| أنوار مرزوق الجويسري |
قيل إن كل ما ندر وجوده ارتفعت قيمته، وكل ما شاع وجوده هبطت قيمته، أؤمن بهذه المقولة لإيماني بقيمة الكفاءة، وقياساً على ذلك جاءت ردة فعلي تجاه المجلس الجديد. إن كنت سأنطلق من منطلق شعوري فسأكون باردة المشاعر تجاه هذا المجلس الآخر كأغلب الناس، وإن كان هناك فئتان على طرفي المنحنى إحداهما قد احتفت بالمجلس لأسباب عائلية أو قبلية أو مذهبية والأخرى حزنت أيما حزن للأسباب نفسها! وكان المخرج المنطقي الوحيد من البلادة الشعورية هو البحث في مزايا المجلس الجديد رغبةً في التفاؤل.
قالت لي صديقتي يوماً : «في صغري كنت أحفظ أسماء الوزراء أما الآن فيستحيل ذلك»! وذلك طبيعي حينما تكثر المجالس ويضيع التشريع وتكثر الوزارات ويضيع التنفيذ. من باب التفاؤل نقول ان المجلس الجديد أظهر وجوهاً شابةً جديدة نأمل فيها الخير والصلاح، كما أن سقوط بعض المتطرفين يُعطي الشعب مساحةً من الراحة النفسية وشيئاً من الاطمئنان، ومن المزايا أننا في هذه الانتخابات تلمسنا مرونة الشعب الكويتي، ولا يخفى على أحد تناقص مستوى الحدّة في النقاش بين المقاطع والمشارك.
كنتُ قد قرأت في كتب السياسة الشرعية مواضيع عدة عن اختيار الأصلح، والأصلح ذاك الذي تتوافر فيه شروط القوة والأمانة، وكان من الصعب على أحد أن يعرف أمانة الشخص وقوته قبل أن يجربه في المواقف الصعبة، فليكن هذا المجلس الآخر ميدان اختبار لكل من اخترتموه، فلتُختبر أمانته ولتُختبر قوته أمام القضايا التي تحتاج مواجهةً صارمة ووقوفاً مع الحق والحقائق، وإن كانت القوة والأمانة صفتان يندر وجودهما معاً إلا أن تحريهما مسؤوليتنا، وقد يُقدّم صاحب القوة على صاحب الأمانة أو العكس حسب المهمة التي سيتولاها، لذلك كانت قضية اختبار هذا المجلس قضية حاسمة تحدد مواقفنا المستقبلية.
السياسة وُلدت من رحم الحكمة، ثم دخل عليها الدهاء كما دخل الشيطان على آدم فوسوس له، فالسياسي الحكيم هو الذي يتخذ موقفاً يرى فيه الصواب لمجتمعه ثم يثبت عليه، والسياسي اللئيم هو الذي استخدم دهاءه فاتخذ موقفاً لا يرى فيه الصواب لمجتمعه رغبةً في الوصول لمصلحته الخاصه، والكويت فيها من السياسيين الحكماء كثر نفخر بهم وبمواقفهم المشرفة، وقد يكون الوسط السياسي فيه من الانحرافات ما فيه لذلك كان من يخرج منه سليماً حتماً سينال ثقة المؤيد والمعارض. مجلس جديد آخر لنختبره ولنختبر مواقفنا هل جاءت بالخير أم بالشر؟
anwar1992m@
anwaraljuwaisri@hotmail.com
قيل إن كل ما ندر وجوده ارتفعت قيمته، وكل ما شاع وجوده هبطت قيمته، أؤمن بهذه المقولة لإيماني بقيمة الكفاءة، وقياساً على ذلك جاءت ردة فعلي تجاه المجلس الجديد. إن كنت سأنطلق من منطلق شعوري فسأكون باردة المشاعر تجاه هذا المجلس الآخر كأغلب الناس، وإن كان هناك فئتان على طرفي المنحنى إحداهما قد احتفت بالمجلس لأسباب عائلية أو قبلية أو مذهبية والأخرى حزنت أيما حزن للأسباب نفسها! وكان المخرج المنطقي الوحيد من البلادة الشعورية هو البحث في مزايا المجلس الجديد رغبةً في التفاؤل.
قالت لي صديقتي يوماً : «في صغري كنت أحفظ أسماء الوزراء أما الآن فيستحيل ذلك»! وذلك طبيعي حينما تكثر المجالس ويضيع التشريع وتكثر الوزارات ويضيع التنفيذ. من باب التفاؤل نقول ان المجلس الجديد أظهر وجوهاً شابةً جديدة نأمل فيها الخير والصلاح، كما أن سقوط بعض المتطرفين يُعطي الشعب مساحةً من الراحة النفسية وشيئاً من الاطمئنان، ومن المزايا أننا في هذه الانتخابات تلمسنا مرونة الشعب الكويتي، ولا يخفى على أحد تناقص مستوى الحدّة في النقاش بين المقاطع والمشارك.
كنتُ قد قرأت في كتب السياسة الشرعية مواضيع عدة عن اختيار الأصلح، والأصلح ذاك الذي تتوافر فيه شروط القوة والأمانة، وكان من الصعب على أحد أن يعرف أمانة الشخص وقوته قبل أن يجربه في المواقف الصعبة، فليكن هذا المجلس الآخر ميدان اختبار لكل من اخترتموه، فلتُختبر أمانته ولتُختبر قوته أمام القضايا التي تحتاج مواجهةً صارمة ووقوفاً مع الحق والحقائق، وإن كانت القوة والأمانة صفتان يندر وجودهما معاً إلا أن تحريهما مسؤوليتنا، وقد يُقدّم صاحب القوة على صاحب الأمانة أو العكس حسب المهمة التي سيتولاها، لذلك كانت قضية اختبار هذا المجلس قضية حاسمة تحدد مواقفنا المستقبلية.
السياسة وُلدت من رحم الحكمة، ثم دخل عليها الدهاء كما دخل الشيطان على آدم فوسوس له، فالسياسي الحكيم هو الذي يتخذ موقفاً يرى فيه الصواب لمجتمعه ثم يثبت عليه، والسياسي اللئيم هو الذي استخدم دهاءه فاتخذ موقفاً لا يرى فيه الصواب لمجتمعه رغبةً في الوصول لمصلحته الخاصه، والكويت فيها من السياسيين الحكماء كثر نفخر بهم وبمواقفهم المشرفة، وقد يكون الوسط السياسي فيه من الانحرافات ما فيه لذلك كان من يخرج منه سليماً حتماً سينال ثقة المؤيد والمعارض. مجلس جديد آخر لنختبره ولنختبر مواقفنا هل جاءت بالخير أم بالشر؟
anwar1992m@
anwaraljuwaisri@hotmail.com