| سهيلة غلوم حسين |
ازداد الجدل حول دور كلٍ من الوراثة والبيئة في صناعة السلوك الانساني، وذلك نتيجة تفاعل العوامل المختلفة ودور كلٍ من هذه العوامل في** التفاعل، وتعاظم مشكلات البيئة في المجتمعات، ومسببات أخرى كثيرة ساعدت على ظهور علم النفس البيئي.
لقد ظهر علم النفس البيئي كأحدث فرع من فروع علم النفس يهتم بدراسة التفاعلات والعلاقات المتبادلة بين الانسان والبيئة المحيطة به، والتأثير المتبادل يتمثل في البيئة الطبيعية والبيئة الصناعية والبيئة الاجتماعية واستجابات الأفراد والجماعات لتلك البيئات من حيث التأثر بها والتأثير فيها.
ان الملوثات الطبيعية الناشئة عن الطبيعة كالبراكين والزلازل والسيول والفيضانات والأعاصير قليلة نسبيا، فمعظم مشاكل البيئة من صنع الانسان ومن سلوكياته السلبية والعدائية واللامبالية واللامسؤولة تجاه البيئة التي يعيش فيها، فهو قد ساعد في نشر تلوث الماء والهواء وأسرف في استخدام الطاقة وساعد في الانفجار السكاني وتلاصق المباني والازدحام وزيادة الضوضاء وانتقال الأمراض من الحيوان الى الانسان والعكس، وعلاج كل ذلك يكمن في تعديل السلوك البشري واتجاهاتهم وميولهم وأفكارهم ومعلوماتهم ووعيهم حول البيئة، ونمو حب البيئة لديهم والانتماء اليها والارتباط بها والايمان بأن ايذاء البيئة يرتد على الفرد نفسه وعلى غيره بالأذى والضرر الصحي والنفسي والاجتماعي والاقتصادي، والضرر عام وشامل للجميع.
تلويث البيئة هو نوع من السلوك كغيره من أنماط السلوك الأخرى له دوافعه ومؤشراته، وطريقة معاملة الفرد للبيئة يدل على غياب القيم البيئية المتعلقة بها، ويهدف علم النفس البيئي الى تعديل هذا السلوك لضمان سلامة وحماية البيئة من التلوث والتدمير واساءة التعامل معها وانعكاس ذلك على حياة الانسان وصحته النفسية والعقلية والانتاجية وحالته المزاجية والانفعالية ومن ثم التحكم فيه وتعديله.
قضية البيئة قضية تربوية سلوكية نفسية وايمان بجدوى الحفاظ على البيئة بل والعمل على تحسينها، ولتنمية تربية بيئية فعالة بين أفراد المجتمع يجب تنمية القيم البيئية في الأسرة، فالأسرة تمثل عاملا بيئيا أساسيا في الأفراد، وتنمية القيم البيئية في مناهج المؤسسات التعليمية التي تعتبر عاملا بيئيا عن طريق التعليم والتعلم، وأيضا المزيد من البرامج الارشادية والمناهج الدراسية والمشاركة المجتمعية بحيث تؤدي في النهاية الى سلوك ايجابي نحو البيئة، فلا يكفي سن القوانين والتشريعات لمواجهة المشكلة مالم يساندها معرفة أفراد المجتمع بالبيئة ووعيهم بعناصرها وأهمية حمايتها، لذا يتوجب على المجتمع تقديم بعض الخدمات الارشادية التي تسهم في تغيير اتجاهات الأفراد نحو البيئة، فالعديد من علماء البيئة يرون أن الحل الجذري للأزمة البيئية الراهنة يتطلب تنمية الاتجاهات الايجابية نحو البيئة، وتغيير الاتجاهات السلبية نحوها.
* كاتبة كويتية
ازداد الجدل حول دور كلٍ من الوراثة والبيئة في صناعة السلوك الانساني، وذلك نتيجة تفاعل العوامل المختلفة ودور كلٍ من هذه العوامل في** التفاعل، وتعاظم مشكلات البيئة في المجتمعات، ومسببات أخرى كثيرة ساعدت على ظهور علم النفس البيئي.
لقد ظهر علم النفس البيئي كأحدث فرع من فروع علم النفس يهتم بدراسة التفاعلات والعلاقات المتبادلة بين الانسان والبيئة المحيطة به، والتأثير المتبادل يتمثل في البيئة الطبيعية والبيئة الصناعية والبيئة الاجتماعية واستجابات الأفراد والجماعات لتلك البيئات من حيث التأثر بها والتأثير فيها.
ان الملوثات الطبيعية الناشئة عن الطبيعة كالبراكين والزلازل والسيول والفيضانات والأعاصير قليلة نسبيا، فمعظم مشاكل البيئة من صنع الانسان ومن سلوكياته السلبية والعدائية واللامبالية واللامسؤولة تجاه البيئة التي يعيش فيها، فهو قد ساعد في نشر تلوث الماء والهواء وأسرف في استخدام الطاقة وساعد في الانفجار السكاني وتلاصق المباني والازدحام وزيادة الضوضاء وانتقال الأمراض من الحيوان الى الانسان والعكس، وعلاج كل ذلك يكمن في تعديل السلوك البشري واتجاهاتهم وميولهم وأفكارهم ومعلوماتهم ووعيهم حول البيئة، ونمو حب البيئة لديهم والانتماء اليها والارتباط بها والايمان بأن ايذاء البيئة يرتد على الفرد نفسه وعلى غيره بالأذى والضرر الصحي والنفسي والاجتماعي والاقتصادي، والضرر عام وشامل للجميع.
تلويث البيئة هو نوع من السلوك كغيره من أنماط السلوك الأخرى له دوافعه ومؤشراته، وطريقة معاملة الفرد للبيئة يدل على غياب القيم البيئية المتعلقة بها، ويهدف علم النفس البيئي الى تعديل هذا السلوك لضمان سلامة وحماية البيئة من التلوث والتدمير واساءة التعامل معها وانعكاس ذلك على حياة الانسان وصحته النفسية والعقلية والانتاجية وحالته المزاجية والانفعالية ومن ثم التحكم فيه وتعديله.
قضية البيئة قضية تربوية سلوكية نفسية وايمان بجدوى الحفاظ على البيئة بل والعمل على تحسينها، ولتنمية تربية بيئية فعالة بين أفراد المجتمع يجب تنمية القيم البيئية في الأسرة، فالأسرة تمثل عاملا بيئيا أساسيا في الأفراد، وتنمية القيم البيئية في مناهج المؤسسات التعليمية التي تعتبر عاملا بيئيا عن طريق التعليم والتعلم، وأيضا المزيد من البرامج الارشادية والمناهج الدراسية والمشاركة المجتمعية بحيث تؤدي في النهاية الى سلوك ايجابي نحو البيئة، فلا يكفي سن القوانين والتشريعات لمواجهة المشكلة مالم يساندها معرفة أفراد المجتمع بالبيئة ووعيهم بعناصرها وأهمية حمايتها، لذا يتوجب على المجتمع تقديم بعض الخدمات الارشادية التي تسهم في تغيير اتجاهات الأفراد نحو البيئة، فالعديد من علماء البيئة يرون أن الحل الجذري للأزمة البيئية الراهنة يتطلب تنمية الاتجاهات الايجابية نحو البيئة، وتغيير الاتجاهات السلبية نحوها.
* كاتبة كويتية