حديثنا ليس مع من يقيسون الامور بمقاييس المصلحة الدنيوية أو الخطط الحربية أو الطرق الكفيلة بالتخلص من الخصوم، ولكنه حديث مع من يؤمنون بالله واليوم الآخر، ومن يعلمون بأنهم محاسبون على كل كلمة يقولونها وحركة يقومون بها وموقف يتبنونه، وسط تلك الامواج المتلاطمة في الحياة، فهؤلاء نذكرهم بقول الله تعالى: «ولا تقف ما ليس لك به علم، ان السمع والبصر والفؤاد، كل اولئك كان عنه مسؤولا»، وقوله تعالى: «ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار».
عشرات الألوف من الاعلاميين والسياسيين والمحللين تناوبوا على الكذب والافتراء وتشويه الحقائق في تحليلاتهم وتغريداتهم ومقابلاتهم خلال الايام الماضية من اجل تبرير جريمة كاملة الاركان قام بها الجيش والشرطة المصريان وقتل فيها آلاف المدنيين بدم بارد، بالصوت والصورة امام العالم كله، ثم جاء بعدها وزير الداخلية المصري ليلطخ الصورة بالكذب الصريح وتشويه الحقائق وليحمل جماعة الاخوان المسلمين جريرة كل ما حدث، فهم الذين خبأوا الاسلحة الثقيلة في اماكن الاعتصام، وهم الذين هاجموا قوات الشرطة وقتلوا منها واصابوا 254 شرطيا وهم الذين احرقوا 7 كنائس، وهم وهم، بل هم من اخفى الجثث في المساجد ليوهم الناس بانها من عمل النظاميين لم اكن أعتقد بان عصر الكذب والتزوير الذي عاشته البلاد العربية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي والبلاغات العسكرية المفبركة يمكن أن تخرج من قبرها من جديد في عصر اصبحت فيه وسائل الاعلام الحديثة تحصي علينا انفاسنا وتسجل دقات قلوبنا!!
ولئن كان هؤلاء السفاحون لا يبالون بما يهدفون به من كذب أو تزوير للحقائق، لكن هل اصبحنا نحن مجموعة من البقر والاغنام التي لا تميز ما يقال لها من كلام؟!
لقد ذكرت سابقا باننا لا نلوم الجيش والعسكر الذين قادوا الانقلاب فهؤلاء اصحاب مطامع واهداف واضحة في الوثوب إلى السلطة والهيمنة عليها، لكننا نلوم تلك النخب العلمانية في مصر والوطن العربي التي فقدت جميع نفوذها وانفض الناس عنها لرفضهم افكارها ومبادئها، وبدلا من أن يبحثوا عن اسباب رفض الناس لافكارهم وكراهيتهم لهم، فانهم قد بحثوا عن وسيلة سهلة للقفز على السلطة ودحر خصومهم، وتعاونوا مع المجرمين والسفاحين وايدوهم في جرائمهم ما دامت تحقق لهم النصر والتمكين.
ان موقف جبهة الانقاذ المصرية الممثلة في مجموعة من الاحزاب العلمانية والانتهازية وموقف حزب الوفد الذي صلوا عليه صلاة الجنازة وحزب التجمع وحزب المصريين الاحرار وغيرها، موقف هذه الاحزاب في مباركة مجزرة «النهضة» و«رابعة العدوية» ومسجد الفتح وميدان رمسيس واعتبارها خطوة ضرورية لفرض النظام ومنع الفوضى، هذا الموقف المخزي سيظل محفورا في ذاكرة التاريخ وشاهدا على سقوط تلك الاحزاب وعمالتها للشيطان.
يقول الشاعر احمد شوقي في قصيدته التي يرثي بها المجاهد عمر المختار:
ركزوا رفاتك في الرمال لواء
يستنهض الوادي صباح مساء
يا ويحهم نصبوا منارا من دم
يوحي إلى جيل الغد البغضاء
جرحي يسيل على المدى
وضحية تتلمس الحرية الحمراء
ما ضر لو جعلوا العلاقة في غد
بين الشعوب مودة واخاء
ونصحيتنا إلى اهل مصر بأن يحكموا الدين والعقل بينهم وان يتجنبوا العنف والمواجهات التي لن تزيد المشهد إلا سوءا ودمارا، وانصح جماعة الاخوان المسلمين بان تأمر اتباعها بالكف عن النزول إلى الشوارع وتحدي الجيش والشرطة من اجل استرداد الحقوق حتى لا يزداد الموقف اشتعالا وعليها أن توسط الاطراف الدولية والعربية من اجل الوصول إلى حل يرضي جميع الاطراف، فنحن نعيش اليوم في فتنة صماء دهماء لن ينتج عنها إلا المزيد من الدماء والقتل.
كما انصح دول الخليج بان يكون موقفها هو التوسط لحل الازمة المستعرة في مصر بدلا من الوقوف مع العسكر وتأييدهم في مسعاهم لاستئصال المعارضين.
عسى الله تعالى أن يهيئ لاخواننا في مصر الرشد والحكمة لكي يتجاوزوا محنتهم «واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة».
كلمة حق في د. السميط
ليس لدي ما اضيفه على ما كتبه الكتاب ونطقت به حناجر المحبين بشأن الدكتور عبدالرحمن السميط - رحمه الله - فقد تذكرت قول الرسول صلى الله عليه: «اذا احب الله، العبد، نادى جبريل: ان الله تعالى يحب فلانا فأحبوه، فيحبه اهل السماء، ثم يوضع له القبول في الارض» متفق عليه.
