| أسيل الظفيري |
كثيرةٌ هي الاخبار هذه الايام التي تحملنا قصراً على الشعور بالعجز والضيق تجاه كل ما يحدث حولنا، الشحنة الكبيرة من الاخبار المزعجة التي نتعرض لها كل يوم تجعل التشاؤم لغتنا اليومية، والايجابية لون من الوان السذاجة بالرغم من حاجتنا الكبيرة لها، من فضائل الايجابية أنها تمنحنا الكثير من المرونة الذهنية التي تجعل لنفوسنا اشراقاً نحيا به. عرّف الدكتور عبد الكريم بكار في كتاب افق اخضر ان الايجابية تعني «ان المرء يتمتع بدرجة عالية من الفاعلية الفكرية والشعورية والنفسية تترتب عليها وضعية حسنة من الطمأنينة والارتياح الى جانب وضعية جيدة من الالتزام والانتاجية الممتازة»، وفي رأيي الشخصي ان هذا التعريف جامع للكثير من العوامل التي تعين المرء للوصول للطمأنينة لو احسن توظيف تلك العوامل، فالأفكار- والتي هي منبت كل شعور وسلوك - إن كانت جيدة، استطعنا بها تحسين حياتنا بانعكاس نضج طريقة التفكير على نفوسنا، ذلك باعتماد منهجية التفكير الصحيحة، فلا مكان للافتراضات القائمة على التكهن دون الادلة، كما أن التأكد من مصدر المعلومات قبل تناقلها دليل على الوعي واحترام المرء لعقله، ومن دلالات هذا النضج ايضاً ان يعتبر الانسان نفسه في تطوير وتدريب دائم لنفسه ولا يرضى لها السكون والثبات، اذ ان سرعة الحياة من حولنا تجعل ثباتنا تأخر بحد ذاته، جرّب ان تطرح على نفسك سؤالاً بعد اي تجربة تمر بها، ماذا تعلمت؟ ان مجموع هذه الاجابات يجعلنا ننهل من فوائد الخبرات السابقة ما نتكئ عليه في حياتنا المستقبلية، فيحقق لنا الكثير من الطمأنينة، كما ان من هذا الارتياح ترتيب الأولويات الذي يوفر علينا الكثير من الارتباك والتردد اذا ما تضاربت مصلحتان.
اما فاعلية الشعور فهي قدرة الانسان ان يوظف ويستثمر شعوره لتكون اداة له تعينه على العيش في طمأنينة، فمسار الشعور في الاتجاه السليم ينتج لنا سلوكا سليما، وأي سلوك سلكته أخي القارئ شعرت بعده بعدم الرضا، فتش عن شعورك وقتها كيف كان؟ واذا اردنا الحديث عن فاعلية النفس، فليس هناك اكثر نجاحاً من ان يقوم الإنسان بقيادة نفسه وفق منهجه الذي رسمه لنفسه في الحياة، ولا تقوده ردود افعاله المبنية على افعال الآخرين، التي تفقد نفسه المعالم الواضحة لشخصيته.
إذا هي اقطاب ثلاثة، فكرٌ وشعورٌ ونفس، ان تكاملت ولدت لنا الشعور بالمسؤولية عن أعمارنا وأعمالنا، وكانت الإيجابية التي تدفعنا للكثير من الإنتاجية، لكن اذا ما تراخت القبضة على مفهوم الإيجابية ساد الجمود جوانب الحياة، فيحرم الانسان نفسه الكثير من النجاحات الدنيوية الصغيرة التي تقوده في النهاية للفوز الكبير بالآخرة.
@AseelAL-zafiri
كثيرةٌ هي الاخبار هذه الايام التي تحملنا قصراً على الشعور بالعجز والضيق تجاه كل ما يحدث حولنا، الشحنة الكبيرة من الاخبار المزعجة التي نتعرض لها كل يوم تجعل التشاؤم لغتنا اليومية، والايجابية لون من الوان السذاجة بالرغم من حاجتنا الكبيرة لها، من فضائل الايجابية أنها تمنحنا الكثير من المرونة الذهنية التي تجعل لنفوسنا اشراقاً نحيا به. عرّف الدكتور عبد الكريم بكار في كتاب افق اخضر ان الايجابية تعني «ان المرء يتمتع بدرجة عالية من الفاعلية الفكرية والشعورية والنفسية تترتب عليها وضعية حسنة من الطمأنينة والارتياح الى جانب وضعية جيدة من الالتزام والانتاجية الممتازة»، وفي رأيي الشخصي ان هذا التعريف جامع للكثير من العوامل التي تعين المرء للوصول للطمأنينة لو احسن توظيف تلك العوامل، فالأفكار- والتي هي منبت كل شعور وسلوك - إن كانت جيدة، استطعنا بها تحسين حياتنا بانعكاس نضج طريقة التفكير على نفوسنا، ذلك باعتماد منهجية التفكير الصحيحة، فلا مكان للافتراضات القائمة على التكهن دون الادلة، كما أن التأكد من مصدر المعلومات قبل تناقلها دليل على الوعي واحترام المرء لعقله، ومن دلالات هذا النضج ايضاً ان يعتبر الانسان نفسه في تطوير وتدريب دائم لنفسه ولا يرضى لها السكون والثبات، اذ ان سرعة الحياة من حولنا تجعل ثباتنا تأخر بحد ذاته، جرّب ان تطرح على نفسك سؤالاً بعد اي تجربة تمر بها، ماذا تعلمت؟ ان مجموع هذه الاجابات يجعلنا ننهل من فوائد الخبرات السابقة ما نتكئ عليه في حياتنا المستقبلية، فيحقق لنا الكثير من الطمأنينة، كما ان من هذا الارتياح ترتيب الأولويات الذي يوفر علينا الكثير من الارتباك والتردد اذا ما تضاربت مصلحتان.
اما فاعلية الشعور فهي قدرة الانسان ان يوظف ويستثمر شعوره لتكون اداة له تعينه على العيش في طمأنينة، فمسار الشعور في الاتجاه السليم ينتج لنا سلوكا سليما، وأي سلوك سلكته أخي القارئ شعرت بعده بعدم الرضا، فتش عن شعورك وقتها كيف كان؟ واذا اردنا الحديث عن فاعلية النفس، فليس هناك اكثر نجاحاً من ان يقوم الإنسان بقيادة نفسه وفق منهجه الذي رسمه لنفسه في الحياة، ولا تقوده ردود افعاله المبنية على افعال الآخرين، التي تفقد نفسه المعالم الواضحة لشخصيته.
إذا هي اقطاب ثلاثة، فكرٌ وشعورٌ ونفس، ان تكاملت ولدت لنا الشعور بالمسؤولية عن أعمارنا وأعمالنا، وكانت الإيجابية التي تدفعنا للكثير من الإنتاجية، لكن اذا ما تراخت القبضة على مفهوم الإيجابية ساد الجمود جوانب الحياة، فيحرم الانسان نفسه الكثير من النجاحات الدنيوية الصغيرة التي تقوده في النهاية للفوز الكبير بالآخرة.
@AseelAL-zafiri