كائن من كان وأن التغيير سنة الحياة حتى على مستوى تركيبتنا البيولوجية، وأوجه النصيحة هنا لأرباب العمل كافة وتحديدا في القطاع الخاص بأن يتقوا الله وأن يبنوا لهم سياجا من حوكمة محكمة تبسط العدالة، فمن يظلم لن يجد مفرا من عقاب المولى عز شأنه «كما تدين تدان» والإخلاص في العمل مفهوم أخلاقي ذكر في قول مأثور «قل لمن لا يخلص... لا تتعب» والمناصب لا تدوم طال عمرك... والله المستعان!
Twitter : @Terki_ALazmi
terki.alazmi@gmail.com
قبل 3 سنوات تقريبا بلغني خبر تقدم قيادي في إحدى الشركات/البنوك الكبيرة باستقالته وهو شخص فريد في نمطه القيادي... عملت معه وكان يعتمد على نمط التفويض القيادي ( Delegating Style ) وهو نموذج يروق لي... كان يعطيني رؤوس الأقلام ويترك المساحة لي ولم يتدخل يوما في مراجعة الميزانية التي أعدها وعندما يحصل خطأ من ربكة العمل كنت أجده سندا لي وكان يحكمنا النظام وأخلاقيات المهنة!
كان لا يحب التجاوزات ويحرص على «العمل المباح الحلال»... نهايته كانت مزعجة لي وإن كنت أختلف معه إلا أن أخلاقياته ما زلت أتذكرها... رجل فقدناه وفقدنا الكثير من هذا النوع من القياديين وأصبحت القيادة «العرجاء» المتسلحة بأداة الواسطة والمحسوبية هي السائدة... إنها نهاية قيادي «شريف» أحتفظ بها وأتذكرها كلما قرأت أو سمعت عن خبر تقديم قيادي لاستقالته!
قد يعتقد البعض بأن الأمر اعتيادي... قيادي واستقال «وإيه يعني»... إنهم لو علموا بالممارسات في القطاع الخاص لـ «قلبوا» الصفحة وكتبوا سطرا جديدا بمفاهيم واستنتاجات تغير شكل الصورة وتضحي صورة الأمس أشبه بـ «شخبطة» طفل على كراسة في مرحلة رياض الأطفال.
في اليوم الذي سبق كتابة هذا المقال دار نقاش مستفيض مع مخضرمين من دكاترة «مستشارين فعليين» وقياديين سابقين «شاتتهم» عنصرية تأتي مع كل تغير في الملكية أو مزاج المسؤول صاحب القرار ليأتي «بربعه»... تخيل كلمة «مزاج» يعني الأمر لا علاقة له بالمنظومة الإدارية ولا بالحوكمة ولا بأخلاقيات المهنة ومصلحة المؤسسة آخر همه!
أجمع أحبتنا على تفشي هذه الظاهرة وعندما حاولت أن أعيدهم إلى مقالات ذكرتها في هذا السياق جاء ردهم الفوري (طيب.. ما هو الحل؟... أنت تتحدث عن مثالية وهم يتحركون عبر «الشللية» ولا يوجد قانون يوفر الأمان الوظيفي ويرد الاعتبار لكل «مسرح»)!
من هنا عدت إلى «عبدالله» ابني ونظرت إليه وهو يتجهز للسنة الدراسية الجديدة ولسان حالي يقول «الله يستر على جيلكم من قيادات « ما تسرح بالتالية من الغنم»!
ومن هنا تركت قراري لمصرف الأمور المولى عز شأنه حيث ان الموت والرزق لا يحددهما كائن من كان وأن التغيير سنة الحياة حتى على مستوى تركيبتنا البيولوجية، وأوجه النصيحة هنا لأرباب العمل كافة وتحديدا في القطاع الخاص بأن يتقوا الله وأن يبنوا لهم سياجا من حوكمة محكمة تبسط العدالة، فمن يظلم لن يجد مفرا من عقاب المولى عز شأنه «كما تدين تدان» والإخلاص في العمل مفهوم أخلاقي ذكر في قول مأثور «قل لمن لا يخلص... لا تتعب» والمناصب لا تدوم طال عمرك... والله المستعان!
Twitter : @Terki_ALazmi
terki.alazmi@gmail.com