وها نحن قد رأينا اجتماع اهل الكويت على محبة الفقيد والثناء عليه رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته، ولا شك أن تلك السيرة العطرة للفقيد هي نبراس لكل من صدقت نيته لله تعالى وسعى في طريق عمل الخير.
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com
عشرات الألوف من الاعلاميين والسياسيين والمحللين تناوبوا على الكذب والافتراء وتشويه الحقائق في تحليلاتهم وتغريداتهم ومقابلاتهم خلال الايام الماضية من اجل تبرير جريمة كاملة الاركان قام بها الجيش والشرطة المصريان وقتل فيها آلاف المدنيين بدم بارد، بالصوت والصورة امام العالم كله، ثم جاء بعدها وزير الداخلية المصري ليلطخ الصورة بالكذب الصريح وتشويه الحقائق وليحمل جماعة الاخوان المسلمين جريرة كل ما حدث، فهم الذين خبأوا الاسلحة الثقيلة في اماكن الاعتصام، وهم الذين هاجموا قوات الشرطة وقتلوا منها واصابوا 254 شرطيا وهم الذين احرقوا 7 كنائس، وهم وهم، بل هم من اخفى الجثث في المساجد ليوهم الناس بانها من عمل النظاميين لم اكن أعتقد بان عصر الكذب والتزوير الذي عاشته البلاد العربية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي والبلاغات العسكرية المفبركة يمكن أن تخرج من قبرها من جديد في عصر اصبحت فيه وسائل الاعلام الحديثة تحصي علينا انفاسنا وتسجل دقات قلوبنا!!
ولئن كان هؤلاء السفاحون لا يبالون بما يهدفون به من كذب أو تزوير للحقائق، لكن هل اصبحنا نحن مجموعة من البقر والاغنام التي لا تميز ما يقال لها من كلام؟!
لقد ذكرت سابقا باننا لا نلوم الجيش والعسكر الذين قادوا الانقلاب فهؤلاء اصحاب مطامع واهداف واضحة في الوثوب إلى السلطة والهيمنة عليها، لكننا نلوم تلك النخب العلمانية في مصر والوطن العربي التي فقدت جميع نفوذها وانفض الناس عنها لرفضهم افكارها ومبادئها، وبدلا من أن يبحثوا عن اسباب رفض الناس لافكارهم وكراهيتهم لهم، فانهم قد بحثوا عن وسيلة سهلة للقفز على السلطة ودحر خصومهم، وتعاونوا مع المجرمين والسفاحين وايدوهم في جرائمهم ما دامت تحقق لهم النصر والتمكين.
ان موقف جبهة الانقاذ المصرية الممثلة في مجموعة من الاحزاب العلمانية والانتهازية وموقف حزب الوفد الذي صلوا عليه صلاة الجنازة وحزب التجمع وحزب المصريين الاحرار وغيرها، موقف هذه الاحزاب في مباركة مجزرة «النهضة» و«رابعة العدوية» ومسجد الفتح وميدان رمسيس واعتبارها خطوة ضرورية لفرض النظام ومنع الفوضى، هذا الموقف المخزي سيظل محفورا في ذاكرة التاريخ وشاهدا على سقوط تلك الاحزاب وعمالتها للشيطان.
يقول الشاعر احمد شوقي في قصيدته التي يرثي بها المجاهد عمر المختار:
ركزوا رفاتك في الرمال لواء
يستنهض الوادي صباح مساء
يا ويحهم نصبوا منارا من دم
يوحي إلى جيل الغد البغضاء
جرحي يسيل على المدى
وضحية تتلمس الحرية الحمراء
ما ضر لو جعلوا العلاقة في غد
بين الشعوب مودة واخاء
ونصحيتنا إلى اهل مصر بأن يحكموا الدين والعقل بينهم وان يتجنبوا العنف والمواجهات التي لن تزيد المشهد إلا سوءا ودمارا، وانصح جماعة الاخوان المسلمين بان تأمر اتباعها بالكف عن النزول إلى الشوارع وتحدي الجيش والشرطة من اجل استرداد الحقوق حتى لا يزداد الموقف اشتعالا وعليها أن توسط الاطراف الدولية والعربية من اجل الوصول إلى حل يرضي جميع الاطراف، فنحن نعيش اليوم في فتنة صماء دهماء لن ينتج عنها إلا المزيد من الدماء والقتل.
كما انصح دول الخليج بان يكون موقفها هو التوسط لحل الازمة المستعرة في مصر بدلا من الوقوف مع العسكر وتأييدهم في مسعاهم لاستئصال المعارضين.
عسى الله تعالى أن يهيئ لاخواننا في مصر الرشد والحكمة لكي يتجاوزوا محنتهم «واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة».
كلمة حق في د. السميط
ليس لدي ما اضيفه على ما كتبه الكتاب ونطقت به حناجر المحبين بشأن الدكتور عبدالرحمن السميط - رحمه الله - فقد تذكرت قول الرسول صلى الله عليه: «اذا احب الله، العبد، نادى جبريل: ان الله تعالى يحب فلانا فأحبوه، فيحبه اهل السماء، ثم يوضع له القبول في الارض» متفق عليه.
وها نحن قد رأينا اجتماع اهل الكويت على محبة الفقيد والثناء عليه رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته، ولا شك أن تلك السيرة العطرة للفقيد هي نبراس لكل من صدقت نيته لله تعالى وسعى في طريق عمل الخير.
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com