| سلطان حمود المتروك |
شهر كان مملوءاً بالخير والقلوب فيه عامرة بالتفاؤل والابتهال الى المولى العلي القدير بأن يشمل برعايته هذه الديرة الطيبة، ومضى ذلك الشهر المبارك فأقبل العيد يبشر بالخير والاقبال، ذكريات كثيرة لأهل هذه الديرة الحبيبة في عيد الفطر المبارك تدل على تراث جذوره الغائرة لاجداد وآباء تركوا اصالة لابد وان يقتبس منها الاجيال ويفعلوها ويأخذوا جذوات من مضامينها في صبيحة العيد.
كانت الاسرة تجلس على مائدة الافطار التي تصنع من ايدي الامهات بمأكولات مميزة منها الدرابيل والخبز المصفط والحليب المهيل والجميع يستبشرون ويلبسون الحلل الجميلة ويأتي الاب بعد صلاة العيد كي يبارك لابنائه واسرته ويتبادل معهم التهاني ويقدم لهم العيادي ثم يتزاور الناس في البيوت والدواوين لتقديم التهاني وهم في جو من الألفة والسعادة كلهم اطمئنان وجد ونشاط منذ ساعات الصباح الاولى.
فأين نحن الآن من هذه الذكرى؟
البعض في صبيحة يوم العيد لا يستيقظ الا عند صلاة الظهر ولا يجعل للعيد بهجة ولا لفطوره رونقاً حيث بعض الامهات لا تدري عن هذا الفطور ولا تحس به ولا يقمن بمساعدة الاطفال على ارتداء ملابس العيد ولا يقوم بعض الاهل والجيران بزيارة بعضهم البعض واكتفى الجميع بالاتصالات التلفونية بل ألغيت هذه الظاهرة حل محلها وسائل الاتصال الاجتماعي (واتساب) عن طريق الكتابة وقضي على اللقاءات والتواصل الحي الذي يجعل الانسان اكثر ألفة واكثر اقتراباً ومواصلة من أخيه الانسان.
عادات عريقة ذهبت من بعض الناس ولكن لم تزل خالدة في نفوس البعض الآخر عكس ان تفعل لجميع الناس وتكون نبراساً يستلهم منه الاجيال معاني كثيرة وحقائق متعددة وخبرات طيبة.
ونسأل الله العلي القدير ان يقبل مع هذا العيد الخير لهذه الديرة الحبيبة وتعم الوحدة في قلوب اهليها ويكون اقبال البرلمان مع هلال العيد بشرى لمخرجات طيبة من ابناء الامة تعمل على تفعيل الديموقراطية وارساء مبادئ الدستور والتمحيص في الافكار الناهضة التي تنبثق عنها خطط فاعلة لمبادئ اقتصادية وفكرية وثقافية وتربوية واجتماعية وعمرانية في جميع المجالات.
عزيزي القارئ عيد مبارك وأيام مفعمة بالسعادة بإذن الله ودعنا نقرأ قول الاديب الذي اراد ان يعطي عيدية ولم يجد ما يعطيه الا ما قاله في قصيدته:
اي شيء بالعيد أهدي اليكِ
ياملاكي وكل شيء لديكِ
أسوار أم دملج من نظارٍ
لا أحب القيود في معصميكِ
ليس عندي شيء أعز من الروح
والروح مرهونة في يديكِ